رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

المعلمون : من عاش الملك لتحيا مصر

الأربعاء 15/يونيو/2016 - 03:16 ص

○ قال لي ذات مرة مناضل نقابي كبير أن طبقة المعلمين ؛ طبقة محافظة من الصعب أن تتحرك للمطالبة بحقوقها إلا استثناء وحيد حدث مع ثورة يناير حتى التخلص من حكم الاخوان و بدأ هذا الزخم في التلاشي تدريجيا ، و عادوا الى سابق عهدهم ، و قد وثقت السينما المصرية حال المعلم و معاناته في مشهد بالغ الروعة في فيلم غزل البنات حينما وقف الريحاني ساخرا في كوميديا سوداء قائلا لمربي الكلاب الذي كان راتبه اضعاف ما يتقاضيه ( لو كنت بربي كلاب كان زماني من الأعيان ) .


○ و ننتقل لمشهد اخر و هو قصائد المدح و الثناء التي كان يلقيها المعلمون لأي مسئول يزور المدرسة و في احتفالات عيد الجلوس للملك و زيارات الامراء و الاميرات للمدارس و اقتناعهم الراسخ انهم أولي النعم عليهم لا عملهم و مجهوداتهم و مع الثورة انتقل الولاء و انخرطوا في الاتحاد القومي و دعوا للفكرة و تحولوا للاشتراكية و آمنوا بها و كانوا ناصريين حتى النخاع - طبعا ما عدا قلة كانت تغرد خارج السرب و غير مؤثرة في المشهد - و مات عبد الناصر و انفتحوا مع الانفتاح و ظهرت بقوة ظاهرة الدروس الخصوصية و صورتها الدراما في شخصية مرتضى البشري الذي مثل الجشع بكل صوره في صورة متناقضة مع ابن عمه أبو العلا البشري في مسلسل ( رحلة أبو العلا البشري) الذي انتجه التلفزيون المصري في الثمانينات متماشيا مع سياسة الانفتاح الاقتصادي - آنذاك- و انخرطوا في حزب مصر و عند تولي مبارك و الانتقال لتأسيس الحزب الوطني الديمقراطي انتقلوا مع موظفي الدولة مؤمنين بالطبع بإتجاهه الديمقراطي ؛ لقناعاتهم التاريخية لكي نحقق آمالنا لابد ان نثبت ولاءاتنا بكتابة تقارير أمنية في الزملاء تارة او تنفيذ الاوامر و التعليمات حتى و لو كانت ضد اللوائح و القوانين وصولا للدستور تارة آخرى .

○ و اﻵن اصبح الشعار تحيا مصر و قلوبنا مع الرئيس السيسي و سياساته ؛ مدافعين عنها بقوة ضد المعارضين حتى و لو كانوا مطالبين بحقوق المعلمين ، و السؤال الذي يطرح نفسه بقوة متى ستكون لنا إرادة و مكانة تجبر اية حكومة على احترامنا و يهرع مجلس النواب لمناقشة مشكلاتنا ؟ و الاجابة بالطبع غير مرضية للاغلبية لأنها سلبية أتت متماشية مع سلبيتنا و كما قال لي النقابي الذي افنى عمره للاجابة عن هذا التساؤل ( المعلمون فئة محافظة ) و اضيف داجنة و لا تستطيع ان تملي إرادتها لأنها فقدتها منذ هتفت للملك و بعدها مزقت صوره من على جدران المدارس و محت تاريخه .