الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

بكم وجه تعيش؟!

الجمعة 18/نوفمبر/2016 - 09:44 ص

هل تُجبرك الحياة الدنيا أن ترتدي أكثر من وجه فوق مسرحها المنصوب لك في الأرض طوال فترة بقائك فيها؟!. إنْ كانت إجابتك بنعم؛ فأنت صادق؛ لكنك في ذات الوقت ضعيف على نحو يجعلك كريشة مُعلقة في الهواء تتقاذفها موجاته أنى شاءت!..

وإنْ كانت إجابتك بلا؛ فأنت قوي؛ ولكن في كلامك بعض الكذب؛ فالعصر قد أجبر الجميع إلا من رحم ربي على الدوران في فلك "الشيزوفرينيا"؛ وإنْ بدا من دأب البعض أنهم يحاولون التماسك؛ ولكنهم في حقيقة الأمر يقدمون التنازلات خُفية أمام ضربات الظروف والضغوط وإلحاح الذات!..

المصلحة الخاصة جمَّعَتْ حين طلبها؛ وفرَّقت حين انتهائها؛ وتحولت القيمة الروحية لمفهوم الأخوة والصداقة والزمالة إلى مجرد رقم يتم حسابه بدقة جراء الإلتصاق أو الفراق بالأخرين أو عنهم، إذ باتت المصلحة هي المحرك الخفي أو الجلي للوجه التمثيلي الذي يتم به لقاء الآخرين ترحابًا أو امتعاضًا!..

زمن المادة – يُعَدُ في رأيي – أسوأ من زمن الصنم والوثن؛ فالناس في جاهلية الحجر كانوا أكثر وضوحًا لأنهم يعبدون مشهودًا معروفًا، أما في زمن المادة فيعبدون هوىً لا يُرى ولا يُشاهد؛ ومن ثم تتوارى القيم والمباديء، وترى الناس كالنبات الدوار يدورون حيث كانت المنفعة وإن كانت فوق جثث الآخرين .. وعجبي!!.
عبدالقادر مصطفى عبدالقادر
كاتب وتربوي