الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

حقائق الخلق الإلهى

الخميس 26/أبريل/2018 - 06:51 م

ــ هل نحن مطالبون بمعرفة كيفية بدء الخلق ؟

ــ نعم ، وبأمر إلهى .

ــ ولماذا ؟

ــ لكى نقف على طرف من قدرة الله الشاملة ،

وبالتالى نفرده وحده بالعبادة .

ــ وهل هناك أسباب أخرى ؟

ــ أجل ، فالخلق الإلهى إنما كان لحكمة ، ولم يكن عبثا أو صدفة على الإطلاق .

وأن المقصود منه هو الإنسان ، الذى جاء إلى الدنيا ليتم اختباره ، ثم بعد موته

يبعث ليلقى جزاءه على ما اعتقد من إيمان وكفر، وما فعل من خير وشر، فإما إلى

نعيم دائم ، أو خلود فى الجحيم . .

الآيات الدالة على ما سبق :

(قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) [العنكبوت، آية2]

(قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده) [يونس، آية 34]

(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات ، آية 56]

(واسجدوا لله الذى خلقهن) [فصلت ، آية 37]

(ذلكم الله ربكم لا إله إلاهو خالق كل شيء فاعبدوه) [الأنعام،آية102]

(إنا كل شىء خلقناه بقدر) [القمر،49]

(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) [المؤمنون،آية115]

(ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك) [آل عمران،آية191]

(إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات

بالقسط)[يونس،آية45]

صفة الخلق الإلهى :

تعد صفة الخلق الإلهى أولى وأهم الصفات الإلهية ، وهى التى تؤكد قدرة الله

اللامتناهية على جميع الأكوان : السماوات والأرض وما بينهما ، وعالمىْ الجن

والإنس ، وخلق ما نعلم وما لا نعلم . أما معنى الخلق فهو الإيجاد من العدم ، أو

من مادة مخلوقة سلفا ، وكل منهما لايقدر عليه إلا الله وحده ، كما أنه يتم بقدر ،

وله حكمة ، ومدة يقع بعدها بعث ، ثم خلْق جديد .

الآيات الدالة على ذلك :

(إن ربك هو الخلاّق العليم)[الحجر،آية86]

(الله خالق كل شىء)[ الزمر،آية62]

( هوالله الخالق البارئ المصوّر)[الحشر،آية54]

(ومن آياته خلق السماوات والأرض)[الروم،آية22]

(خلق الإنسان من صلصال كالفخار)[الرحمن،آية14]

(وخلق الجان من مارج من نار)[الرحمن،آية14]

(إنا كل شىء خلقناه بقدر)[القمر،آية49]

(ويخلق ما لا تعلمون)[النحل،آية8]

(بل هم فى لبْس من خلْق جديد)[ق،آية15]

الخلْق الإلهى وآفاقه :

وترتبط صفة الخلق بالمشيئة الإلهية ارتباطا وثيقا . فالله تعالى لا يخلق إلا ما

يشاء . وأن خلقه للظواهر الكونية الكبرى لم يكن مرهقا بالنسبة إليه سبحانه

 

على الإطلاق ، وهذا يبن لنا قدرته أيضا على خلق الكائنات الصغيرة ، ومتناهية

الصغر ! والأهم من ذلك هو إعادة ما خلق ، ومنه إحياء الموتى . وعلى الذين

يرفضون أو يعترضون أن يلقوا نظرة سريعة على نظام الكون ، وكواكبها الدائرة

بكل دقة فى أفلاكها : هل يوجد بها أى خلل أو تفاوت ؟! إن المشركين الذين

يستنكرون خلق أنفسهم لا يعلمون أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلقهم لو

كانوا يعقلون !

الآيات الدالة على ذلك :

(يخلق الله ما يشاء والله على كل شىء قدير)[المائدة،آية17]

(وربك يخلق ما يشاء ويختار)[القصص،آية18]

(أولم يروا أن الله الذى خلق السماوات والأرض ولم يعيي بخلقهن

بقادر على أن يحيى الموتى)[الأحقاف،آية 33]

(ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت)[الملك،آية3]

(لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس لكن أكثر الناس

لا يعلمون)[غافر،آية57]

التحدى بالخلق :

ولما كان الخلق أبرز صفات الله تعالى ــ كما ورد فى القرآن الكريم ــ فقد جاء

التحدى به كآية عظمى لا يقدر عليها إلا الله تعالى ، فهو الذى خلق السماوات

والأرض وكل ما بينهما من جماد ونبات وحيوان ، وهو الذى أحسن خلقها ،

كما أنه هو الحافظ لها ، والذى يزيد فى الخلق على نحو مستمر .

 

الآيات المؤكدة لذلك :

(هّذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه)[لقمان،آية11]

(أفمن يخلق كمن لا يخلق)[النحل17]

(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون)[النحل،آية2]

(أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)[الوقعة،آية59]

(أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون)[الطورآية35]

(ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما)[ق،آية38]

(وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين)[الأنبياء،آية16]

(وخلق كل شىء فقدّره تقديرا)[الفرقان2]

(الذى أحسن كل شىءخلقه)[السجدة،آية7]

(خلق السماوات والأرض بالحق وصوّركم فأحسن صوركم)[التغابن،آية3]

(إن الله يمسك السماء والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد

من بعده)[فاطر،آية41]

(وما كنا عن الخلق غافلين)[المؤمنون،آية17]

(يزيد فى الخلق ما يشاء)[فاطر،آية1]

الخلق ومدته :

مما يلاحظ أن السماوات والأرض من أكبر ظواهر الكون التى خلقها الله تعالى .

ويذكر القرآن الكريم أن عدد السماوات سبع ، بينما يورد الأرض غالبا مفردة ،

إلا فى موضع واحد ، حيث يذكر أنها مثل السماوات سبع . أما خلق كل منهما فقد

استغرق يومين ( وهذا بالطبع من أيام الله التى أشار القرآن الكريم إلى أنها قد

تصل إلى ألف سنة أو خمسين ألف سنة من سنوات الإنسان ) . أما اليومان

الباقيان من الستة المذكورة فى مدة الخلق ، فقد جعلهما الله تعالى لتقدير

الأقوات فى الأرض ، وهذا مجاله واسع ، وأمثلته لا حصر لها .

 

الآيات المؤيدة لذلك :

(الله الذى خلق السماوات والأرض وما بينهما فى ستة أيام)[السجدة،آية4]

(فقضاهن سبع سماوات فى يومين)[فصلت،آية12]

(قل أئنكم تكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين)[فصلت،آية9]

(وقدر فيها ــ فى الأرض بعد خلقها فى يومين ــ أقواتها فى

أربعة أيام)[فصلت،آية10]

(ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا)[النبأ،آية7]

الخلق الإلهى فعل قصدى :

إن الخلق الإلهى ــ كما يؤكد القرآن الكريم ــ فعل قصدى . لا مكن فيه للصدفة أو

او العشوائية ــ كما تذهب إلى ذلك بعض النظريات العلمية المعاصرة ــ بل إنه

مقدّر منذ الأزل .وهذا التقدير مرتبط بمشيئة الله تعالى ، كما أنه سابق على

إيجاد الناس ، فلم يشهدوا خلق السماوات والأرض ، ولا خلق أنفسهم . وما

السماوات والأرض إلا جزء من أجزاءالكون الشاسع ، لكنهما هما (المكان)

الذى تدورعليه حياة البشر وموتهم ، ثم إعادة إحيائهم وبعثهم إلى الحياة الآخرة

. ومما يؤكده القرآن الكريم أن خلق الجن والإنس إنما تم بقصد عبادة الله الذى

خلقهم ، وهو الذى يحييهم ويرزقهم ثم يميتهم بعد ذلك ليبعثهم بعد ذلك فى يوم

الجزاء العادل .

الآيات الداعمة لذلك

(ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى)[الروم،آية8]

(الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون)[الروم الآية1]

(ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم)[الكهف،آية1]

(ربنا ما خلقت هذا باطلا)[آل عمران19]

(سبح اسم ربك الأعلى الذى خلق فسوّى)[الأعلى،آية1، 2)

(هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض)[فاطر،آية3]

(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)[الذاريات،آية51]

(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شىء فاعبدوه)[الأنعام،آية102]

(واسجدوا لله الذى خلقهن)[فصلت،آية37]

 

لماذا كتبت هذا البحث ؟

 

أولا : لكى يتبين المسلم حقائق الخلق الإلهى المستمدة بصورة مباشرة من

القرآن الكريم ، ومنها يدرك العقلاء أن وجودهم الحالى ليس عبثا ، وأن الأمر

واضح تمام الوضوح : فالله الذى خلقنا سوف يميتنا ثم يحيينا ويبعثنا فى يوم

معلوم ليحاسب كلا منا بمفرده على إيمانه أو كفره ، وعلى ما فعله فى هذه الدنيا

من خير أو شر .

 

ثانيا : الرد على نظرية الانفجار العظيم ، التى أصبح علماء الكون المعاصرون

والفيزيائيون والجيوليجيون والرياضيون .. إلخ مقتنعين تماما بها كتفسير كاف

لنشأة الكون . والنظرية (حسب العالم البلجيكى جورج لوميتر1927) تقول : إن

الكون كان فى بدء نشأته عبارة عن كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة

ثم بتأثير الضغط الهائل الناتج من شدة الحرارة حدث انفجار عظيم فتق الكتلة

الغازية وقذف بأجزائها فى كل اتجاه فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرات .

وهنا ملاحظات :

1ــ النظرية لا تتحدث أو حتى تشير إلى من أحدث هذا الانفجار العظيم ؟ يعنى كأن

الأمر تم بدون مسبب .

2ــ أن ما تكوّن من فوضى الانفجار : هذا النظام الكونى المستقر ، والذى

يدور تبعا لخطة محكمة ، فكيف خرج النظام المحكم من الفوضى؟

3ــ أن نشأة الكون مرتبطة بما هو موجود فى السماوات والأرض من مخلوقات

متنوعة ،والتى لم تنجح نظرية داروين فى تفسير بداياتها حتى الآن ؟

4ــ أن النظرية رغم ادعائها الصفة العلمية قد أهملت تماما الرجوع إلى ما ذكره

القرآن منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام !