الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
شارع الصحافة

يمنى الخولي تتحدث عن قهر القلق الوجودي: الإسلام منظومة للعالم.. ومطلق الإلوهية يؤرقني

الأربعاء 13/مايو/2020 - 09:25 ص
السبورة

جدها هو الشيخ أمين الخولي ابن قرية "شوشاي" وابن مدرسة القضاء الشرعى ورائد المنهج التنويري والابن البار لثورة 1919 الشعبية الكبرى، كان مصريا أصيلا معاديا للاحتلال الإنجليزى مطالبا باستقلال الوطن، ومؤمنا بوحدة الشعب العظيم، وزوجته عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ" المفكرة والكاتبة المصرية، والأستاذة الجامعية أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، أنها يمنى طريف الخولي.


"يمنى" من مواليد 31 أغسطس 1955، أستاذ فلسفة العلوم ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والتي أسهمت في نشر الثقافة العلمية وأصول التفكير العلمي والعقلاني بالعشرات من المقالات والبرامج التلفزيونية والمحاضرات العامة.


ترى "يمني" خلال حوارها مع "الدستور"، أن أول شخص عرفت الله من خلاله كان والدها الجراح طريف الخولي والذي ساعدها على حل التناقض الذى شعرت به فى وقت مراهقتها بين نسبية الإسلام ومطلق الألوهية عندما أكد لها أن الدين وسيلة لقهر القلق الوجودي.


وكما ترى أنها رأت الله فى أعمال العالم إسحاق نيوتن (25 ديسمبر 1642 - 20 مارس 1727) من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد رموز الثورة العلمية، فى الوقت نفسه، وأكدت أن الإسلام عقيدة وشريعة من ناحية وإطار ثقافي من ناحية أخرى، وإلى نص الحوار.


_ ماذا يمثل لك الله ومساحة الإيمان في حياة يمنى الخولي؟
بداية أؤكد أن هناك عنصرين مختلفين فى هذا السؤال بالنسبة لى وهم – الله والدين - بعبارة أخري أرى أن الإسلام عبارة عن عقيدة وشريعة من ناحية، وإطار ثقافي من ناحية أخري، فنحن لا نعيش بمفردنا فى هذا العالم؛ ومع ذلك يعد الإسلام منظومة للعالم وله الكثير من الأبعاد والوجدية والثقافية.


ورغم إنتاجي لخطاب نخبوي إلا أن الإسلام كان فى مرحلة من مراحل هذا الإنتاج مستبعد تمامًا، ولكن منذ تسعينات القرن الماضى ومع بدء حرب العراق للكويت ثم دخول الولايات المتحدة لتدمير العراق بدأت ألتفت لتراثنا الإسلامي، خاصة عندما شعرت أننا نعيش فى عصر ما بعد الاستعمار والحداثة وأننا فى عصر اللامركزية الغربية وأننا فى عصر تعدد الثقافات.


وأرى أن المطروح الآن وأن الطريق الوحيد هو أن أبحث عن الذات الحضارية من خلال فلسفة العلوم والتى هى العربية الإسلامية وهو ما تراه فى أبحاثي التى نشرت عن تطوير العلوم عند العرب، وهو ما نراه بارزًا فى مسألة انتشار الحجاب والمأكولات فمثلًا بالنظر إلى أمهاتنا فى الماضي لم يكن يستطعن تغطية رؤوسهن قديما لأنهم كانوا يعيشن فى عصر الحضارة الغربية والتقدم.


_ هل كان الدين يشكل عائقًا فى حياتك أم قوة دفع ؟
فى فترة المراهقة كان التناقض بين نسبية الإسلام ومطلق الإلوهية يؤرقنى إلا أن استطاع والدى الجراح طريف الخولي أن يساعدني، عندما قال لي إن الدين وسيلة لقهر القلق الوجودي، كما أن فلسفة والدى فى الحياة كانت وراء اختيارى دراسة الفلسفة بكلية الآداب رغم أن مجموعى فى الثانوية العامة كان كبيرًا ويساعدنى على أن أدرس الاقتصاد والعلوم السياسية، أو أن أدرس فى باقى كليات القمة.


_ من هو أول شخص رأيت الله من خلاله؟
أول شخص رأيت الله من خلاله كان والدى، ثم العالم إسحاق نيوتن أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد رموز الثورة العلمية، وهو ما شعرت به عندما علمت فى سنوات قراءاتي لأعمال نيوتن أنه كتب 900 ألف كلمة فى الفيزياء والرياضيات، وكتب مليون و300 ألف كلمة فى إثبات عقائد اللاهوت، وعاش عمره يحلم أن يصبح قسيسا بروستناتيا وهو ما حاول أن يقوم به لمرتين إلا أن الجمعية الملكية أبعدته عن قراره وطلبت منه أن يعود لمعمله وأبحاثه.


هناك أشخاص أيضًا رأيت الله من خلالهم مثل الدكتور أحمد فؤاد باشا هو صاحب "نظرية العلم الإسلامية"، وهي نظرية عامة للعلم والتقنية في إطار من التصور الإسلامي السليم، لكي تواكب حركة الصحوة الإسلامية المعاصرة، وتكون إحدى مقوماتها الأساسية، انطلاقا من حقيقة أن المنهج العلمي الإسلامي سيكون هو الأقدر على تهيئة الإنسان لكل ما يمكن أن تسفر عنه الثورة العلمية والتقنية المرتقبة في المستقبل القريب أو البعيد.


وكذلك كل من الدكتور عمرو شريف رئيس قسم الجراحة فى جامعة عين شمس، والدكتور صلاح عبية الحاصل على درجة الدكتوراه العليا في العلوم في مجال الفوتونات من جامعة سيتي بلندن عام 2015، ودرجة أستاذ كرسي لعام 2019 وهي درجة علمية رفيعة المستوى تمنحها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة اليونسكو بباريس، وهو رئيس أبحاث الطاقة المتجددة فى أفريقيا.


_ متى بدأت معرفتك الدينية؟
عندما كنت فى مرحلة الطفولة، وكنت فى حالة تصالح مع الظاهرة الدينية واحترام للمقدس ويعود الفضل لتطور وعي للعديد من الأشخاص بخلاف والدي كما أشارت من قبل، ودعنى أؤكد أن مساحة الوعى بالإلهوية عندى منذ مرحلة المراهقة أنه منذ شكوك المراهقة استطاع أبي أن يحولها إلى متجه وجودى بحيث يعلمنى أن الدين وسيلة لقهر القلق الوجودي، وبصدد إنساني عام كنت احترام كل شخص حاول الاستمتاع بهذا القلق الوجودي.


_ أخيرا، كيف أصبح الدين مكونًا من مكونات خطابك العلمي ؟
على المستوى الإنتاج الفكري؛ انتبهت منذ سنة 1990 إلى ثلاثة متغيرات لما بعد الحداثة، هي أولا أنه لا بد من توطين العلم فى ثقافتي، وثانيًا أثبات ثقافتى العربية الإسلامية، وثالثًا أن لا اقتصر على نقل فلسفة العلم من الغرب بل أنقلها من الغرب لأفعلها فى أثبات ذاتي الحضارية.