الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

وزير التعليم وحوار خارج المنطق ج2

السبت 02/سبتمبر/2017 - 06:05 م

هل ما أجرته أخبار اليوم مع وزير التربية و التعليم طارق شوقي أم أحد فلاسفة الاغريق .. فالحديث أشبه بمصباح ديوجنيس اليوناني الفليسوف المشهور الذي كان يسير في وضح النهار يمسك بمصباح يبحث عن الانسان .. ولم يدرك أنه كذلك و لم يكلف نفسه عناء البحث بين البشر بدلا من البحث في الفراغ .
معالي الوزير تحدث عن وزارة فاشلة فاقدة للكفاءة و معلم غير مؤهل و لا يصلح ،و الاستغناء عن مليون و 700ألف أفضل من تأهيلهم ، بل أنه يراهم مجرد لصوص و غير أكفاء .
ما الحل ؟
يوتوبيا جديدة صنعها معالي الوزير في مخيلته ولم تتهاطل حروفها علي الورق ولم تخطها يداه بعد تتلخص أولا في معلم مخاطب بالكادر يقول  :
((لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي تكلم عن كادر مختلف عن ذلك تماما وعما هو موجود من مدرسين ليسوا موجودن عندنا الآن ـ مدرسين بكادر مختلف ـ برواتب مختلفة، بمواصفات أخري مدرس ستأتمن عليه أولادك بعد ذلك)) يواصل حديثه وهو لا يدري أن أكثر من 60% من معلمي مصر حصلوا علي دبلومة مهنية علي الاقل :
((نحتاج مدرسين ويفهمون سيكلوجية الطفل بشكل صحيح ويتحدثون اللغات بشكل جيد جدا ووقتها ستأخذ نتيجة جبارة لو فعلت ذلك))
تفيكيك المنظومة وهدمها من أجل إعادة البناء هو هدف الوزير ولذلك بدأ بالجزء السهل وهو الهدم و استهدف المعلم بأقسي و أشد العبارات قساوة يقول سيادته :
(وأنا أستنكر المدرس الذي لايهمه سوي زيادة راتبه ويعلو صوته مع أنه غير كفء، وأنا لست في حاجة إليه، ونصف الوزارة إما حرامي، والنصف الثاني حرامي ومش كفء أيضا)
أخيرا : أتوقف أمام سؤال الصحفي المبدع : 
هل ماتعلن عنه خطة وزير أم خواطر أم خطة قومية للدولة غير مرتبطة بوزير معين ؟ 
والرد المحير : هي (خطة) يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي و(وضعها) له المجلس التخصصي، وأنا متزعم هذه( الفكرة!).
السؤال الأهم : خطة أم فكرة و من وضعها؟
 - خبراء دوليون   
و من سيدرب المعلم عليها ؟   
 -مدرب أجنبي            
 و الاكاديمية ؟
 ليست بالكفاءة المطلوبة ،
 ومن أين الأمول : ( لا يوجد والبنك الدولي عارض علينا قرض لكنني لاأريد أن أحصل عليه لأنه سينتهي وكل ماأفكر فيه هو أن أحصل منه فقط علي تكلفة تدريب النصف مليون معلم)

ومن الضامن للتنفيذ : وجود مفوضية أعلي للتعليم تلتزم بالسياسات حتي لا تتغير بتغير الوزراء و ان لم توجد !!!!!!!
نتوقف أمام وزيرنا الفاضل و نسأل :
هل كنت تعلم حين توليت المسئولية وكنت مسئول التعليم بالمجلس القومي المتخصص كل شيء عن التعليم و عدد المعلمين في التكية الوزارية و انهم غير مدربين لان الوزراة تجاهلت تدريبهم و تأهيلهم بشكل مناسب و سيطرة الوساطات والفساد علي نظام التعليم أم أن حضرتك توليت المسئولية لتتفاجأ بحجمها ثم تستقيل أو تقال ليأتي من بعدك يفاجأ أيضا وهلم جرا ..
لقد قام المعلم بواجباتهم قدر المستطاع و من قصر فعل ذلك لضعف الرقابة و المحاباة وعدم وجود خطة واضحة تضعها الوزارة بأجهزتها المختلفة خطة مشتركة يتفهما الجميع .. خطة لا يضعها الوزير ورجاله بل تضعها الدولة و تكون مسئولة عنها .. انتظر تشكيل المفوضية أولا و نسقوا العمل والا ما الداعي لها اذا كنت ستفعل كل شيء !! 
سيادة الوزير أهنت المنظومة بأشملها لتقيم مدينة فاضلة خيالية ولن تفلح وانت في كوكب الوزارة انزل القري و النجوع و وانظر ثم فكر و قرر ما تشاء .