الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

الباشوات والبهاوات فى الجامعات

الأربعاء 21/مارس/2018 - 03:23 م

رسالة الي وزير التعليم العالي بمناسبة زيارته لجامعة طنطا.. من أهم إنجازات وزراء التعليم العالى في عهد مبارك أنهم أعادوا نظام الطبقات بين أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات المصرية بعد أن كانت ثورة 23 يوليو قد ألغتها..! واستمرت هذه التغييرات حتى الآن وظهرت طبقة الإدارة العليا وهى تعادل طبقة الباشوات زمان وتشمل رئيس الجامعة ونوابه لأنهم يتقاضون بالإضافة إلى رواتبهم حصة من دخول جميع الصناديق الخاصة للجامعة.. 

بالإضافة لحصتهم من الانتساب الموجه وشعب اللغات وبرامج التميز ومكتب التنسيق والمدينة الجامعية والمشروعات الجارية بالجامعة والطلاب الوافدين ومن حصيلة بيع الاستمارات والنماذج ومن البرامج الخاصة وخلافه مع مميزات عينية مثل السيارات والتليفونات والمكاتب الفاخرة والاستراحات وسفريات للخارج وتذاكر سفر درجة اولى والدعوات والتبادل الثقافي.. 

أما الطبقة الثانية فهى طبقة شاغلى المناصب الادارية بالجامعة والكليات مثل أمين عام الجامعة والعمداء ومديرى المستشفيات والمراكز المتخصصة وهى تعادل طبقة البهوات بتاع زمان ودول دخلهم فى المتوسط يعادل من 10-20 الف جنيه فى الشهر بالإضافة الى مميزات عينية مثل السيارات والتليفونات والمكاتب الفاخرة وبعض السفريات للخارج..

والطبقة الثالثة وتشمل أغلبية أعضاء هيئة التدريس الذين يعادلوا طبقة الافندية بتاع زمان وهم الكادحين اللى عايشين على مرتباتهم التى لاتتجاوز بضعة آلاف جنيه شهريا ومش ممكن ننسي طبقة المستشارين اللذين يتقاضون آلاف الجنيهات شهريا بالإضافة لسفرياتهم العديدة للخارج والسيارات المخصصة لهم..

والإنجاز الثاني الذى حققته وزارات الحزن الوطني، في التعليم العالي واستمر الى الآن وهو التمييز بين الطلاب، ليس حسب قدراتهم العلمية بل وفق امكانياتهم المالية فأدخلت نظام برامج التميز أو ما يسمى بالبرامج الخاصة الذى يدفع فيه الطالب مصاريف دراسية قد تصل الى ستون الف جنيه سنويا ليتمكن من الالتحاق بها داخل الجامعات الحكومية.. وحرمت منها الفقراء وخصصت أماكن فاخرة لهؤلاء لطلاب..! لأنهم متميزين بأموالهم والمشكلة الكبرى أن لهؤلاء الطلاب نظام تعليمي وجدول دراسي وأماكن تدريس وامتحانات وممتحنين غير الطلاب العاديين مع أن الدستور لا يسمح بالتمييز كما أنه لا يوجد قانون يسمح بهذا التمييز..

كل هذا وغيره يدفعني وبشدة الى الترحم على باشوات زمان وأمراء زمان اللى كانوا  بيصرفوا من جيوبهم وعملوا الجامعة الأهلية والجامعة المصرية وجامعة فؤاد وجامعة فاروق وجامعة إبراهيم باشا، والله يرحم ثورة 23 يوليو التى الغت الألقاب والطبقات ونفذت مجانية التعليم، الله يرحمها هى كمان..!

أد/‏ محمد نبيه الغريب
أستاذ متفرغ بقسم التوليد وامراض النساء - بطب طنطا