الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

سيدى والله لست منبهرا و لكن!!!!

الجمعة 11/سبتمبر/2015 - 02:37 ص

اقوم الان بزيارة قصيره الى جامعة كوماموتو اليابانية، و قبل ان استرسل فيما اقول، اود ان اضع بين يدى القارئ ما اتيح لي من توصيف لها، تضم عدد 10 كليات، 4 معاهد عليا، 12 مركزا للتميز العلمي. يبلغ عدد اعضاء هيئة التدريس و معاونيهم بها 1,005 و الجهاز الإداري و الفني 1,607 ، و يصل عدد الطلاب المسجلين للدراسة بها في مرحلة البكالوريوس 7,587 بينما للدراسات العليا 1,759 و للدبلوم 44 و الدراسات الخاصة 111. و يبلغ عدد الطلاب الوافدين للدراسة بها 432 طالبا و الاتفاقيات الدولية 165 اتفاقية مفعلة. تشغل الجامعة على سلم التصنيف الدولي موقع 742 بينما على مستوى اليابان فتشغل الموقع رقم 17 من إجمالي 726 جامعة.

سيدى، لقد اتيح لي اجراء بعض المقابلات و الحديث مع زملاء من اعضاء هيئة التدريس و باحثين اخرين يعملون في هذه الجامعة. و لكوني استاذ مصري زائر و متخصص في علم بيولوجيا البيئة فلقد قمت بزيارات الى بعض المعامل البحثية المتخصصة في علم البيولوجي و الكيمياء للتعرف على ما هو متاح من التجهيزات و المواد البحثية، و خلاصة القول انى لست منبهرا بما لديهم من موارد و امكانات فهذه ربما الجزء الاعظم منها متوافر لدينا في جامعاتنا و بالقدر الكاف لإنجاز المهام ، و لكن أخذني في الاتجاه الاخر العديد مأخذ، لعله مكوناته مرتبطة باليات للتخطيط لإدارة الموارد المتاحة وتعظيم العائد منها – و ايضا لإبراز الشفافية و المصداقية بين طاقم العمل - بالإضافة الى تطبيق المسائلة و المحاسبية، و جميعها تأخذ من القيادة مركزا لها. نعم، انهم احبوا منظومتهم الجامعية فأحبتهم واكرموها فأكرمتهم و عشقوها بروحهم فصارت محبوبتهم و حافظوا على تميزها فأعطتهم و تلك هي القيادة المأمولة لجامعاتنا.

نعم انها القيادة الناجحة ذات التخطيط و المتابعة الجيدة في كل ما هو متاح، سيدى ان كل شيء يدار كما تقول النظريات و التطبيقات الناجحة في علم الادارة بدون فساد او افساد، بدون هيمنة او عظمة، بدون تكبر او رياء، فالجميع يعمل في منظومة هدفها النجاح للمؤسسة و من بها، هدفها تحقيق التميز في مدارسها العلمية المتخصصة، فلا توسع في الكليات و التخصصات الا من خلال دراسة واعية لاستحداث برامج دراسية غير نمطية بعيدا عن التكرار لما هو موجود في الجامعات الاخرى باليابان، بل و يتماشى مع متطلبات الحداثة المأمولة للاقتصاد الوطني الياباني. لقد توالد عندي اليقين بانها تقدم تعليما محببا الى قلوب الطلاب و الدارسين يخاطب ارواحهم و طموحاتهم، مرغوبا فيه من المجتمع و مؤسساته. سيدى لقد رأيت بعيني رأسي الطلاب و هم يحضرون في الصباح الباكر الى الجامعة و تعلو وجوههم البهجة و السرور و النشاط، و ينصرفون من قاعات الدرس و المعامل البحثية الى مساكنهم في ساعات متأخرة من الليل و بهم الحنين و الاشتياق للعودة. رأيت الفناء المنظم، و الحدائق الغنامة، رأيت النظام و النظافة في كل مكان من الافنية و المباني، رأيت الافراد و هم سعداء لانهم يعملون في منظومة ادارية ناجحة، تقدر فيهم روح الادمية و البشرية بكل معانيها كذلك المجتمع المحيط ايضا، و تحفظ حقوقهم و تشرع لضمان استمراريتها.

فهل سيدى صاحب الامر، ماضون في مسيرة للتغير ام لا؟ هل آن الاوان ان نتصالح مع انفسنا و نصلح ما بمنظومتنا الجامعية من مشكلات كي نحقق ما نصبوا اليه من تقدم و رفعة للوطن و المواطنين ؟، هل آن الاوان لإعادة ترتيب البيت الجامعي كي يحاكى ما عليه مثل هذه الجامعة من تميز مشهود له في الاوساط العلمية و مستويات التصنيف العالمية و من رقم الطلاب الوافدين الدراسين بها من اصقاع مختلفة في العالم؟ . سيدى وهذه حقيقة، بغير العلم و العلماء لا يمكن ان تكون هناك تنمية شامله حقيقية، و تلك ما هو عليه اليابان، فهل نحن ماضون الى التحقيق الفعلي للطموحات، ام نحن سائرون في طريق الأماني و الامنيات؟ فاذا كانت الاولى فعليكم الالتزامات و على الجامعة الواجبات، اما اذا كانت الاخرى فهيهات ان تكون الطموحات!!!

كاتب المقال

ا. د احمد الخطيب

جامعة سوهاج