السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

فك شفرة جابر نصار وسر إهتمام الإعلام

الإثنين 08/مايو/2017 - 02:31 ص

الكثير يسأل نفسه ومن حوله، لماذا كل هذا الإهتمام الإعلامي بالدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة؟، ولماذا يلقي الإعلام بوسائله المختلفة الضوء بشكل مستمر علي تجربة الإصلاح المالي والإداري التي قام بها نصار وأشاد بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقاؤه بالوزراء الجدد في التعديل الوزاري الأخير؟.

 

جميع المعارضين لرئيس جامعة القاهرة حائرون ويبحثون عن سر الإهتمام الكبير من جانب الإعلام له، وقد يعتقد البعض منهم أنه قدم للصحفيين والإعلاميين الخدمات الشخصية أو أموالا مثلا مقابل التركيز علي تجربته بجامعة القاهرة، في حين أن نصار أعلن منذ فترة أنه "دمياطي"، في إشارة منه إلى البخل، وكان هذا الموقف حدث عندما جلس علي أحد مقاعد الطلاب خلال مشاهدة مباريات كأس مصر في المدينة الجامعية، حيث أعطي الطالب 100 جنيها مقابل الجلوس علي الكرسي، وقال وقتها ضاحكا: "أعطيت الطالب 100 جنية مرة واحدة، رغم أني دمياطي"، إذا ما هو السر؟.

 

فك شفرة هذا الرجل وسر الإهتمام به سأكشف عنها وأذكرها وبأمانة شديدة من خلال تعاملي القريب منه بحكم مسؤوليتي عن ملف التعليم العالي والبحث العلمي في الصحيفة التي أعمل بها، وبدون مجاملة له خاصة أنه أعلن أنه لن يترشح لرئاسة الجامعة لفترة ثانية وسيكتفي بفترة واحدة تنتهي في 31 يوليو المقبل، وذلك في عدة نقاط.

 

* طبق القانون علي نفسه قبل أن يطبقه علي غيره، حيث ألغي المكافآت التي ينص عليها القانون له واكتفي بمكافأة واحدة أو اثنين من عشرات المكافآت التي تقدر قيمتها بعشرات الآلاف.

 

* شخصيته فريدة من نوعها بالنسبة للإعلام، حيث وجد الإعلام شخصية مسئول لا يطبق القاعدة المعروفة عن جميع المسئولين وهي "السمع والطاعة وتنفيذ أوامر المسئول الأعلي منه"، وأيضا كسر نصار القاعدة المعروفة عن أغلبية المسئولين وهي "هذا ما جدنا عليه اباؤنا"، وتجربته في الجامعة وقراراته خير دليل، ومن السهل الوصول لها من خلال الإنترنت وعمل بحث في جوجل.

 

 

* حماسه الشديد في التعامل مع الملفات، حيث تصدرت أخبار الجامعة في عهده الصفحات الأولي بالصحف والبرامج بسبب نشاطه المستمر بشكل يومي، ومن ناحية أخري في تعليقاته علي "الحال المايل" في أداء أغلبية المسئولين في الحكومة، وأيضا إدارته للجامعة بطريقة جديدة "خارج الصندوق".

 

* اهتمامه الشديد بالطلاب، وأتذكر كنت مع أحد الزملاء الصحفيين ننتظره صالون مكتبه، ثم جاء مجموعة من الطلاب من جامعة عين شمس يريدون مقابلته لإجراء حوار في مجلة مشروع التخرج التابع لهم، وبمجرد أن أبلغه مدير مكتبه بوجودهم أمر بدخولهم علي الفور، وانتظرت وزميلي مع إثنين من أعضاء هيئة التدريس، وبدلا من أن يغضبنا هذا الموقف ادهشنا وجعلنا نحترمه ونقدره، وغيرها من المواقف المحترمة له والإنسانية.

 

* تجربة رئيس جامعة القاهرة كشفت لنا عدم قدرة أغلب المسئولين بالحكومة في التعامل مع الملفات التي يديرونها، والتي يتحجج أغلبهم بمواد القانون التي لا تسمح لبعضهم التعامل مع ملفاتهم أو التحجج بعدم وجود الموارد، حيث كان نصار يقول دائما "مصر لا تنقصها الموارد بل ينقصها الأفكار لاستغلال هذه الموارد".

 

 

* تعامل رئيس جامعة القاهرة مع وسائل الإعلام المختلفة، تجربة تستحق أن تدرس لجميع المسئولين بالدولة، فعندما كنا ننشر خبر ضده كان يجري إتصال تليفوني ويتحدث مع الصحفي في نفس يوم نشر الخبر، لتوضيح وجهة نظره أو تصحيح للخبر إذا كان به معلومة غير صحيحة، وأوقات كان يتصل بالصحفيين في الثانية والثالثة فجرا لإيصال وجهة نظرة وحصوله علي حق الرد اذا كان الخبر ضده، أو يكون سبب الإتصال إبداء إعجابه بخبر يتعلق بالجامعة أو تحقيق منشور لا يتعلق بالجامعة، "ايه الراجل ده؟، هو في مسئولين كده؟"، وبالتالي يخلق تواصل مستمر مع وسائل الإعلام حتي ولو كان مختلف معهم.

 

*كل من ينتقد ويعترض مع رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، يقولون أنه غاوي شهرة وشو إعلامي، والغريب والذي لا يعرفه الكثير عن نصار إنه يكره كل من "يطبل له" ويحترم كل من ينتقده بطريقة محترمة والأهم أن يكون الانتقاد بناء.

 

* كل ما سبق نفتقده في أغلب المسئولين بالدولة وفي طريقة تعاملهم مع وسائل الإعلام المختلفة، وأتمني أن تدرس طريقة تعامل رئيس جامعة القاهرة مع وسائل الإعلام المختلفة لجميع المسئولين بالدولة.

* رئيس جامعة القاهرة قد يكون له بعض السلبيات ولكن ايجابياته كثيره، وحقق نجاحا باهرا يجب أن تطبقه جميع الوزارات والهيئات بالدولة.. وأخيرا: "شكرا دكتور جابر نصار".