الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

‏التعليم الالكتروني.. ضرورةٌ ليس إلا

الخميس 04/مارس/2021 - 11:30 م

‏فرض فيروس كورونا نمطًا جديدا للحياةِ أساسُه التباعدُ، ‏لا سلامَ ولا عناقَ، كله عن بعد. 

‏التعليمُ من ‏الأكثرِ تأثرًا بالتباعد؛محاضراتٌ خلف أبوابٍ مغلقةٍ، لا الاستاذُ يرى الطالبَ ولا الطالبُ يرى الاستاذَ. ‏

الاستاذ يكلمُ نفسَه أثناء المحاضرة، من الواردجدًا أن يتوه ذهنُه ‏لو كان يلقيها غير مسجلةٍ مسبقًا. 

‏أما الطالبُ فيغيبُ عنه التزامُ محاضرةٍ المدرجِ، حتى عندما يفتحُ الاستاذُفرصةَ النقاشِ فما اسهل تجاوزاتِ ‏الطلابِ؛ فرصة، الاستاذُ بعيدٌ ولا يراهم. 


‏التعليمُ الإلكتروني لا تواصلَ فيه، جزرٌ منعزلةٌ من أساتذةٍ وطلابٍ. 

‏أضفْ إلى ذلك ضعفَ البنيةِ التحتيةِ من شبكة الإنترنتوالأجهزةَِ الواصلِ عليها الأساتذةُ والطلابُ. 

‏تعليمٌ يصعبُ فيه أن تكونَ المحاضرةُ بالجودةِ المرغوبةِ ويتعذرُ فيه التواصلُ الذييحققُ التحصيلَ العلمي السليمِ. 

أما الامتحاناتُ ‏الإلكترونية فنموذجٌ فظٌ للغشِ الجماعي؛ ‏الطلاب يتجمعون ويتبادلون الأجوبةَمُتجاهلين التباعدَ الاجتماعي الذي يصرخون به زورًا لما تُقررُ الدولةُ إجراءَ امتحاناتِ الجامعاتِ. 


‏اما ممارساتُ الجودةِ المُدَعاة فهي مثارُ كلِ التساؤلِ والتندرِ والغضبِ. 

نموذجٌ للتسطيحِ والإدعاءِ وتشجيعٌ وتحريضٌ للطلابِعلى التنمرِ على أعضاءِ هيئةِ التدريس، وهو ما يشيعُِ مانراه من سلوكياتِ التطاولِ السائدةِ على مواقعِ التواصلِ وأخِرُها سبُالمسؤولين لقرارِ إقامةِ الامتحاناتِ. 


التباهي بالتعليمِ الإلكتروني طنطنةٌ جوفاءٌ. 

التعليمُ ‏أولُ مبادئهِ التواصلُ، ‏الاستاذ يحاضرُ لطلابٍ يراهم لا مُكلمًا نفسَه فيحجرةٍ مغلقةٍ، ‏والطلابُ يتفاعلون مع المحاضرةِ. ‏


هناك من يروجون للتطورِ لمجردِ اِستخدامِ كلمةِ إلكتروني وكأنها دليلُ ومفتاحُ التقدمِ. 

مع الأسف خطأٌ متعمدٌ لأغراضٍ فيهاالتصعيدُ والترقي والظهورِ. 


من الآخر، التعليمُ الإلكتروني على كلِ المستوياتِ ضرورةٌ فقط لاغير...


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس