الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

ادخلوا التعليم إلى الفصل!!

الجمعة 25/نوفمبر/2016 - 12:34 م

بالنتائج يسقط الإدِّعاء القائل بأن بذل كل الجهود في تنميق الشكل الإداري يهدف إلى توفير بيئة تعليمية مُستقرة وفعالة؛ فالواقع الماثل أمام الجميع يُفصح عن أن جميع مفردات المنظومة بما فيهم المعلمين والطلاب قد انجروا نحو دوامة تستيف الأوراق ورصِّ المستندات؛ بهدف تجميل الظاهر؛ الذي يُخفي وراءه مستوى تعليمي لا يُلبي حاجات المجتمع..

من الذي يُتابع المستوى الفكري والعلمي والمهاري والفني للمعلمين داخل الفصول الدراسية؟!؛ أهو موجه قد انفصل كليًا عن المادة العلمية؛ واستغرق كليًا في تلقي التعليمات الإدارية؛ ثم توزيعها ومتابعة تنفيذها؟!؛ أم هو الموجه الذي انهمك في جمع بيات مدرسيه وترتيبها وفق الأقدميات؛ حتى لا يقدم الأحدث على الأقدم؛ فيتعرض للشكوى؟!؛ أم هو الموجه الذي تأخذ نشرات نقل وندب المعلمين بين المدارس والإدارات كل وقته؟!.. إن كان هذا هو حال الموجه الفني الذي يقوم بدور المُبَصِّر والمرشد والمهلم لمعلميه فيما يخص المادة وطرق تدريسها؛ فما هو حال الباقين؟!..

كذلك من الذي يتابع مستوى الطلاب فكريًا وعلميًا وأخلاقيًا داخل الفصول؛ في وقت تعرضت علاقة المعلمين بالطلاب إلى تشوهات هائلة إثر أسباب كثيرة لا تخفى على عين؛ حتى ضاعت أزمنة الحصص الدراسية في رصد الغياب؛ وتحرير مذكرات الهروب والشغب وقلة الأدب؟!؛ فكثيرًا ما تأتي كلمات مديري المدارس واضحة: لا نريد شرحًا ولا علمًأ بل نريد ضبطًا للفصل؛ وأخذًا للغياب؛ وتنظيمًا للسبورة؛ وتنظيفًا لقاعة الدرس؛ وفتحًا للنوافذ؛ وترتيبًا للدفاتر؛ فهذه هي السلبيات التي يأخذها المتابعون!..

قديمًا تخرج أفذاذ من حول أعمدة المساجد؛ ومن مبان مؤجرة متواضعة.. بل تلقى طلاب تعليمهم وهم يفترشون الأرض ويتكئون على أفخاذهم ليكتبون الدرس؛ وقت أن كان هنالك مُعلمًا مُحصنًا بالعلم ومحميًا باحترام المجتمع؛ وبطالب ذهب إلى المدرسة مصحوبًا بتعليمات مشددة باحترام معلمه والحرص على دروسه ومدرسته ومقعده ولو كان كومة من تراب.. نريد العودة سريعًا إلى قيمنا وعاداتنا الجميلة..
عبد القادر مصطفى عبد القادر
كاتب وتربوي