الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

هل تغير شكل التعليم الى الابد بسبب الكورونا؟؟

الأربعاء 06/مايو/2020 - 01:40 م

نشرت مؤسسة المنتدي الاقتصادي العالمي (World Economic Forum) في ٢٩ ابريل الماضي تقريرا مهما لكل من "كاثي لي" و "فرح لالاني" بعنوان "الكوفيد-١٩ غير شكل التعليم الى الابد"، يتناول الكاتبان في التقرير مدى تأثر نظم التعليم حول العالم بعد اغلاق المدارس فى نحو ١٨٦ دولة من دول العالم بسبب وباء الكورونا الذى يجتاح العالم شرقه وغربه، حيث وجد ما يربو على مليار و ٢٠٠ مليون طفل انفسهم فجأة فى البيوت بعيدا عن فصولهم الدراسية ومعلميهم.. يتناول التقرير بعض من خلاصات تجارب العالم فى تعاملهم مع الازمة الحالية وما اذا كانت السياسات التعليمية المؤقتة للتوافق مع اغلاق المدارس ستؤثر على مستقبل التعليم بعد الخروج من الازمة والعودة للمدارس..


يقول الكاتبان إن بعض التجارب تشير الي ان المفاجأة في التحول الي التعليم عن بعد، مع شبكات انترنت ليست علي ذات الكفاءة من مكان لاخر دوليا او حتي داخليا، وضعف وعدم استعداد اطقم التدريس لهذا النمط التعليمي، يمكن ان يلقي بظلال سلبية علي مجمل التجربة، والذي انعكس بالفعل علي اداء التلاميذ، وفي المقابل تقول تجارب اخري ان التجربة العملية تشير الي ضرورة تبني نظام تعليمي هجين hybrid او ما يطلق عليه نظام خليط blended، لكي يجمع بين ايجابيات وضرورات التعليم المدرسي (وجهًا لوجه) و بين ايجابيات وامكانيات وادوات التواصل ومصادر التعلم التي توفرها التكنولوجيا..


وفي اجابة على السؤال: هل التعليم اونلاين فعلا فعال ومفيد؟ يقول التقرير أن من توفرت لديهم وسائل اتصال جيد بالانترنت قد استفادوا فعلا من هذا التحول للتعليم اونلاين، لسببين رئيسيين اولهما ان المواد التعليمية تتوفر بقدر اكبر عبر الانترنت، والثاني ان الطلاب يتعلمون بسرعة اكبر عبر منصات التعليم عن بعد لانهم هم المتحكمون في وقت التعلم حسب رغبتهم، فضلا عن امكانية استرجاع بعض الاجزاء للمراجعة في نفس اللحظة وبحرية تامة دون قيود الفصل المدرسي، لكن الملاحظة المهمة ان معدل الاستفادة من هذا التحول التعليمي يختلف من تلميذ لآخر حسب السن، والاطفال الاصغر سنا ولان طبيعتهم العمرية تكون اكثر "فوضوية" فقد احتاجوا لوجود عملية انتقال استرشادية منظمة structured اكثر من نظرائهم الاكبر عمرا لكي يحققوا استفادة ملموسة، وفي هذه السن الصغيرة ايضا يحتاج هؤلاء الاطفال لعملية تحول اعمق كثيرا من مجرد نقل الفصل المدرسي بادواته الفقيرة الي مجرد فيديوهات تعليمية علي هيئة محاضرات، هم يحتاجون لتحول يحاكي ويلبي رغبات ومتطلبات الاطفال وفق حواسهم و سماتهم البيولوجية في هذه السن الصغيرة، ويحتاجون ايضا الي تحول ينمي الدوافع لديهم ويخرجهم من الحالة النفسية السيئة التي ترتبت علي العزل الاجتماعي المنزلي لمحاصرة الكورونا..


التحول الاكثر أهمية والذي استيقظنا ولازلنا نستيقظ علي أهميته من دروس ازمة الكورونا القاسية هو حتمية الخروج من "سجن" التعليم القائم على التخصص الدقيق واكتساب مهاراته الاكاديمية، الى تعليم المستقبل الذى يهتم اكثر باكساب الطلاب "مهارات القرن ٢١" او ما يطلقون عليها "مهارات الحياة"، وهى المهارات التى تهتم ببناء الانسان وجدانيا وسلوكيا وتزويده بالقدرات القيادية وتحمل المسئولية واتخاذ القرار والتفكير الابداعي والقدرة علي حل المشاكل ومواجهة الازمات، والتعاون مع الغير والعمل في فريق، وهي كلها مهارات لم تكن تلقى الاهتمام الكافى فى نظمنا التعليمية التقليدية، وقد آن الاوان لتغير ذلك الى غير رجعة.