الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

اللغة ومستقبل الهوية .. التعليم نموذجاً

الأربعاء 24/مايو/2017 - 02:46 م

عنوان هذا المقال  لكتاب صدر عن سلسلة كتاب اليوم للأستاذ الدكتور "ضياء الدين زاهر" أستاذ أصول التربية والتخطيط الاستراتيجى والدراسات المستقبلية  بكلية التربية جامعة عين شمس .

 

لقد تعودت دوماً أن أنهل العلم من أساتذتى فى كل ميدان وفى أى  مكان ، ودائماً أقول دوماً أُفضل أن أكون طالبة أكثر من كونى أستاذة ، وأدرس وأتعلم دوماً

 

فكان لى أن تعلمت درساً لن أنساه أبداً من عالم قدير ومتواضعِ ، وهو أبى وأستاذ الدكتور ضياء الدين زاهر .

الموقف المربِ الذى تعلمته هو أن الدكتور القدير عرض دراسته القيمة عن الهُوية واللغة -التى بين دفتى كتاب اليوم كما ذكرت فى السابق-  فى سمينار علمى ، ولشغفى وفضولى دوماً لمعرفة المزيد من العلم والمعرفة دخلت فى جدال ونقاش حسبت فيه أننى على حق ومعرفة وعلم نتاج دراستى عن الهُوية الثقافية فى السابق ، وكنت فى شغف لمعرفة الجزء الميدانى المُبتكر فى الدراسة لأن ما تجادلت حوله أن النظريات التى يتم عرضها كانت فى السابق محل نقاش فى كتب ومؤلفات ورسائل علمية من قبل ، فما الجديد يا أستاذى الجليل ؟

 

لم يقل أستاذى الجليل شيئاً سوى أنه صمت ، حتى يرد اليوم على ما قلته كتواضع وثقة العلماء واثقى الكلمة والخطى العلمية ، فكانت دراسته القيمة التى بين يدينا اليوم .

 

يقع الكتاب فى 104 صفحة تتناول إطاراً نظرياً متعمقاً عن الهوية والعولمة ، وإشكاليات اللغة وتداعياتها على الهوية برؤية علمية مستندة إلى رصيد خبروى متين من عالم يمتلك مهارات التفكير العليا من نقد وإبداع وبناء التصورات المستقبلية . وهذا النهج هو ما سلكه العالم الجليل .

 

ثم عرض الكتاب لواقع منظومة التعليم ومستقبل اللغة ومن ثم الهُوية داخل العالم العربى  لاسيما المجتمع المدرسى . والجدل الواضح فى تدريس لغات أجنبية تتعارض مع اللغة العربية ومن ثم التمسك بالهوية الثقافية للأمة . وقد تراوحت الاستجابات بين مؤيد ومعارض مع تبريرات قوية لكلا الطرفين .

 

واختتمت الدراسة بثلاث سيناريوهات جديرة بالدراسة داخل أمتنا العربية لا سيما مجتمعنا المصرى لتأسيس هُوية فاعلة  :-

السيناريو الأول : سيناريو مستقبل الأمس ( وهو سيناريو يقوم على الإبقاء على ما هو عليه ، دون تغيير ملموس ، وإنما تحسينات طفيفة للغاية ، وقد يُنبئ هذا السيناريو بخطر الضياع ، ويؤكد الدكتور ضياء على ضرورة تجاوزه وعبوره لأنه أزمة وليدة لتراكمات هيكلية ، وانكشافات عميقة لأزمات متوالية )

السيناريو الثانى : السيناريو الإصلاحى ( وهو احتمال حدوث تطوير نسبى سياسى واجتماعى وتعليمى وثقافى لتطوير المؤسسات المجتمعية لبناء حائط ضد الاختراقات الثقافية والسياسية والاقتصادية ، وأداة الإصلاح هى التعليم باعتباره لاعباً قوياً فى التغيير وتوجيه المستقبل )

السيناريو الثالث : السيناريو النهضوى ( وهو الأمل المنشود ، وطوق النجاة للغة العربية ، وسبيلها نحو تكريس الهوية الثقافية العربية ، وهذا من خلال تبنى مشروع نهضوى مستقبلى تأخذ فيه السياسة اللغوية مكانة مرموقة تحافظ على الموروث الثقافى ، وتتمسك بالنهضة المعاصرة الأصيلة) .

 

وتوصل الأستاذ الجليل  من خلال دراسته إلى أهمية التفكير المتنامى بشكل مستمر فى مستقبل الهُوية واللغة داخل المجتمعات العربية ، وفق مسارات منهجية استشرافية واعية وفاعلة وملهمة .

 

 شكراً أستاذى الفاضل على ما قدمته للمكتبة العربية من زخم علمى ومعرفى ، وشكراً على هذا المؤلف القيم الذى ينم على عمق وأصالة الفكر لعالم يتسم دوماً بتواضع العلماء .

وعلى المستوى الشخصى والإنسانى شكراً لما أرسلته لى من موقف مربٍ لن أنساه ما حييت ، وهو أن الفقيه والعالم لا يُجادل بالقول والكلام، وإنما بالحجة والعلم والبيان والدليل على صدق ما يقوله فى مؤلف علمى بالغ القيمة كما هو بين أيدينا الآن ( اللغة ومستقبل الهوية : التعليم نموذجاً )

* كاتب مقال 

أ.م. د فاطمة الزهراء سالم محمود

أستاذ أصول التربية المساعد

كلية التربية – جامعة عين شمس