الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

فى أول حوار له بعد 37 عاما على حادث المنصة

اشرف عفيفى : هذه الغلطة الوحيدة التى انهت حياة جدى "انور السادات" ..كنت بجواره يوم استشهاده وعمرى 14 عاما

الجمعة 28/ديسمبر/2018 - 07:13 م
اشرف عفيفى مع جده
اشرف عفيفى مع جده انور السادات

قام الزميل عادل خفاجى  الصحفى المتميز بمجلة الاذاعة والتليفزيون باجراء أول حوار  فى الصحافة العربية والعالمية مع اشرف عفيفى حفيد الزعيم انور السادات وهو انفراد جديد للزميل خلال رحلته الصحفية الملئية بالانفرادات ومنها اول حوار مع وزير خارجية مصر فى عصر جماعة الاخوان الارهابية السفير محمد كامل عمرو والوزير نبيل فهمى ، واحمد درويش رئيس منطقة قناة السويس  السابق ، والجميع يعلم معنى الانفراد بحوار صحفى وقيمته فى ظل وجود الفضائيات ومواقع السوشيال ميديا ،

رصد " خفاجى " خلال الحوار الذى نشرته " مجلة الاذاعة والتليفزيون على 4 صفحات العديد من كواليس حياة الزعيم السادات تنشر لاول مرة ، كشف  حفيدة فيه عن غلطة السادات الكبرى الوحيدة فى حياته لم تتناولها وسائل الاعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية

تنشر " السبورة " نص الحوار

أشرف عفيفى نجل رقية السادات, وهو حفيد الرئيس الراحل محمد أنور السادات,  يعيش بانجلترا  منذ أكثر من33 عاما ويحمل الجنسية  الإنجليزية,وعمره 54 عاما ومتزوج وله ثلاثة أبناء من زوجته الإنجليزية التى كانت زميلته فى الفندق الذى عمل به كموظف حسابات بعد أن رفض العيش فى مصر بعد اغتيال جده السادات فى المنصة أثناء العرض العسكرى عام 1981.


حفيد السادات اختص " الإذاعة والتليفزيون " بأول   حوار صحفى تحدث فيه  عن طفولته وذكرياته  مع جده السادات، وأشار إلى  أهم المواقف والذكريات التى عاشها بالقرب من السادات وأسرته، ولفت إلى أنه الوحيد من أحفاد السادات الذى كان يحرص على حضور العرض العسكرى فى أكتوبر من كل عام، وأنه  كان حاضرا مع جده  على المنصة  وجلس على بعد ثلاثة أمتار خلفه أثناء العرض العسكرى الذى تم اغتياله فيه, وحكى عن الواقعة وآثارها النفسية عليه للدرجة التى غيرت مسار حياته بالابتعاد عن مصر والعيش فى انجلترا, رغم رفض أسرته لذلك وامتناعهم عن مساعدته ماديا، ولكنه أصر على قراره وخاض تجربته  وحكى عن المتاعب التى عاشها  والصعوبات التى واجهها, وعن الأشياء التى ورثها عن جده السادات, وأشار إلى غلطة جده السادات التاريخية  التى كلفته حياته وعن الإخوان المسلمين فى لندن وموقفه منهم ورؤيته لمصر وما ينقصها لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة وأشياء أخرى من خلال هذا الحوار.

 

 

 

 ماذا تقول عن جدك الزعيم الراحل أنور السادات فى مئويته؟

 

 

 

عندما أتابع ما يجرى حولنا من أحداث  فى العالم العربى وفى منطقة الشرق الأوسط والعالم، أشعر بالفخر أننى حفيد للزعيم الراحل محمد أنور السادات, وعندما كان جدى يتحدث أمامنا عن المبادئ والقيم النبيلة وحب الوطن والانتماء له ونحن أطفال صغار كلماته صادقة، فكانت شخصيته قوية وله وجه واحد ويحتفظ بصفات وأخلاق "ابن القرية ".

 

 

 

 ما الصفات التى أخذتها عن جدك السادات؟

 

 

 

ورثت عن جدى حب الجيش والبطولة والفداء، وورثت عنه السيرة الحسنة والمبادئ والأخلاق وطبقتها على حياتى وأولادى,  وهناك طبع ورثته أيضا عن جدى  ويغلب على شخصيتى  وهو اننى "ثورجى" حتى الآن رغم سنوات الغربة الطويلة فى لندن، هذا الطبع يجعلنى لا أسكت عندما أشاهد "الغلط", وأقول كلمة الحق وأجرى على الله,  وللأسف هذا الطبع  يسبب لى مشاكل كتير فى شغلى وحياتى وتعاملاتى مع الناس، وأستطيع القول باننى أصبحت غاوى سياسة منذ الصغر وكنت دائما اسأل جدى فى الأمور السياسية، وبعد الإقامة فى انجلترا وجدت أننى أحب السياسة وأتضح لى ان جدى رغم أنه  نشأ كفلاح بسيط،إلا انه كان صريحا ويتحدث بتلقائية شديدة وكان سياسيا مخضرما، وأنا تطبعت بطبعه .

 

 

 

 ما المواقف التى تتذكرها خلال المرات التى قابلته فيها؟

 

 

 

لما توفى جدى السادات كان عندى 17.5 سنة ومن المعروف أننا من الجزء الأول من العائلة  وكانت كل لقاءاتنا به تتم فى البلد ميت أبو الكوم، يعنى ببساطة كان "مغضوب علينا  شوية  " فلم يكن  لنا الوقت الكافى لمقابلته مثل أولاده  من زوجته الثانية، ولكن كنت كل ما أقابله أسأله كثيرا فى الأمور السياسية، وكان يرسل لنا السيارة بالسائق لتوصلنا إلى البلد ونعود بها إلى القاهرة بعد انتهاء الزيارة، وأذكر اننا كنا فى زيارة له بالبلد وكل إخوتى وماما رجعوا القاهرة إلا أنا مكثت معه تلك الليلة حتى الصباح، وفى تلك الليلة سهرنا سويا وكنا نشاهد التليفزيون وكان هناك برنامج حوار بين المذيع طارق حبيب وكمال حسن على وبعد انتهاء الحلقة، فوجئت بجدى يسألنى ما الذى تتمناه فى دراستك ونفسك تدخل كلية إيه وجامعة إيه؟ فقلت له عاوز اشتغل فى البترول، وكان ردى حينها  علشان البترول لعب دورا مهما فى حرب أكتوبر وموقف شاه إيران واستخدام سلاح البترول فى حرب أكتوبر1973 وكان أحد أهم أسباب النصر, وفى الصباح الباكر استيقظنا وأثناء الإفطار، كان يرتدى الجلابية ويمسك بالبايب، وأذكر انه فى تلك الفترة  الانتخابات الأمريكية كانت تجرى بين كارتر وريجان، وكان كارتر نازل الانتخابات فى الفترة الثانية، وأنا أعلم أن كارتر كان قريبا منه, وهناك تلاقى روحانى بينهما  لأن كارتر كان متدين مثل جدى السادات، فسألت جدى قائلا له " يا جدى انت عاوز مين يكسب فى الانتخابات الأمريكية القادمة، هل تريد كارترصديقك أم ريجان؟"، وكنت أظن انه يريد كارتر, ولكننى فوجئت به يرد قائلا "يا ابنى إحنا كدولة نتعامل مع دول  ومؤسسات، وليس أشخاصا "، وكان جوابه ذكيا وسياسيا وهذا الموقف لا أنساه .

 

 

 

 وما الموقف السياسى الذى لا تنساه ؟

 

 

 

عندما زار القدس وصلى العيد فى المسجد الأقصى وخرج قابل بيجن وألقى خطابه فى الكنيست الإسرائيلى وكان قويا وسياسيا بارعا وشجاعا، وتوجهت أنا وماما لاستقباله فى بيت الجيزة وشعرنا بالفخر والعزة والكرامة وكانت الناس فرحانة فى الشوارع, والشوارع فارغة لحظة إلقاء الخطاب لأن الناس كانت تشاهده أمام التليفزيونات، وكانت نقطة فارقة فى التاريخ وتركناه ليستريح فى بيته وعدنا إليه بالليل أنا وماما وكان لابس البيجاما ويمسك بالبايب وجلسنا معه وتحدثنا وكنا نهزر معه ولم نكن نتصور أن هذا الحدث يعيش لأجيال وأجيال وأولادى يمدحون فى جدى ويسمعون خطاباته على اليوتيوب وهم فخورون به وسعداء بمجده وتاريخه.

 

 

 

 ما الصفات المميزة التى لمستها عن قرب فى جدك السادات؟

 

 

 

كان جدى مفكرا عظيما وسياسيا محنكا وآراؤه ومواقفه تسبق عصره، ومن أهم ما يميزه انه لا ينسى المواقف الجميلة لمن وقفوا بجانب مصر كموقف شاه إيران أثناء حرب أكتوبر حيث أتى إلى مصر للعلاج كنوع من رد الجميل له، كما سمعته يقول عن كمال حسن على إنه كان محاربا محبا للوطن علشان كده أنا عينته وزير خارجية مصر وكمان عينت كل أبطال أكتوبر ومبارك  واحد منهم، والشاذلى وحسن أبو سعده  عينهم سفراء، وغيرهم من الأبطال اللى كان بيعينهم فى وظائف تكريما لهم على دورهم فى حرب أكتوبر، ومن الأشياء التى لا أصدقها ان هذا الرجل كانت نظرته ثاقبة ولديه تنبؤ بما يحدث الآن، وأكبر دليل على ذلك خطابه الشهير أمام البرلمان الأوروبى فى 10/2/1981 الذى تحدث فيه باللغة الإنجليزية لمدة ساعة ونصف، وكل ما قاله حينها يحدث حاليا .

 

كنت الحفيد الوحيد المتواجد أثناء العرض العسكرى الذى شهد حادث اغتيال جدك السادات.. حدثنى عن ذلك ؟

 

 

 

كنت حريصا على الحصول على تصريح لحضورومشاهدة العرض العسكرى  كل عام، وفى العرض العسكرى الأخير الذى شهد حادث الاغتيال، توجهت أنا وصديق لى لمشاهدة العرض وكان معنا السائق المكلف بتوصيلنا من البيت إلى منطقة العرض بالمنصة وتواجدت ضمن الحاضرين قبل بدء العرض بساعة وهذا الإجراء كالمتبع فى مثل الأحداث التى يحضرها رئيس الجمهورية يتواجد الجميع فى أماكنهم ثم يصل الرئيس،وكان موقعى على المنصة خلف  مقعد الرئيس، وعلى بعد ثلاثة أمتار تقريبا ومن خلفى الباب الزجاجى وبجوارى صديقى والسائق،  وبعد وصول الرئيس السادات  للمنصة  ألقى علينا السلام وجلس وعزفت الموسيقى العسكرية,. وألقى وزير الحربية كلمة، ثم طلب  قائد العرض  الإذن من الرئيس ببدء العرض ووقف الرئيس وأدى التحية العسكرية وقاله اتفضل ابدأ العرض، و بدأ العرض العسكرى وكانت تسير أمامنا السيارات العسكرية والدبابات والمدرعات وفرق الصاعقة، ثم بدأ العرض الجوى باستعراض الطائرات ويخرج منها دخان ملون بعلم مصر فى سماء العرض، وكانت أصوات الموسيقى العسكرية تتناغم مع ما يحدث فى ساحة العرض وكان الجميع يتابعون الطائرات وينظرون إلى أعلى، وفجأة سمعنا صوت زلزال وفوجئت بالباب الزجاجى من خلفى بالمنصة يسقط كاملا على الأرض وسادت حالة من الهرج وكل واحد يجرى إلى اتجاه معين دون ان نعرف ما حدث، وخرجت مسرعا أنا وصديقى وكنا نجرى فى الصحراء خلف المنصة من الرعب ولم نكن نعرف ما حدث بالضبط وأثناء الجرى ارتطمنا  بالسائق المكلف بتوصيلنا بالسيارة، وفوجئت بالسائق يقول لى الرئيس اتضرب ففزعنا وهرولنا بالسيارة إلى البيت، وصعدت إلى الشقة فوجدت ماما فى حالة سيئة وقالت لى يلا نروح على بيت جدك فى الجيزة، وتوجهنا إلى بيته ولكننا جلسنا فى مكتب ا.عدنان سكرتيره الخاص, وجلسنا فى مكتبه ساعتين ، وكان يدخل علينا أنا وماما ويطمئننا بقوله إن الريس فى المستشفى وبيعملوا له عملية وهو هيبقى كويس، فطلبت أنا وماما أن نذهب لزيارته بالمستشفى فقال لنا ممنوع وغير مسموح، وانتظرنا فترة من الوقت، وبعدها جاء إلينا ا. عدنان مرة أخرى وفتح الباب ونظر لماما وبكى وفهمنا بعد ان قال لماما : البقاء لله يا أفندم، واستغرق سكرتيره فى البكاء كالأطفال وماما كانت حالتها سيئة جدا من البكاء وغير مصدقين ما حدث ولا أستطيع أن اصف حالتها.

 

 

 

 ما انعكاسات مشاهدتك لحادث اغتيال جدك السادات على حياتك؟

 

 

 

- هذ الموقف ترك فى نفسى أثرا سيئا للغاية حتى الآن وبسبب اغتيال جدى قررت أمشى من البلد، لاننى كنت أعشق جدى،وكلماته فى أذنى كل يوم  ومواقفه أمام عينى، لذلك وجدت من المستحيل أن أعيش فى البلد بدونه، كرهت أهلى والناس وكل حاجة، وطقت فى دماغى  مش عايز أعيش فى بلد رئيس الجمهورية مش هيكون جدى، شعور صعب جدا وأنا فى سن صغيرة أن تجد من يحب وطنه ويعطيه كل شىء وكل مواقفه وأحاديثه وقراراته تؤكد ذلك، ويتم اغتياله بهذا الشكل، لذلك كان قرارى النهائى بالسفر والعيش خارج الوطن  .

 

 

 

 وهل وافق أهلك على قرارك بالسفر والعيش فى الغربة بعيدا عنهم؟

 

 

 

ما حدث أثر فى نفسى بشكل بشع ورهيب، و هم عارضوا قرار سفرى من البداية، وماما رفضت بشدة، ولكن بابا بعد أن اقنعته لم يمانع ، ولاننى كنت مولودا فى انجلترا والقانون يمنحنى الجنسية  الإنجليزية لذلك كان معى باسبور انجليزى وبعد انتهاء دراستى الجامعية من كلية التجارة جامعة القاهرة شعبة محاسبة  فى يونيو 1986 سافرت إلى لندن بعدها بشهرين لتبدأ مرحلة جديدة من حياتى والعيش كمواطن انجليزى.

 

 

 

 تركت مصر للعيش فى لندن بدون أسرتك.. فكيف كانت حياتك بها؟

 

 

 

رفض أهلى مساعدتى ماديا و قبل السفر قمت ببيع سيارتى بمبلغ 3 آلاف جنيه وساعة يدى بـألف جنيه واشتريت تذكرة الطائرة، وكانت قيمة الجنيه المصرى كبيرة وعندما وصلت إلى لندن كان معى ألفان ونصف  جنيه استرلينى وقابلت صديقا لشقيقى محمد وكان يعمل ببنك فى لندن ويسكن بمفرده، ورحب بى وسكنت معه لمدة شهرين، وواجهتنى مشكلة ضعف مستوى اللغة الانجليزية عندى وصعوبة إيجاد فرصة عمل، وقمت بفتح حساب بنكى باسمى ودخلت التأمين الصحى كانجليزى وبعدها أصبح من حقى العيش والعمل ولى كامل الحقوق كمواطن إنجليزى، واتصلت بشخص  اسمه كامل واصف كان صديق والدى وقلت له أنا أرغب فى العمل وطلبت منه إيجاد فرصة عمل لى، فقال لى أعرف رئيس فندق بلندن وهو مصرى واسمه محسن عامر، فذهبت إليه وكان الفندق اسمه " الديال لانكاستا" وهو يعرف اننى حفيد الرئيس السادات، ووفر لى فرصة عمل كمحاسب، وفوجئت بان الفندق الذى عملت  به موظف حسابات  كنت من نزلائه أيام الأبهة  كحفيد للرئيس السادات، وعملت فى الفندق من يناير 1987، وقمت بتأجير غرفة بها سرير ومطبخ وحمام وسخان   فى ذات الغرفة فى  بدروم بيت تحت الأرض وقيمة الإيجار كانت 54 جنيها استرلينيا، وكان راتبى 80 جنيها استرلينيا ، وتبقى معى 26 جنيها استرلينيا للأكل والشرب والمواصلات، بعد ان كنت أعيش حياة مرفهة ولدى سائق خاص وسيارة ، وعشت على ذلك الوضع لمدة سنتين، وكنت سعيدا جدا رغم المعاناة والغربة، ولكننى كنت أشعر بالاستقلال وتحمل مسئولية نفسى وكنت أشعر بقيمة الجنيه لانه يأتى بالمعاناة والتعب، وكنت مبسوط رغم فقرى لان كل المواطنين هنا عاديون ولا توجد واسطة ولا محسوبية، ثم تعرفت على زوجتى التى كانت تعمل معى بالفندق وعشنا قصة  حب لمدة 6 أشهر  وكان من الممكن أن اتزوجها دون الحاجة إلى موافقة أهلها وهذا طبيعى فى المجتمع الانجليزى، إلا اننى ذهبت إلى والدها واستأذنته فى الزواج من ابنته، وتفاجأ بطلبى غير المألوف فى مجتمعهم حيث الحرية الشخصية، وكان  منبهرا وسعيدا من موقفى وبراتبى وراتبها استأجرنا شقة مكونة من غرفة نوم واحدة ومطبح وحمام لمدة عام، وتزوجنا فى 8/9/1990، وأنا وزوجتى كنا فقراء لأننى ما أعرفش أحوش فلوس، ولكن عندى قيم وأخلاق تجعلنى أغنى الناس، وبعدها ساعدنى والدى بمبلغ 5 آلاف جنيه استرلينى  وزوجتى ساعدها والدها بمبلغ  مماثل أيضا, فأصبح لدينا 10 آلاف جنيه استرلينى كمقدم شقة بها غرفتا نوم ومطبخ وحمام، وانجبنا أولادى كريم وزكريا وشريف وعشنا فى شقتنا 8 سنوات، ثم انتقلنا من لندن لأنها زحمة وغالية ونعيش الآن فى الشمال حتى الآن فى مقاطعة "لانكشر" على بعد 300 كيلو متر من لندن، وأعيش فى إنجلترا  منذ 33 سنة.

 

 

 

 ألم تستفد من انك حفيد للسادات فى  تسهيل أمورك الحياتية فى إنجلترا ؟

 

 

 

على الإطلاق، هنا عالم مختلف عن مصر, والشعب الإنجليزى  يتعامل معك على انك مواطن عادى فقط، وهنا لو قلت إنك ابن رئيس وزراء  انجلترا لا يسأل عنك أحد ولا يهتم بك، ولا يعنيهم انك ابن من أو قريب من، فالكل هنا سواسية فى الحقوق والواجبات وأمام القانون، والقانون يطبق بحزم على الجميع الكبير والمسئول قبل الصغير والغنى قبل الفقير، وفى مجتمعنا الإنجليزى لا مكان للواسطة أو المحسوبية والقانون يسرى على الجميع, ولا توجد أى استثناءات.

 

 

 

 هل تتابع ما يحدث فى مصر ؟

 

 

 

أنا على تواصل مع والدتى وأختى بمصر وأخى فى أمريكا، وأقرأ جريدة الأهرام الإلكترونية على الإنترنت كل صباح وأتابع الأخبار يوميا  وما يحدث فى مصر.

 

 

 

 ما الذى ينقص مصر لتقترب من مستوى العالم المتقدم؟

 

 

 

مصر  تمتلك أشياء كثيرة من الثروات والجو المعتدل إلى الثروة البشرية فضلا عن أمتلاكها للتاريخ والحضارة، وينقصها تنمية البشر وأتمنى ان تركز على المعاملة الحسنة والأمانه، وأتمنى ألا تخلط الدين بالسياسة  وتحضرنى مقولة شهيرة لجدى الرئيس السادات " إعادة بناء الإنسان المصرى " ولو تحقق ذلك ستنطلق مصر إلى آفاق بعيدة وستصبح من الدول الكبرى خلال سنوات قليلة ولدينا كما قلت التاريخ والحضارة والبشر والمقومات ولا ينقصنا إلا إعادة بناء الإنسان المصرى.

 

 

 

 الإخوان المسلمون  قتلوا جدك ويمارسون الإرهاب ومع ذلك إنجلترا تأويهم وتمنحهم حق اللجوء السياسى  ويظهرون بالإعلام الانجليزى, كيف ترى ذلك كمواطن انجليزى ؟

 

 

 

فى نظرى ان إخراج الإخوان المسلمين من السجون أكبر غلطة تاريخية وقع فيها جدى السادات لانه لم يدرك مداها التاريخى على مصر وتلك الغلطة كلفته حياته ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى تحجيم الإخوان، أما عن الإخوان فى انجلترا فلا صوت لهم ولا أسمع عنهم شيئا لاننى أعيش فى الشمال  ولم التق أحدا منهم ولا أعرف عنهم اى شىء، ولكننى كنت أشاهد بعضهم يظهرون فى برامج التليفزيون الإنجليزى  أثناء ثورة 25 يناير,  ولكن فى السنوات الأخيرة لا وجود لهم فى الميديا.

 

 

 

 ما الأشياء المضيئة التى يعرفها الانجليز عن مصر؟

 

 

 

المجتمع الانجليزى مشغول بأمور كثيرة والشعب هنا لا يتابع ما يحدث فى مصر، ولكن لدينا بانجلترا اللاعب المصرى محمد صلاح معجزة وطريقته فى الملعب وأخلاقه مبهرة للجميع وهو مهذب جدا ولا يعارض الحكام وهو مثال يعطى صورة جميلة للمواطن المصرى بالخارج والانجليز معجبون به وبأخلاقه ويصحح الصورة بانه غير متطرف ويعطى صورة مشرفة لمصر فى انجلترا، ومن خلال تواجده فى أقوى وأكبر دورى لكرة القدم فى العالم يضم أحسن مدربى العالم ولأنه هداف الدورى الانجليزى يعطى صورة وانطباعا جميلا عن مصر لدى الإنجليز .