الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
تغريدة وبوست

استاذة طب الاعصاب بجامعة حلب: بنت الزبال كان اسمى.. بقوة ارادتها تحدت المجتمع.. اختها طبيبة صيدلة.. واخواها مهندسين والثالث طبيب اسنان

السبت 30/يناير/2021 - 09:17 م
السبورة

ينشر موقع السبورة قصة من طرائف وعجائب، كيف لابنة الزبال واخواتها ان يغيروا نظرة المجتمع لهم.. وضحكات زميلاتها عليها عندما سألتها معلمتها ماذا تريد ان تكونى فى المستقبل، فكان رد احدى زمليتها على المعلمة هتلم الزبالة مثل والدها.. ومن وقتها صممت على مواصلة التفوق وهى واخواتها فى الدراسة لتلقن المجمتع درسا فى عدم الحكم على اولاد اى مهنة شريفة والتحقير من هذه المهنة..


تقول أستاذة طب الأعصاب بجامعة حلب د. رولا الأبيض:
‏"بنت الزبال"؛ هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا وفي كل مكان. نسوا اسمي وأصبحوا يطلقون علي "بنت الزبال"!
‏أبي كان عامل في البلدية وكان بيتنا بسيط. لم نكن ناكل زبالة متل ما كان يعتقدون. كنا عائلة مثل اي عائلة، نطبخ ونسهر  ونضحك معا
‏3 صبيان و 2 بنات وانا أكبرهم.


‏لم ينتبهوا لشطارتي وتفوقي في المدرسة؛ فقط لأني "بنت الزبال". في الفصل، القليل منهم من كان يكلمني والأغلبية كانوا يخجلوا يجلسون معي، أو يمكن كانوا يقرفون مني معتقدين أننا لا نتحمم و"ريحتي زبالة"!


‏ولما سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري، جاوبتها طالبة "حلمها تلم الزبالة" وضحكوا كلهم علي ولكني بكيت بحرقة.
‏ضمتني معلمتي لصدرها وهمست بأذني لا تزعلي


‏و لا تخجلي من عمل والدك ، فوالدي كان يعمل حارس عمارة
‏و يشطف الدرج و يلم الثياب القديمة ونلبسها ونفرح فيها كمان . كوني قوية!
‏نعم، سوف أكون قوية؛ هكذا قررت. لن أضعف ولن أدع أحد يضحك علي!
‏اعلمت اخواتي أن يكونو أقوى مني، علمتهم انه يجب أن لا نضعف ولا نسمح للزمن أن يكسرنا.


‏مرت سنين طويلة ونجحت بالبكالوريا و تفوقت ودخلت كلية الطب. تغير الوضع وأصبح الجميع ينادون: جاءت الدكتورة و ذهبت الدكتورة .
شعرت أني أطير، فرحت بنفسي وكأني كسرت كل شي كان قاهرني .جميع من ضحك علي، احتاجوني والله يعلم اني لم أقصر بحق حدا منهم.
‏كبرت و كبرو اخواتي. تغيرت الأحوال و أبي لم يعد في حاجة الي العمل: غيرنا بيتنا الي بيت أكبر ونحن يد واحدة.


‏اخواتي الشباب اثنين منهم مهندسين والثالث يدرس طب أسنان  واختي بكلية الصيدلة . تزوجت و أصبحت أم لولدين و اخواتي  منهم خاطب ومنهم متزوج .الله يوفقهم ويسعدهم، ولكن مستحيل أن ننسى انه بيوم من الأيام كان اسمنا "ولاد الزبال"!


كانت هذه الكلمة تذبح والدي أكثر منا ولكننا لم ننسى فضله علينا وبعمرنا خجلنا من عمله؛ المهم ربانا عاللقمة الحلال.
‏علموا أولادكم أن يكونو حناين ولا يقسى قلوبهم إذا الزمن قاس!


‏صدق على بن أبى طالب رضي الله عنه عندما قال:
‏"ليس الجمال بأثواب تزينا، إنما الجمال جمال العلم والأدب".
اذا اتممت القراءة علق بذكر الله او صلاة على رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام .