الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

مناعة القطيع وهدم الإنسانية في زمن الكورونا

الثلاثاء 07/أبريل/2020 - 12:19 ص

 ما ان اوقَظ العالم على فاجعة فيروس كورونا والذي اجتاح. اكبر قوى سكانية بالعالم بدولة الصين وصال وجال الجميع عقب انتشاره كالنار في الهشيم بشتى بلدان العالم لامر الذي ادى باتخاذ كافة حكومات الدول بتطبيق الإجراءات الاحترازية بين مواطنيها فتم تطبيق توقف الحياة التجارية،وفرض حظر التجول

كُلنا تابعنا عبر "السوشيال ميديا" صديق العيلة..كيف تخطت الصين ازمة كورونا وكيف تعاني الآن دولة ايطاليا أهوال إهمال توخي الحذر الي ان باتت تُعاني احدى دول العالم المتقدم هول الفاجعة

ولاحقتها الولايات المتحدة الامريكية وباتت اعظم عواصم العالم خاوية وخالية من مظاهر الحركة والعمل والترف

وانتشرت مقولة" اشباح المدن

وكان لابًد من انتقال الفيروس لأهل الشرق الأوسط ومع الأسف لم تسلم دولة من معاناتها في مواجهة هذا الفيروس اللعين

جرثومة غير مرئية ابادت اقتصاد كبرى الدول وأزهقت ارواحًا بل ودع الكثيرون أحبائهم في غضون ايام وربما ساعات.

ولازال العالم بين مبالي وغير مبالي يقتسم وازدادت التكهنات والتوقعات ومابين حربًا بيولوجية ومعتقدات دينية توالت الشائعات بشتى بلدان العالم ، هناك من أرجعها للمرجع الديني بانها ابتلاء للبشرية ودعوة لمراجعة النفس ومحاسبة الفرد على كل ما فات وتوخي الحذر في كل ماهو آت.

 

وهناك من أرجعها لأسباب سياسية بغرض ضرب اقتصاد كبرى الدول ومن ثم فتحقيق الغرض السياسي المنشود .

 

وبالرغم من إمكانيات مصر الضعيفة خاصة بالمجال الطبي مقارنة بدول العالم المتقدم الا ان لا احد يُنكر جهود الدولة المصرية فيما اتخذته من إجراءات بدءًا من غلق المطارات والمدارس والجامعات وتعقيم الشوارع وكافة المصالح الحكومية الي بث الإعلانات التوعوية عبر مختلف الفضائيات .

 

ناهيك عن مبادرات الخير التي دُعمت من قِبل مختلف الجمعيات الخيرية.

 

ومبادرة "ادعم الجيش الابيض"والتي قام بها اليوم السابع تقديرًا لدعم جهود الأطباء وهيئات التمريض باعتبارهما خط الدفاع الاول للحماية من تفشي خطر كوفيد 19بدعم بعض من رجال الاعمال وأصحاب كبرى المؤسسسات التجارية في تقديم خصم على المنتجات في حالة الشراء لأي من أفراد الجيش الابيض بالاضافة الي توفير مئات الآلاف من كراتين رمضان بمختلف المحافظات المصرية كدعمًا للعمالة المؤقتة والتي تضررت جراء تطبيق الحجر المنزلي.

 

ولازال عالم السوشيال ينقل لنا خلال الثانية والأخرى اقاويل وأقاويل مابين دول ترفض استلام المرضى فيمايزيد عن الخامسة والستين ومابين وآخرون يعجزون عن دفن موتاهم خشيةً من تفشي الفيروس عبر طبقات الارض مما يضطرون لحرق الجثث.

 

وما ان لاحت في الأفق الطامة الكبرى وهي " مناعة القطيع" مصطلحًا طبيًا يحمل بين ثناياه مشاعر الخوف والهلع بغرض تقييم انتشار الفيروس عن طريق.

 

ممارسة الحياة بشكل طبيعي مما يؤدي الي إصابة أفراد المجتمع بالفيروس الامر الذي يؤدى تعرف الجهاز المناعي للفرد على الفيروس ثم محاربته في حالة مداهمة الفيروس للجسم مرة اخرى

ولكن تفشي المرض بصورة سريعة ادى لهدم آمال الدول الأوربية التي كانت تنتوي تطبيق مناعة القطيع لافراد شعبها.

وعلى الصعيد الآخر نجد الدولة المصرية تُجبر مواطنيها على تطبيق الحجر المنزلي وتطبيق غرامات مالية لمن اخترق القوانين لتكون رادع لمن لا يلتزم بتطبيق اجراء الحجر المنزلي.

ولكن ما لفت انتباه الشعب المصري خلال الساعات القليلة الماضية هي تصريحات كبار الاعمال بضرورة عودة الحياة الي طبيعتها لدفع عجلة الانتاج حتى لا يُصاب كيانهم بالركود ضاربين بقرارات الدولة عرض الحائط دون الاخذ في الاعتبار

صحة أفراد الشعب ومدى سعة مستشفياتنا الطبية لاستيعاب حالات الإصابة.

 

وجاءت تصريحاتهم محبطة لآمال جموع المصريين والتي جاءت بعكس ما ساهم به كبار رجال الاعمال باغلبية الدول العظمى المتضررة بفيروس كوفيد١٩ امثال رجال اعمال دول ايطاليا وأمريكا والهند والصين وبريطانيا.

 

ناهيك عن عمليات القرصنة والتي تعرضت لها بعض البلدان من سرقة حاويات مستلزمات طبية واجهزة تنفس آتية لها من دولة اخرى وكأن جاء هذا الوباء ليست كإفاقة للبشرية جميعها فحسب بل جاء ليهدم إنسانيتنا ليكشف لنا الخبيث من الطيب بعد ان اصاب الفقير والوزير و بعد ان اختلط الحابل بالنابل وأصبحنا امام المرض جميعًا مهشمين.

 

فاجعة المرض التي داهمت البشرية والتي سُميت باكبر كارثة داهمت البشرية منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية منتصف القرن الماضي ازالت أقنعة عن أخلاقيات باتت لعقود ولربما قرون خفية عن الكثيرين.

في المحن علينا تدارك الامر سريعًا لنحيلها لمنحة وعطية ربانية بعد انكشاف غُمتها.