الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

كورونا وعمى القلوب

الأحد 12/أبريل/2020 - 11:04 م

مازال فيروس كورونا المستجد او "كوفيد19" كما يعرفه العالم يكشف عن سوآت الكثيرين الذين تعدت سلوكياتهم مرحلة الجهل بأبعاد الفيروس وتداعياته والوقاية منه لتصل لمرحلة القسوة والعنف مع اصحاب الجميل.. "جيشنا الابيض" الذى يضحى بحياته حتى يحيا كل مصرى وينعم بصحته وعافيته..


لقد كشف الفيروس اللعين عن الألعن..عن النفوس المريضة التى ينطبق عليها قول الله تعالى في الاية 46 من سورة الحج " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" صدق الله العظيم..


لاشك ان جهود الجيش الابيض واضحة وضوح الشمس.. لذا اتساءل هل ما نراه من مواقف بعض المواطنين فى المحافظات هو رد الجميل للجيش الابيض الذى يضحى افراده بحياتهم سواء أطباء أو هيئة تمريض من اجل شخص مريض قد يتسبب مرضه في وفاتهم ومع هذا يقوم أهل قريته بمنع دفن هذا الطبيب خوفا على أنفسهم من العدوى.. مثلما حدث مع الدكتورة سونيا عبدالعظيم شهيدة الواجب ابنة قرية "شبرا ألبهو"  مركز اجا محافظة الدقهلية، التي رفض اهل قريتها دفنها بزعم انها قد تنقل فيروس "كورونا" لاهل القرية؛  والدكتورة دينا مجدي عبدالسلام ابنة محافظة الإسماعيلية، التي وقف جيرانها يريدون اخراجها من منزلها خوفا على أنفسهم رغم انها لم تكن مريضة وإنما ذنبها انها تعرض حياتها للخطر وتتعامل مع المصابين وتؤدي واجبها فيكون هذا هو جزائها..
 

اعتقد ان مثل هذه التصرفات ليست تنمرا كما يطلق البعض عليها.. ولا حتى جهل فقط.. وإنما "عمى قلوب" ومثل هؤلاء العمي اخطر على المجتمع من فيروس "كورونا" ذاته..


ولو ان الجيش الابيض تعامل مع اصحاب القلوب العمياء والجهلاء بهذا المنطق ولم يقتربوا من مريض مصاب بفيروس "كورونا" خوفا على أنفسهم فسوف ينتج عن هذا التصرف هلاك المجتمع بالكامل..


اتعجب من تصرفات بعض هؤلاء ابتلاهم الله ليتوب عليهم ويأبوا ان يرجعوا إلى الله بل يتمادوا في كل ما يبعدهم عن غفرانه.. رحم الله شهداء الوطن من الجيش الابيض وغيرهم ممن ضحوا بارواحهم من اجل احياء ارواح غيرهم..


وختاماً..ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولا يرحمنا..