الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

الرئيس و تنابلة السلطان

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 11:11 ص

الى متى ستظل هذه المقولة تتردد في مجتمعاتنا، اليس من الأجدر ان تختفى و يحل محلها الرئيس و فرسان السلطان. ان ما يثير الإعجاب في هذه المقولة، انها تذكرنا دائما بأننا نواجه المسؤول العاطل – التنبل، الذى كم تمنينا ان تتخلص منه مقاعد السلطة ، و لكن عفوا يبدو ان هذا الامر هيهات ان يتحقق بالأماني.

و من باب الوضوح، لم تسعفني قراءتي المتواضعة التعرف على نموذج الإدارة بالتنبلة، فالفكر الإداري منذ بزوغ فجر المدرسة العلمية على يد علماء من الغرب مثل العالم الفرنسي هنري فآيول – والعالم الأمريكي فريدريك تايلور وما تبعها من تطوير على يد ماكس فيبر و ايضا المدارس الإدارية الحديثة وحتى الهندرة الإدارية لم يضع لبنة لهذه المدرسة المحلية. ذلك النموذج التنبلى الذى ادى الى تلاشى الفكر الإداري المتميز و ذوبانه في مياه ثقافة المؤسسة الراكدة، و نمو الحواريون ممن يمتلكون القدرة على المشاغله الدائمة لقيادة المؤسسة بكل صغائر الأمور وفق قواعد «القيل والقال وكثرة السؤال»، حتى كاد ان يلقبوا بـ "وكالة انباء الريس، ناهيك عن ملكاتهم الخاصة في التملق و التتميم و التي لها الاثر في توالد أنواع من الفكر الإداري السيئ مثل (الإدارة بالتملق) و(الإدارة بالإعجاب) و(الإدارة بتوصيل أبناء المدير) وإدارة «كله تمام يافندم» » ..الخ .

ان المتتبع لمؤسساتنا يرى بعين لا تخطئ التقييم ان هؤلاء التنابلة في قطاعات عديدة بالدولة لا يعملون من انفسهم بل هم دائما في حالة انتظار لتنفيذ التوجيهات و التعليمات من الرئيس، سيما انهم لا يمتلكون القدرة على التخطيط المستقبلي او حتى استنباط آليات لتنفيذ البرامج الموضوعة سلفا. ترى، هل هذا نتيجة تزويجهم بهذه المقاعد من قبيل الخطأ أم كان نوعا من المجاملة. فاذا كان من باب الخطأ فإلى متى سنظل لم نستوثق من نجاعة أدوات و معايير الاختيار، اما اذا كان من باب المجاملة فلماذا لم نجمل ادواتها بالكفاءة و الفاعلية.

بالله عليكم، هل يصح في وقت يصارع فيه رئيس الدولة الزمن و يعمل ليل نهار من اجل العبور بهذا البلد الى بر الامان ان نرى الكثيرون في دولاب الدولة الإداري غير ملائمين للمواضع القيادية التي يشغلونها، بل مهاراتهم الوحيدة هي القفز فوق النجاحات الفردية لمرؤوسيهم امام الكاميرات والاعلام و الميل الى تكوين الشللية الإدارية و النزاع على الاختصاصات و المجاملات في التقييم و الاستثناءات في تطبيق الأنظمة دون تعضيد للعمل المؤسسي، مما قد يتسبب حتما في تأخير معدلات النمو المأمولة في المجالات التنموية المختلفة بالدولة.

أليس من الافضل ان تتقدم كل مؤسسة بخطتها و أهدافها الاستراتيجية التي تتكامل مع مثيلاتها للمؤسسات الاخرى لتحقيق الرؤية الوطنية و غايات الدولة و اهدافها الاستراتيجية و يكون التقييم المستمر للأداء الموثق باستخدام بطاقات الاداء المتوازن هو الاداة الصادقة لمعرفة درجة الكفاءة و الفاعلية و إعمال الفرز الجيد لإظهار الفرق بين الغث من الثمين و ابعاد تنابلة السلطان من على راس هذه المؤسسات. و في وقت تتطلع فيه القيادة المصرية الى ترسيخ مفاهيم الابداع و الابتكار و التميز الإداري في مؤسسات الدولة المختلفة، الم يكن من الانصاف من الانصاف استبدال هؤلاء بأخرين ممن يشهد لهم بالكفاءة و الفاعلية و القدرة على قيادة الابداع و الخطط الابتكارية في مؤسسات الدولة ، ذلك لأنه ليس من الناجع ان يتبوأ هؤلاء سدة القيادة و التي يجب ان تكون بمثابة العقل المفكر و القلب الناضج للمؤسسات لتحقيق ما تصبوا الية من احراز التميز و التنافسية.

حمى الله مصر و شعبها