رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

الكل يبكي علي حال تعليمنا ..إذن فمن السبب ...!!

الجمعة 16/سبتمبر/2016 - 09:27 م

مدرستي نظيفة .. و مشاهد القمامة والباعة الجائلين حول أسوار المدارس.

 

جامعتي تقدم تعليم ذو جودة وكليتي معتمدة .... والخريجين على الكافيهات والبطالة تزداد والمناهج لا علاقة لها بالتطوير والتجديد واحتياجات المجتمع .

 

حصلنا على قرض بقيمة عشروميت الف زرباح  دهب لمشروعات تطوير التعليم ... ونظم الإدارة بيروقراطية واختيار القيادات بالمعارف والأحباء والتوريث, وليست بالكفاءة والرؤية والقياسات العلمية والمعايير المعلنة بشفافية , والفساد ينخر في جسد هذا الوطن .

 

نعلم أطفالنا ألوان علم مصر .... ونصمت على التشوية الحضاري عندما نشاهدهم يحفرون اسمائهم على آثار البلد ومواصلاته العامة وإلقائهم للقمامة في شوارعها وتلويث نيلها .

 

لقد حققت الجامعة إنجاز بتخطيها مركزين في التصنيف العالمي الويبوماتركس .... وهو في الأصل تصنيف خاص بمواقع الويب الخاصة بالجامعات على الإنترنت, ولا علاقة له بمؤهلات الخريجين ومحتوى المناهج وطرق التدريس , والجامعة  ليس لها تأثير ولا دور في حل مشاكل مجتمعها .

 

نشكو من التلوث السمعي البصري, و نشجب ونرفض الفن الهابط والإعلام البذيء, ونطلق النكات على التماثيل المشوهة .. ونستمر في اعتبار الفنون مواد مهملة بمؤسساتنا التعليمية كنشاطات غير ذات أهمية .

 

ندعو لمحاربة الإرهاب ونبذ العنف .. ولازالت مادة التربية الدينية خارج المجموع الكلي بمدارسنا .

 

نتهم مجانية التعليم بانها السبب الرئيسي في هذا التدهور .. وكل علمائنا البارزين وكل من قال هذه العبارة هو ممن تمتع بمجانية التعليم .

 

نشكو من تسريب الامتحانات والغش والدروس الخصوصية والغياب من مؤسساتنا التعليمية .. ونحن اهملنا توجيه الطلاب بشكل سليم بناء على رغباتهم وميولهم وقدراتهم, وقتلنا بداخلهم الفطرة التي منحها الله في كل البشر وهي الرغبة في التعلم بل ولم يعد هناك إحياء للفضول العلمي بداخلهم ..

 

المسئولين والشعب

الكل يتحدث .. والكل يشكوا ... والكل يصف المشاكل ... والكل لدية الحلول ... ولكن من الذي يعمل ...؟!! وماهي النتيجة التي وصلنا إليها الآن ..؟.!!  

 

كان مالك بن دينار - وهو من أمهر نسّاخ المصاحف وأكثر الوعاظ تأثيراً-  يخطب في الناس وكان بجانبه مصحف, وتأثر الناس بتلك الخطبة واهتزت القلوب لها, واغرورقت العيون بالدموع,  واجهشوا في البكاء ، وتعالت اصوات بكائهم, ولكنه التفت جانبه وفوجئ أن المصحف قد اختفى، فتأمل في وجوه المتباكين وأنصت لضجيج أصواتهم، وقال لهم: كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟!

 

التعليم والشعارات أم الأخلاق وتربية الوجدان ..؟

العلم بدون أخلاق هو الهلاك بعينة ولا يصح ان نمنح احداهما الأولوية والأهمية على الآخر .. فبضغطة زر وبسبب انعدام الأخلاق حدثت مذبحة ناجازاكي وهيروشيما بالرغم من اعلان الجيش الياباني إستسلامة  آنذاك ..!!