الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

نظام التابلت سينجح

الإثنين 27/مايو/2019 - 12:54 م

بداية أقول؛ لقد اختار الرئيس السيسي وزيرًا للتعليم يشبهه من حيث قوة الإرادة ونفاذ الرؤية وتوقع عثرات الطريق مع وضع الحلول والطرق البديلة في إطار خطة علمية يقوم بها فريق عمل متكامل.


منذ مَقدم الدكتور طارق شوقي وأنا أدعم فكره وخططه لبناء نظام تعليمي حديث قائم على البحث والفهم والإستنتاج والإبداع والتطوير لا على مجرد الحفظ والإستظهار، مع تطبيق التكنولوجيا بداية في مجال التقييم لوأد ظاهرتي الغش والدروس الخصوصية في الثانوية العامة، وكتبتُ في ذلك عدة مقالات توقعت فيها أن يُهاجم الرجل من مراكز قوى بَنَتْ مصالحها على جثة نظام تعليمي يحتضر، وهم مستمرون في سحقه واستخراج نُخاعه لتحقيق مصالحهم الخاصة فقط، وقد حدث ما أشرت إليه ولكن كنتُ أعلم أنّ في حقيبة الرجل حلًا لكل مشكلة، وردًا على كل زوبعة.


النظم الإلكترونية الضخمة المُستهدف بها مئات الآلاف من المستخدمين تقوم الجهات التي برمجتها بإصدار نسخ تجريبية منها للدخول عليها من قبل جمهور المستخدمين لتشغيل وتجريب الموقع ومن ثم اكتشاف العيوب والثغرات والعمل على تلافيها، ثم التطوير المُستمر كلما دعت الحاجة العملية لذلك، وهذا ما حدث ولكننا قوم مُتربصون متسرعون لا نثق في شيء ونتحدث في كل شيء بعلم وبلا علم.


أيام الإمتحانات الإلكترونية بالصف الأول الثانوي والتي تلت امتحان اللغة العربية كان فيها تحسن في أداء منصة الإمتحانات، والغريب أن أحدًا لم يتحدث عن هذا التحسن مطلقًا؛ مما يؤكد حالة التربص لإسقاط هذا النظام الواعد، وللأسف ساهمت صحف ومواقع وفضائيات في إيجاد هذه الحالة المريبة.


أثق تمامًا في أن مشروع التعليم الجديد سينجح لأنه مشروع دولة لا مشروع وزارة، وأن الدولة قد وضعت له خطة عمل مفصلة يتابع خطواتها الرئيس ذاته، وليس الأمر محض تجربة عشوائية يقوم بها وزير وتتلاشى يوم خروجه من المنصب، فالتحديث لم يعد - الآن - مرتبطًا باسم شخص ولكنه مرتبط باسم الدولة المصرية وسوف تكون هنالك ديمومة لكل ما عزمت الدولة على تنفيذه ولن تتوقف الدولة بزوبعة تثار من هنا أو هناك.


التعليم الثانوي وخلال الأعوام القادمة سيتخلص تلقائيًا من العناصر الضعيفة على مستوى المديرين والمعلمين والطلاب، ولن يكون هنالك مكان فيه إلا للمتفوق المتميز، وذلك ما سمعته بأذني من أولياء أمور ومعلمين وطلاب وهو كذلك ما يدور في أروقة إدارات التعليم.


رفقًا بوزير التعليم الذي انبرى لينقذ غريقًا اسمه التعليم المصري، لا تلوموه على ثيابه المُبللة من اليمِّ ولا تنقدوا طريقته في إنقاذ هذا الغريق، فكلكم أو جلكم لا تعلمون عن طرق الإنقاذ شيئًا.

عبدالقادر مصطفى عبدالقادر
تربوي وكاتب