الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

عن التعليم ووزرائه وبؤس المعلم المصرى

الأحد 17/يوليو/2016 - 07:34 م

قدرنا فى هذا البلد أن نحكى المحكىّ وأن نكرر المُكرر، لابأس لعلهم يتذكرون ، كم مرة سمعت عزيزي القارئ أن المعلم هو حجر الزاوية فى العملية التعليمية  ، 

كم من مرة ضربت أذنك  جملة (التعليم قضية أمن قومي )  !، يلوك هذه الجمل وغيرها السادة الإعلاميون ليل نهار، يتشدق بها وزراء التعليم المتعاقبون منذ أن كان سقنن رع وزيرا للتعليم فى وزارة خوفو ، أول جملة ينطقها الرؤساء حين يسمعون كلمة التعليم ، رغم ذلك ظلت مجرد جملة مفرغة من المعنى ، 

فحال التعليم المزرى لا يخفى على أحد ولا يستطيع أحد أن ينكره ،  ابتلانا القدر بوزراء يتحدثون ولا يعملون ، يجيدون التصريحات من داخل الغرف المكيفة ، أحدهم تحدث عن أن عدد المدارس التى بُنيت فى عهده يتجاوز وزن حجارته وزن أحجار الأهرام الثلاثة مجتمعة  وتناسى سيادته أن  كثافة الفصول فى معظم المدراس تجاوزت عدد سكان مصر أيام خوفو. يتحدث الوزراء عن استراتيجيات طويلة المدى وهم لا يرون ما تحت أقدامهم ، يجملون القبيح ويزينون العكر ويزيفون الواقع ليبقوا على مقاعدهم ، 

يتشدق أحدهم مؤخراً بأن فى عهده الميمون لن يستطيع طالب أن يهرب من فوق أسوار المدرسة فقط لأنه سيقوم بتعلية أسوار المدارس ، وكأنها سجن المغول الذى هرب منه حسن الهلالى ، لا يشغل الرجل ذهنه ليجعلها مدرسة جذابة للطالب حين تتوافر بها بيئة تعليمة صالحة ومعلم قادر على أن يقوم بواجبه .

مصر الأن تقوم بمشروعات ضخمة وضرورية لهذه لمرحلة ، وعلى أهميتها رغم ذلك لن تضيف جديدا إذا ظل حال التعليم كما هو الأن ، ستظل قصورا على رمال متحركة إذا أغفلنا بناء البشر ، وإذا تركنا التعليم على عواره وإذا بقى المعلم المصرى على حاله

المعلم المصرى يعمل فى ظروف بالغة السوء ، وفى بيئة لا توفر له أدنى قدر من الاحترام ، وبأدنى راتب فى السلم الوظيفى للدولة كلها ، تتظاهر الدولة أنها تقدر المعلم  فيتظاهر المعلم بأنه يقوم بواجبه والنتيجة هى ما وصلنا إليه 

وفى النهاية لا صلاح لشأن هذا البلد إلا حين ينصلح حال التعليم ولن ينصلح حال التعليم إلا بمعلم تقدره الدولة ماديا وأدبيا ومهنيا ، أقول هذا والمعلمون يتألمون في كل مكان من بؤس الحال . هم أيضا يحلمون بتعليم أفضل ومصر أفضل كما يحلم الرئيس.  

والأن عزيزي القارئ هل تعتقد أنك قرأت هذا الكلام قبل ذلك ؟  أتمنى ألا تجد نفسك مضطرا أن تقرأ هذا  ثانية بعد سنوات حين تجد جمهوريات الموز قد صعدت إلى القمر.

* كاتب المقال 

محمد صفوت

روائي ومعلم مصري