الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

غير فكرك يا شعب

الإثنين 08/يوليو/2019 - 12:00 ص

هل مصر تحتاج لبرامج خاصة تثقيفية لمكافحة التعصب والتمييز العنصرى الطبقى والديني والمكانى والمهنى والعلمى والفئوى بكافة أشكالة ...الخ ؟؟؟

هل الشعب المصرى حاول معالجة تلك النظرة المخفية ومكافحة التمييز الطبقى تحت ستار العدالة الإجتماعية، ولهذا ظهر هذا الشعار فى الثورتين بقوة واشترك فية كل الفئات؟

وهل ظهوره هو رغبه فى تحقيق عدالة إجتماعية من وجهة نظر كل فئة من الفئات بالمقارنه مع الفئة الأعلى منها ..!

ولم يتم النظر الى كلمة عدالة بما تحققها الكلمة من معنى وسطي معتدل مرتبط بمدى إستفادة مصر بما يقدمة الفرد وليست بنوعية المهنة والتخصص والوظيفة .. !

هل هى صعبة التحقيق لانن‍ا لا نريد تحقيقه‍ا إلا بينن‍ا وبين الن‍اس الأرفع منزل‍ة، سواء ماديا او علميا او ثقافيا ..الخ

الفقراء ينظرون بنظرة كلها حقد على طبقة الاغنياء .. والإغنياء ينظرون بنظرة دونية للفقرااء .. وأصحاب المهن الحرفية ينظرون للمؤهلات العليا بنظرة تمتلئ بالكراهية والاستغلال .. ورجال الاعمال ينظرون لباقى فئات الشعب على أنهم حرافيش ... وبعض المهن الآخرى نفس الامر ...

حتى فى اصحاب المؤهلات العليا ينظرون لبعضهم البعض أحيانا بنفس النظرة, فكل فرد يرى فى تخصصة انه الاهم والأفيد للمجتمع , وباقى التخصصات هى تخصصات ليست ذات قيمة بقدر قيمة تخصصة هو ، و خصوصا فى علاقته بالمجتمع ومدى الاستفادة التى ستعود على المجتمع من تخصصه بوجهة نظره ..!!

ونفس الأمر فى سوق العمل ..

فهناك فئات من المجتمع تنظر إلى ضرورة تمييزها على باقى فئات المجتمع .. فشاهدنا منذ عدة سنوات اعتراضات من بعضهم لرفض قرار الحد الأقصى للدخول .. فهي ترى فى مهنتها إنها المهنة السامية الأعلى ، والتى يجب ان تكون متميزة عن باقى الفئات الأخرى .. وبعض المهن تحاول ان تميز نفسها بنفوذها لتوفير خدمات خاصة بها لا تتوفر لغيرها ...!! بالرغم من ان الكل يبذل مجهود والكل قد يعمل بنفس القدر ويحقق إستفادة واحدة من وجهة نظر كل منهم ...

لا اريد الخوض فى كتابة أسماء مهن محددة ووظائف معينة ... لإن هذا التعصب موجود بشكل مستمر بعضة ظاهر والآخر مخفى، حتى فى المؤسسة الواحدة نفسها، سنجد النظرات المتعالية والنظرات الدونية والحقد التى يتم تبادلها فى الخفاء ...

وعلى الجانب الآخر تجد الفئات الأقل تنظر الى الحد الأدنى ليست نظرة كفاية خاصة بها بمفردها .. ولكن قد تكون نظرة مقارنه ما بينها وبين باقى الفئات ...

هل لازالت نظرة المحافظات النائية للقاهرة الكبرى والعكس .. هى نظرة المجتمع الواحد ام هى نظرات تختلف فيما بينهم بسبب التمييز في المخصصات المالية والاهتمام بالتطوير والخدمات المتوفرة..؟؟

فالريف ينظر للصعيد بشكل يختلف عن نظرة الصعيد للقاهرة بشكل يختلف عن نظرة محافظات الساحل ... فكل منهم يرى الآخر من منظور مختلف ..!!

اما بالنسبة للتعصب الديني فهو لازال كامن وموجود ، ولم يتم حله فعليا وكل الحلول كانت بشكل ظاهرى ...

هل يمكن لمصر ان تتقدم وتتوحد فى ظل تلك التداعيات وهذا التعصب الذى يبدو بعضة ظاهرا والآخر مخفيا .؟.. أم إننا لابد من إعادة الرؤية فى هذا الامر بتثقيف الشعب ، وأن لكل مهنة أهميتها، ولكل طبقة أهميتها ، وانه لا فرق بين مواطن وآخر إلا بالعمل وخدمة مجتمعة .. وان التمييز لابد ان يكون بقدر العمل والمجهود وليس مرتبطا بنوع هذا العمل وشكلة ونوعة ومؤسسته ...!!