رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

طبقية التعليم بين الحرافيش والباشاوات

الإثنين 24/أكتوبر/2016 - 02:03 ص

"الحرافيش" كانت تطلق قديما على الطبقة الشعبية والحرفيين والفقراء ووصفتها السيدة صفية زغلول فيما معناة إن الحرافيش كالرمال تتحمل السير فوقها، ولكن عند هبوب العواصف يستحيل السيطرة عليها لتعصف بكل ما يقف فى طريقها " . الحرافيش مثال لأبن البلد الأصيل الذى يهتم بمصلحة البيئة التى يقطن بها ومجتمعه والدفاع عن وطنه مهما كلفه هذا الأمر من معاناة .

وفى الماضى كانت طبقة الباشوات منغلقة على نفسها من خلال النسب والحسب والتاريخ العائلى والمالى، فكان هناك تدقيق شديد جدا بموضوع النسب ما بين العائلات. وكان اهتمامهم بالتعليم وتذوقهم للفنون شديد الأهمية، وبالتالى كانت تعاملاتهم راقية ببروتوكولات في المعاملات لا يحيدون عنها، بالرغم من الطبقية التى كانت تميز عصرهم, على عكس الحرافيش ممن حدث لهم تعمد مقصود لمنعهم من التعليم وحجب الثقافة ليستمروا حرافيش وخدم للباشوات .

بدأ التحول من وقت شراء الباشاوية بالمال ..

وتدريجيا حدث التغيير وحدث إختلاط العائلات والأنساب حتى وصل إلى وقتنا الحالى,  فتجد بعض من الطبقة الفاحشة الثراء من أباطرة رجال الاعمال كانوا فى الأصل هم لصوص حرافيش ,  وبسبب الفساد والإستيلاء على الاراضى والرشاوى وتهريب الآثار والمخدرات وغسيل الأموال .. تم تصنيفهم من طبقة الباشوات فى عصرنا الحديث, وتولى بعض منهم مقاليد الأمور تدريجيا منذ عصر الإنفتاح حتى تسلل بعض منهم تدريجيا خلال الخمسة وثلاثون عاما الاخيرة كمراكز قوي ونفوذ ، عندما لعب الزيت والسكر دورة في التصويت وجلب أصوات الفقراء .. وبتعبير المثل الشعبي لصوص الحرافيش حدث لهم "شبع من بعد جوع" ..!!

وكما حدث من إنغلاق لمجتمع الباشوات قديما فى مجتمعهم وقصورهم يحدث الآن بنفس الشكل ،  ولكن قديما كانت طبقة الباشوات محددة العدد ومعروفة بالاسماء والعائلات والأماكن ,  أما الآن فأختلط الحابل بالنابل, وانتشر الفساد وزاد عددهم بشكل شجري من خلال الشللية , وكما انتشرت الطبقية قديما تنتشر الآن ولكنها طبقية عفنه ..!!  تتوغل بشكل أكثر سوءاً بسبب إختلاف نوعيات وثقافة وتعليم بعض هؤلاء ممن إنعدمت الأخلاق واختفت القيم واندثر الرقي وتوغلت الفوضاوية وإنعدم الذوق و الإحساس ولم يعد هناك أتيكيت ورقي . وهى نتيجة طبيعية لتعويض حالة النقص التى عانوا منها هؤلاء الفاسدين من قبل تحولهم الى أشباه الباشوات .

لذلك لا تتعجب عندما تتعامل معهم او تقرأ كلامهم ورؤيتهم لباقى المجتمع وإنكارهم لوجود ما دونهم ، خصوصا عند توليهم زمام الأمور , ولا تتعجب من التغول الشديد للراسمالية الجشعة من بيع وخصخصة لكافة مرافق ومصانع الدولة لتحقيق مكاسب خاصة بهم, فهم لا يهتمون بالحفاظ على هذا الوطن بقدر إهتمامهم بتحويل أموالهم الخاصة فى بنوك سويسرا , ولا تتعجب مستقبلاً عندما تجد الطبقية العفنه قد أكلت كل الأخضر واليابس ..!!  فهى نتيجة طبيعية "للشبع من بعد جوع ", ولا تتعجب أيضاً عندما تهب عاصفة  الحرافيش مستقبلاً كرد فعل طبيعي لطبقية "أشباه الباشوات" ..

ولكن عاصفة الحرافيش ستكون عاصفة خماسينيه لن تجد اخضر أو يابس.

 ووقتها .... ستأكل البشر ..!!