الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

سيدى الرئيس.."هذه ستكون أول اخطائك"

الخميس 06/أبريل/2017 - 08:12 م

لا احد يراهن على أمنيته لنجاح وطنه ..ولا احد يشك في وطنية الكثير رغم اختلاف  وجهات النظر ...لا احد ايضا ينكر اتفاق الجميع ان هناك خفافيش الظلام التي تحاول ان تهدم كل ما يتم بنائه .... لا احد ينكر ان الفساد وصل الى اعلى المستويات  حتى انه طال كبار المسئولين انفسهم.. ولا احد ينكر اننا في حاجه مستمرة لتقييم مستوى اداء المسئولين على ارض الواقع بعيدا عن الاحاديث والتصريحات الاعلامية البراقة ...ولا احد ينكر ايضا اننا لا نملك رفاهية الوقت 


لم ولن اجد أي بند او مادة في الدستور الحالي تنص على ان يعلن الرئيس بنفسه عن  خطة احد وزراء حكومته  .وهذا من منطلق ان الحكومة بوزرائها مسئولة امام الرئيس وامام البرلمان عن عملها ..فلا يجوز اعلان البرلمان او الرئيس بنفسه عن خطة احد وزرائه ...ولكن هذا الدور الأساسي للحكومة متمثلة  في رئيسها ووزرائه ..والا كيف سيستطيع  الرئيس محاسبة الحكومة  حال فشلها ..؟


ايضا الدستور اعطى الحق للرئيس بتفويض رئيس الوزراء  فى كثير من الاختصاصات  .. من الغريب ان يصرح الدكتور طارق شوقى  وزير التربية والتعليم  بان الرئيس عبدالفتاح السيسى  سيعلن بنفسه عن الخطة التى وضعها الوزير لتطوير التعليم  والتى لا نجنى ثمارها الا بعد خمسة عشر عاما  ..... وهنا نتساءل  : لماذا يعلن الرئيس بنفسه على خطة ورؤية احد الوزراء ؟! هل هي خطة الرئيس ام هي خطة الوزير  ! هل هناك  مكانه خاصة لهذا الوزير بشخصه  ..!! أم  لأهمية الخطة المعلن عنها .!!!


فان كانت الخطة مهمه وتمس الامن القومي  فيتم دعمها او فالتخرج من مؤسسة الرئاسة مباشرة مثل كل المشروعات القومية ويكون الرئيس بنفسه مسئول عن تنفيذها  ونجاحها ينسب لمؤسسة الرئاسة مباشرة ..مع انى ارفض هذا الاقتراح حيث ان هناك وزارات متخصصة يعمل كل منهم فيما يخصه ، ايضا لا نستطيع ان نحسم امر نجاح اى شيء قبل تنفيذه ، اذن فما بالك لو فشلت تلك الخطة .. لمن سينسب الفشل وقتها ؟! هل سينسب للوزير فحسب ؟ ام سينسب للرئيس ؟! ام سينسب للرئيس والوزير ؟! ام ماذا ؟!


لابد وان يراجع الرئيس نفسه فيما يخص الدفع به من كبار المسئولين فى برامجهم وخططهم ، ويناي بنفسه بعيدا عن هذا وذاك مع تقديم الدعم الكامل الذى يحتاجه كل مسئول منهم ليستطيع كل مسئول ان يتحمل نتائج افعاله ، ويستطيع الرئيس والبرلمان  ايضا ان يحاسب كل مسئول عما سينتج من افكاره وخططه سواء  بالنجاح او لا قدر الله بالفشل


 أدعو  الرئيس  إلى الوقوف لحظة مع نفسه  ليقدم لنفسه  جردة حساب عن الخسائر والمكاسب الحقيقية عن مشروعات وافكار سابقة قد تقدم بها مثل هؤلاء المسئولين  ومانتج عن هذه الافكار من فتح ابواب جهنمية خلفية وما كلّفته هذه المشروعات والافكار  من مبالغ طائلة من خزينة الدولة  ، في الوقت التي تشكو فيه الحكومة من نضوب الخزينة وعجزها المتراكم الكبير.. حتى باتت الشكوى من عدم القدرة على رفع رواتب صغار  الموظفين ومناسبتها لحجم التضخم وارتفاع الاسعار  تتكرر على ألسنة الراي العام ..!!


سيدى الرئيس اعلان سيادتكم لخطة وزير بعينة كما يتداول مؤخرا على المواقع الاخبارية  سيجعلنا لا نستطيع محاسبة  المسئولين فى الدولة  على أخطائهم واجتهاداتهم  وخططهم حال فشلها لا قدر الله .. هذه الافكار التي كلّفت  وستكلف الدولة والشعب مئات الملايين بل المليارات ، سيدى الرئيس لو حدث ان تعلن بنفسك  عن خطة أي وزير ستكون في وجهة نظري هذه اول اخطائك ..


 اللهم قد بلغت ..اللهم فاشهد .