الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

الوعي الجامعي وحب مصر

الأحد 26/أغسطس/2018 - 06:15 م

لا شك أن الانتماء الوطني من أهم المحركات الفاعلة للعمل الجاد والانتاج، وقد ضرب المصري أروع الأمثلة في التفاني والاخلاص لوطنه ومكتسباته ومؤسساته في كافة العصور. فظهرت شخصية "ابن البلد" لتمثل أيكونة للشخصية المصرية الجادة المتميزة بل إنها فاقت بشكل كبير الشخصية الخيالية ل "سوبرمان"، مما جعلها محوراً للروايات الأدبية والسينمائية. وكان تعظيم وتبجيل قيمة هذه الشخصية دافعاً للعمل والانتاج ونبذ البذاءات والعنف والتحلي بالأخلاق الحميدة وقت أن كانت مصر تقود العالم.

ولا شك أن الشباب في سن الجامعة يكونون في مرحلة فارقة، يختلط فيها تصحيح مفاهيم قديمة وتشكيل أخرى مستحدثة مع الاحساس بانطلاق صافرة بدء مشوار الحياه في ظل طاقات عضلية وذهنية ونفسية عملاقة، إما أن يتم كبتها والتضئيل من دورها فتصبح كالقنابل الموقوتة، وإما أن يتم استثمارها استثماراً جيد لتكون طاقات ايجابية دافعة نحو مستقبل مطمئن لمصرنا الغالية.

وهنا دعونا نتساءل: ماذا فعلت الجامعات لتدريب الشباب وتوعيتهم نحو حب الوطن وصيانته، بما يضاهي أفكار سودوية وطاقات سلبية شديدة الانتشار في مجتمع الجامعة وبين شبابها اللذين يتسرب اليأس لديهم كل يوم من صورة سوداء يتم تسويقها إليهم بتضاؤل فرص العمل والتوظيف و غلاء المهور والاسعار وغيرها.

للأسف أننا نكتفي في جامعاتنا ببعض الأنشطة النمطية غير الممنهجة للشباب، وننظم لقاءات تنافسية نمطية بين الجامعات في بعض الانشطة دون قياس جدواها على طريقة (التمثيل المشرف).

وفي وسط عالم أصبح الاهتمام الأكبر فيه نحو التوجيه النفسي والبناء الأيديولوجي، وجماعات وقوى فكرية تخطط من حولنا لإيثار الشباب وتوجيههم فكرياً بشكل مشوه للنيل من عظمة الشخصية المصرية التي ضربت للعالم أروع الأمثلة يتحتم على الجامعات أن تنتهج نهجاً جديداً موجهاً نحو توعية الشباب وبث روح الوطنية فيهم، ليس فقط بالتوعية النظرية ولا المشاركات في الأنشطة الجامعية النمطية، إنما بالممارسة العملية لأنشطة مبتكرة تديرها ادارات متتخصة داخل الجامعات تكون بمثابة حلقات وصل بين الجامعات وبعض الهيئات ذات الصلة، وتسير سيراً ممنهجاً وفقاً لخطط مدروسة يضعها بعض علماء النفس والمسئولون ممن لديهم الخبرة.

وأخيراً فلنعلم جميعاً أننا لن نبني مصر إلا إذا تعلمنا كيف نحب مصر.

*كاتب المقال

د.هاني أبو العلا الاستاذ الدكتور بحامعة الفيوم

و الخبير بالهيئة المصرية للتخطيط العمراني: