الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

قصة حياة الاسطورة عصام الحضري من كفر البطيخ الي العالمية

الخميس 02/فبراير/2017 - 04:28 ص
عصام الحضري
عصام الحضري

تنشر " السبورة " قصة حياة عصام الحضري حارس مرمي المنتخب الوطني طفولته وشبابه و مسيرته الناجحة المليئة بالعبر و الدروس الجميلة

حارس مرمى عمره ست سنوات

بدأت حكاية عصام الحضرى مع كرة القدم مثل كل اطفال مصر من الشارع و كان

الطفل عصام الحضرى البالغ من العمر ست سنوات اهم "فرود" قلب هجوم  فى شوارع بلدته

الصغيرة كفر البطيخ و كان يلعب مع اقرانه و جيرانه الأكبر منه سنا كرة القدم يوميا

فى شوارع البلدة الهادئة. و فى احدى تلك المباريات دفعته الصدفة وحدها لأن يلعب فى

مركز حراسة المرمى و التى كانت نقطة الإنطلاق لتغيير مجرى حياة الفتى و الذى اجاد

اللعب فى هذا المركز فى تلك المباراة حتى اصبحوا يستعينوا به كحارس مرمى فى كل

مباريات فريقهم الأخوى الصغير لما يتميز به من شجاعة و جرأة فى مواجهة الإنفرادات و

تشتيت الكرة بدون خوف. و كان فى لعبه يقلد حراس مرمى مصر الكبار امثال اكرامى و

ثابت البطل و عادل المأمور

 

كان والد الحضرى يتمنى وقتها ان يركز اصغر ابنائه

عصام فى التعليم و لم يرغب فى ان يعمل معه فى ورشته الصغيرة و كان الطفل عصام يوافق

والده فى عدم رغبته فى العمل فى الورشة و لكنه كان ينظر الى مستقبله بنظرة تخالف

نظرة والده الذى كان يرغب بشده فى ان يكمل الحضرى الصغير تعليمه و يحصل على اعلى

الشهادات .... كان الفتى الصغير الموهوب يري مستقبله فى كرة القدم و فى إجادته اللعب

بها. و فعل الأب المستحيل مع عصام لكى يبعده عن كرة القدم و يركز فى التعليم حتى

انه انه كان يحرق ملابس كرة القدم الخاصة به امام عينيه لكى يشعر بفداحة خطأه و

يبتعد عن كرة القدم و يركز فى الدراسة الا ان الفتى العنيد ابى ان يترك معشوقته

الأولى كرة القدم و يصر على الإستمرار فى اللعب.

 

حصل عصام الحضرى على دبلوم الزراعة بفضل كرة القدم حيث تقدم للمدرسة لأن فريقها كان يشارك فى دورى المدارس وكان فريق مدرسة الزراعة يفوز بالدورى فى كل بطولة يشارك فيها الفريق و كان الحضرى

يلعب فى مركز حراسة المرمى به و كان دوما ما يلفت الأنظار اليه بسبب شجعاته و

إقدامه ضد مهاجمين الفرق الأخرى ... كان الشاب الصغير عصام الحضرى ينفرد بنفسه دوما

ليشاهد مباريات كرة القدم فى التليفزيون و يدرس تحركات ثابت البطل و اكرامى و

يقلدها فى الملعب . و الغريب فى الأمر ان الحضرى كان يحصل فى بطولات دورى المدارس

على لقب هداف البطولة بمعنى انه كان يلعب الكرة من المرمى ليدخلها هدف فى مرمى

الخصم على اعتبار انها ضربة حرة غير مباشرة. و تنبأ له اساتذته فى المدرسة بمستقبل

كبير فى كرة القدم حتى ان البعض منهم ساعده على الإنضمام الى صفوف فريق ناشئى استاد

دمياط وقتها.

 

 

بداية المشوار:

 

فى ذلك الوقت كان الحاج كمال

الحضرى كان وصل الى مرحلة اليأس من إجبار عصام على ترك لعب كرة القدم و كان سلاحه

الأخير هى رفض انضمام عصام الى فريق ناشئى استاد دمياط بل و قطع عنه المصروف حتى لا

يذهب الى مدينة دمياط و كان عمر عصام وقتها 14 سنة و ذلك فى عام 1987 و عام 1988

... الا ان الحضرى الصغير ابى الإستسلام و كان يسير يوميا 7 كيلومترات ذهابا من

مدينة كفر البطيخ الى محافظة دمياط ليلحق بتدريبات الفريق يجاوره احد اصدقائه على

دراجته ليسليه فى الطريق و يعود بمفرده ليلا مسافة 7 كيلومترات اخرى من السير ..و

اعتبرها الحضرى جزء من تدريبه اليومي الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة على تقوية إرادته

و عزيمته و الذى اثر على حياته فيما بعد.

 

و فى دمياط تدرب الحضرى فى جميع

المراحل السنية فى مركز شباب استاد دمياط حيث لعب فى البداية ناشئين درجة ثانية ثم

ناشئين درجة اولى و سعى خلال تلك الفترة عدد من الأندية لضمه الى صفوفها مثل نادى

بلدية المحلى التى كان يلعب وقتها فى الدورى الممتاز و نادى المريخ و نادى بورفؤاد.

الا ان الحضرى وضع نصب عينيه ان يصنع نجومية و شهرة فى مدينته اولا خاصة انه كان

يلعب وقتها مع ناشئين استاد دمياط و الذى يعتبر مصنع توريد لاعبى نادى دمياط. حتى

حانت الفرصة و طلب مسئولو نادى دمياط انضمام عصام الحضرى الى صفوف الفريق الأول و

لعب الحضرى مع نادى دمياط ثلاث مواسم 91-92 و 92-93 و 94-95 .... و عقب انضمام عصام

الحضرى بدأ الحاج كمال الحضرى فى الإقتناع بأنه نجله الصغير قد يكون بالفعل صاحب

موهبة قد تمكنه من صنع نجومية و مستقبل فى عالم كرة القدم. و خلال تلك الفترة حصل

عصام الحضرى على دبلوم الزراعة و قضى فترة تجنيده مع نادى دمياط حيث التحق بالسرية

الرياضية فى القوات المسلحة و شارك فى مباريات هامة ذاع من خلاله صيته الأمر الذى

طمأن والده و اسرته .

 

 

بداية التألق و بداية الإنضمام الى المنتخب:

 

 

كانت نقطة التحول فى موسم 93-94 حيث نجح نادى دمياط فى الصعود

الى الدورى الممتاز و فى هذا الموسم حضر الهولندى راوتر لقيادة منتخب مصر الوطنى و

معه الكابتن محسن صالح و الكابتن حسن مختار مدرب حراس المرمى و حضروا الى دمياط

لمشاهدة عصام الحضرى على الطبيعة بعد ان ذاع صيته و كانت المباراة بين نادى دمياط و

نادى بورفؤاد فى منافسة الصعود للدورى الممتاز و فاز يومها فريق دمياط بهدف وحيد ضد

فريق بورفؤاد الذى لعب تقريبا ال 90 دقيقة فى منطقة جزاء فريق دمياط و تألق الحضرى

بشكل لافت للنظر و حافظ على نظافة مرماه ... و بعدها انضم الحضرى حارس مرمى فريق

دمياط بدورى الدرجة الثانية المصرى الى حراس مرمى منتخب مصر الأول العمالقة ثابت

البطل و اكرامى و شوبير و ذلك فى عام 1993 . و فى نادى دمياط قفز الجميع من الفرح

عند ارسل اتحاد الكرة فاكسا بطلب استدعاء الحضرى للمنتخب.

 

و سافر الحضرى

بعدها الى الجزائر لأداء اولى مبارياته و كانت مباراة ودية مع المنتخب الجزائرى ...

ومن المفارقات ان وقتها لم يعرف المنتخب الجزائرى من هو عصام الحضرى المنضم الى

المنتخب المصرى لأنهم لم يسمعوا عن نادى دمياط من قبل ، فخرجت الصحف الجزائرية تذكر

حارس المرمى المصرى عصام الحضرى المحترف الدولى بنادى دمياط الأوروبى . و عم الضحك

كل ارجاء معسكر المنتخب على هذه المفارقة.

 

 

الإنضمام الى النادى

الأهلى:

 

و فى نفس الموسم طلب المايسترو صالح سليم رئيس النادى الأهلى الحارس

عصام الحضرى ليقابله فى مكتبه فى فرع النادى بالجزيرة و التقى به و صافحه بمكتبه

بالنادى و قال له بالحرف الواحد" انت حضرتك نفسك تلعب فى النادى الأهلى؟" و رد عليه

الحضرى بقوله " اه و الله يا كابتن نفسى العب فى النادى الأهلى" و على الفور وقع

الحضرى على العقود و جلس الحضرى مع صالح سليم الذى اخبره برغبة النادى الأهلى فى

ضمه فى ذات الموسم و لكن الحضرى رفض الطلب بأدب معلنا رغبته فى مساعده فريقه نادى

دمياط فى الوصول الى الدورى الممتاز خاصة انه بات قريبا من ذلك و خلال تلك الجلسة

لم تتم مناقشة الأمور المالية او التحدث عنها و كان كل هم الحضرى هو الجلوس مع

الكابتن صالح سليم الذى يعشقه.

و استمر تعاقد النادى الأهلى مع الحارس الدولى

عصام الحضرى فى طى الكتمان مدة ستة اشهر حتى صعد نادى دمياط الى الدورى الممتاز و

بدأت الأندية الكبرى مثل نادى الزمالك تحاول ضم الحضرى الى صفوفها ...يذكر ان وقتها

كان يلعب للنادى الأهلى ثلاث حراس مرمى هم الكابتن احمد شوبير الحارس الأول و مصطفى

كمال و تابان سوتو و الذى كان افضل حارس فى افريقيا فى ذلك الوقت.. و ظل الحضرى

يلعب فى نادى دمياط فى الدورى الممتاز الذى صعد اليه النادى وقتها موسم كامل و كان

فريق نادى دمياط يخسر كل مباراة بهدفين الى ثلاثة اهداف و رغم ذلك كان الجميع يشيد

بأداء عصام الحضرى، و بعد 15 مباراة فى الدورى بدأ خبر توقيع عصام الحضرى للنادى

الأهلى فى التسرب ... و بدأت الشائعات تطارد الحضرى و تتهمه بسعيه لتفويت المباراة

للنادى الأهلى الذى وقع له على حساب نادى دمياط الذى اقتربت مبارته مع النادى

العريق ، فما كان من الحضرى الا ان اعلن انه لن يلعب مباراة الأهلى كحارس لنادى

دمياط حتى يخرس كل الألسنة اتى تطارده بالشائعات و تتهمه بتفويت المباراة لصالح

الأهلى و لكن رضخ الحضرى فى النهاية الى ضغوط الجهاز الفنى لنادى دمياط ، و لعب

يومها الحضرى و ذاد ببساله عن مرماه و لكن ما كان لنادى دمياط ان يصمد امام تفوق

النادى الأهلى. عقب هذه المباراة رحل عصام الحضرى الى القاهرة لينضم الى النادى

الأهلى و ذلك عقب توقيعه للنادى الأهلى بعام و نصف. و بدأ مبارياته مع النادى

الأهلى إحتياطيا للكابتن احمد شوبير الذى ما لبث ان ادركته الإصابة بعد انضمام

الحضرى بمباراتين ليصبح الحضرى الحارس الأول لفريق النادى الأهلى و لعب اولى

مبارياته مع النادى الأهلى امام النادى الإسماعيلى فى الإسماعيلية و تحقق يومها فوز

تاريخى للنادى الأهلى 6/ صفر. و لم يكن هدف عصام الحضرى وقتها ان يحرس مرمى النادى

العريق فحسب بل كان يطمح الى ان يكون الحارس الأول لمتخب مصر خاصة انه كان وقتها

الحارس الأول لمنتخب مصر العسكرى و حارس المنتخب الأوليمبى

 

 

حلم الإحتراف :

 

لم يكن حلم الإحتراف و اللعب فى القارة العجوز ببعيد عن خيال ابن

دمياط المثابر و الذى كما كان يؤكد دوما ان الإحتراف احدى تطلعاته و اهدافه فى

حياته العملية ، و لاحت اولى فرص الإحترف الدولى فى عرض رسمى من نادى بشتكاش و نادى

انقره فى الدورى التركى الممتازعام 2005 إلا ان تمسك النادى الأهلى بالحضرى و تمسك

الحضرى بالنادى الأهلى حال دون إتمام الموضوع . ثم لاحت الفرصة الثانية عقب بطولة

الأمم الأفريقية 2008 بعرض رسمى من نادى سيون السويسرى الذى رغب بضم الحضرى لصفوفه

و تمسك الحضرى بفرصته الأخيره للإحتراف فى حين لم يحسم النادى الأهلى قراره بشأن

السماح للحضرى بالإحتراف الأمر الذى دفع الحضرى الى السفر لسويسرا لخوض التجربة و

فسخ تعاقده مع النادى الأهلى فى واقعة اثارت جدلا واسعا بين جماهير الشعب المصرى

قاطبة لعدة اشهر. و لا تزال قضية عصام الحضرى مع النادى الأهلى و نادى سيون

السويسرى منظورة امام لجنة فض المنازعات بالفيفا حتى وقت كتابة هذه السطور.

وبعد

ذلك عاد عصام الحضري الي الدوري المصري ولكن هذه المره من خلال الدراويش او نادي

الاسماعيلي المصري

الذي يحلم عصام بالحصول معه علي البطولات القادمه.

السيرة الذاتية

الأسم عصام كمال توفيق الحضرى الشهرة عصام الحضرى تاريخ الميلاد 15 يناير 1973

 الجنسية مصرى المنشأ كفر البطيخ – مدينة دمياط المركز حارس مرمى

النادى - حارس مرمى فريق دمياط بدورى الدرجة الثانية المصرى حتى عام 1996

- حارس المرمى الأول للمنتخب الوطنى المصرى حتى

الآن

- حارس مرمى النادى الأهلى المصرى بالدورى المصرى

الممتاز حتى فبراير2008

- حارس مرمى نادى سيون السويسرى من فبراير 2008

حتي اغسطس 2009

حارس مرمي نادي الاسماعيلي المصري من اغسطس 2009