الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

حقوق المعلمون في " فخ " الأراجوزات

السبت 27/فبراير/2016 - 12:30 ص

اصدر مجلس الدولة بمحافظة قنا ما يقرب من 15 الف حكم قضائي واجب  النفاذ  بأحقية المعلمين بصرف حافز الاثابة  الاضافي الشهري  بنسبة 50% من مايو 2008 الي يونيو 2011 ، ونسبة 175% من يوليو 2011 ،

ووزارة المالية مازالت تضرب هذه الاحكام بعرض الحائط  ، ويتوارى خلفها من كان يحرك جميع اجهزته بخيوط في نهايتها أراجوز لا يسأل عما يفعل ،لأن أصابع الوالي هي التي تحركه و ما يخص وزارته

 فالقضية إذن هي ضد الفاعل الحقيقي الذي كان يمكن أن يتلبس بعضا من فضيلة تجيء به ليدافع عن فعل اقترفته يداه أمام المحكمة ،وأمام حشد من المعلمين ، ليؤكد صفة الشجاعة ،حتى لا تحتويه صفة تقابلها وتقف ضدها فتضاف إلي صفة نضحت عن السيناريو الذي أحكم تنفيذه ضد هؤلاء المعلمين ، في ظاهرة اثبتت اننا في دولة يحكمها اشخاص ولاتعترف بالقانون ،

....والواقع أنه كان يمكن أن تتملك الإنسان الحيرة والإستغراب وهو يشاهد وقائع اللا معقول وهي تجري أمامه ، تتلخص في حرمان أكثر من 15 الف معلما ومعلمة من حقوق كفلتها لهم الدولة وايدها القضاء ومن عام 2008  ،.

.أقول كان يمكن أن تتملك الفرد الحيرة والإستغراب ،فقط لو كان في محيط مثالي يحترم الكائن البشري ويحرص علي انتشار الفضيلة وإحقاق الحق ...

لماذا هذه  القضية يتعامى عنها المسؤولون في وزارة المالية ، ومعهم ما يطلق عليها نقابة المعلمين ، بين هؤلاء المسؤولين ونقابتهم "المعطوبة " وبين انامل الوزير" سيء الذكر "  ،فرض طاعة حملت علي أكف الجبن والركوع تحت القدم المتسخة والمنفعة ، بحيث انحسرت قدسية المسؤولية ، وبقيت خدمة الذات من أجل الذات...وأقول لمسؤول "النقابة المعطوبة "  لماذ تهدر حقوق المعلمين  ولا تتحرك ،.

إن الدول التي ،تقدمت بواسطة أفراد لهم كفاءات بشرية عرفت كيف تسخر الإمكانات البشرية لمصلحة دولها ، من هذه الكفاءات رئيسة فنلندا التي قالت التعليم ثم التعليم ثم التعليم ،

 ومنها مستشارة ألمانيا (ميريكل )التي طالبها المهندسون والأطباء بمساواتهم بالمعلمين في المرتبات ، فأجابتهم إجابة مزلزلة ،هي (كيف أساويكم بمن علموكم)، ومن الكفاءات البشرية أيضا (لي كوان بو)مؤسس سنغافورة الذي قال (أظن أنني لم أقم بالمعجزة في سنغافورة ،أنا فقط قمت بواجبي فخصصت موارد الدولة للتعليم ،وغيرت مكانة المعلم من الطبقات الدنيا في المجتمع إلي المكان اللائق بهم ، وهم من صنعوا المعجزة التي يعيشها المواطنون الآن ، وأي مسؤول يحب بلده ويهتم بشعبه ، كان سيفعل مثلي ) ، ومن الكفاءات أيضا إمبراطور اليابان السابق ( هيرو هيتو)عندما سئل عن كيف غزت منتجات اليابان الإليكترونية أسواق العالم ، بينما لم يمر علي تدمير (هيروشيما ) و(وناغازاكي )سوي عشرين عاما ، وكيف تم هذا التطور المذهل فكان رده ( إنه المعلم فقد منحناه سلطة القاضي وهيبة العسكري وحصانة الدبلوماسي وراتب الوزير )

 إن الفرق في التكوين الإنساني العام بين هذه النماذج البشرية الفذة بما صرحت به وما قامت به ،وبين التكوين الإنساني العام  للمسئولين وما قام به ، هو بالضبط الفرق الأسطوري بين ما وصلت إليه هذه الدول وما وصلت  إليه  مصر الان