الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

رسالة الي من يهمه أمر التعليم العالي في مصر.. سقوط المؤسسه التعليمية ....!

الخميس 26/ديسمبر/2019 - 09:24 م


تميز العصر الحاضر بإنتشار مفهوم الجودة كأحد سماته الأساسية ، لذا فإنه يمكن أن يوصف الوقت الراهن بعصر الجودة ، وقد اتسع استخدام هذا المصطلح في الكثير من جوانب الحياة المعاصرة . إذ أنه من الصعوبة أن نجد مؤسسة أو شركة إلا وتسعى لتوظيف هذا المفهوم أو استخدامه وقد صارت الجودة جواز العبور لرحلة التنافس فى زمن العولمة...!

وقد ذكر ابن منظور فى معجمه لسان العرب أن أصل كلمة الجودة  "جود" والجيد عكس الردىء وجاد الشىء أى صار جيدا وأجاد أى اتى بالجيد من القول والفعل. كما عرف قاموس وبستر الجودة على انها درجة تفوق يمتلكها شىء ما  كما عرفها آخرون على انها تطابق الوظائف مع الأهداف المعلنة والتى تم انجازها وفق المعايير السليمة والمتفق عليها. وفى سنة 1991 قام معهد الجودة الفيدرالي الأمريكي بتعريف الجودة على أنها أداء العمل الصحيح بشكل صحيح من المرة الأولى، وفى كل مرة مع الاعتماد على تقييم المستفيد في معرفة مدى تحسن الأداء.

والجودة في التعليم تعني التميز في تقديم الخدمات المطلوبة منه بفعالية بحيث تكون خالية من الأخطاء والعيوب والشوائب وتقدم بأقل تكلفة، و ترقى لمستوى توقعات ورغبات المستفيدين وتحقق رضاهم التام حاضراً ومستقبلاً، وذلك من خلال التحسين والتطوير المستمر والالتزام بمتطلبات ومعايير الأداء، وأداء العمل بشكل صحيح من المرة الأولى وكل مرة, ويشمل جميع وظائف التعليم العالى وأنشطته.  

ويعرف الإعتماد أو التقويم (ACCREDITATION‏) بأنه عملية إصدار حكم على قيمة الأشياء أو الموضوعات أو المواقف أو الأشخاص ، اعتماداً على معايير أو محكات معينة.  وفى مجال التعليم فأن الاعتماد‏ يعنى أن يتم فحص وتقويم المؤسسة التعليمية للتحقق من استيفائها لجميع الشروط والمقومات الأكاديمية والتنظيمية والادارية التي تحقق بيئة تعليمية صالحة وقادرة علي اداء رسالتها في تهيئة فرص التعليم للراغبين فيه وتنمية البحث العلمي وتطوير المعرفة علي وجهها الصحيح‏,‏ وألتأكد من توافر الموارد المادية والبشرية والتعليمية المناسبة لتحقيق مستوي من التعليم يرقي الي الدرجة المتعارف عليها في مؤسسات التعليم العالمية  وينتج خريجين يتمتعون بمستوي من المعرفة والقدرة علي التفكير والتطبيق المتميز لصنوف المعرفة التي تلقوها اثناء الدراسة‏. وفشل مؤسسة التعليمية في الحصول علي الإعتماد يعتبر سقوطا لأدارة  تلك المؤسسه لأنها لم تحقق الرسالة التي انشأت من اجلها.. لأن مهام الإدارة هي  التخطيط - التنظيم- التوظيف - التوجيه – الرقابة...وليست الجلوس في المكاتب الفاخرة ولا بالتصوير في الصحف والمجلات ولا بالأحاديث الإعلآمية ولا بالتغني بالشعارات الحماسية... ولا بعقد مؤتمرات تخلوا من المضمون العلمي ولا بسفريات تفتقر الي الإستراتيجية ولا بجمل رنانه تحمل عبارات تملق للقيادات الأعلي...! لأن الادارة فى الدول المتقدمة هي علم اكثر منها فن لأنها تعتمد على التفكير العلمى وعلى المنهج العلمى فى اتخاذ القرارات وفى القيام بوظائف الادارة على اساس النظريات والمبادىء والأصول العلمية والادارة تجمع بين العلم والفن وتختلف درجة اقترابها من العلم او الفن باختلاف نوع وحجم المنظمات وظروف البيئة المحيطة بها والعاملين بهذه المنظمات .  

وفي البلاد التي سبقتنا في تطبيق نظم الجودة في التعليم فأنه في حاله فشل اي مؤسسه تعليمية في الحصول علي الإعتماد، يتم محاسبة طاقم الإدارة كله لأنه رسب في تحقيق الرسالة التي جاء من اجلها... لأن خريجي تلك المؤسسه لن يجدوا قبولا من المجتمع كما أن دعم الدولة لتلك المؤسسه ينخفض ولذلك المصوفات الدراسيه لتلك المؤسسه تنخفض بطريقة ملحوظه ...والذى يحاسب المسئولين عن تلك المؤسسه في تلك الدول هم ممثلي الملاك لأنهم اصحاب القرار ...ولكن في بلدنا الحكومة هي صاحبة الجامعات الحكومية ...فهل ستقوم حكومتنا الموقره بمسائلة المسئولين عن  عدم الحصول علي الإعتماد وابلاغ القيادة السياسية بالأمر باعتبارها صاحبة سلطة التعيين لتلك القيادات أم أنها ستتصرف كالنعامة...؟  وللحديث بقيه...!