الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

هل يتشرف العقلاء بإمامٍ خائن للأمانة و مستخف بأرواح المسلمين ؟

الخميس 27/أبريل/2017 - 08:38 م

من افضل النعم التي وهبتها السماء لسائر بني البشر أن بعثت إليهم رسولاً هو رحمة لهم ، نعمة يا لها من نعمة لا تقدر بثمن فكان نبينا محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) مدرسة اعطت كل شيء و رسمت منهاجاً مستقيماً في بناء الحياة الكريمة فحاز رضا السماء و نال محبة و احترام المسلمين فضلاً عن غير المسلمين ، فكل مَنْ يدرس السيرة العطرة لهذه الرحمة العظيمة فحتماً سيرى قيم و معاني الانسانية النبيلة متجسدة فيها قولاً و فعلا ، فأينما وضع يده على محور من محاور الاخلاق الحميدة و الخصال الحسنة فإنه سيرى أن محمداً هو المثل الاعلى فيها وفي غيرها ولهذا قالت عنه السماء ( و إنك لعلى خلقٍ عظيم ) فكان بامتياز القدوة الحسنة لكل ملك و سلطان و سياسي وصلت به الاقدار و الصدف إلى كرسي العرش و الرئاسة لكننا نرى العجب العجاب عندما نسلط الضوء على خلفاء و ملوك و سلاطين و امراء ادعوا الاسلام و كانت حقب ملكهم فلتة من فلتات الزمان لانهم لم يكونوا القدوة التي يُحتذى بها بل كانوا وبالاً على الامة فعاثوا فيها الفساد و اشاعوا مختلف مظاهر الافساد فخذ مثلاً الامويين و العباسين الذي ملكوا بلدان المسلمين شرقاً و غرباً فقسموا البلدان و نكلوا بهم تنكيلاً و انتهكوا الحقوق و المقدسات و الاعراض رغم أنهم الخلفاء و اولياء الامور لكنهم لم يرعوا لله تعالى حرمة وعلى هذا المنوال سار الخليفة المستعصم بالله ، فجيوش التتار احاطوا بقصر الخلافة و الخليفة يلاعب الجواري! و المصيبة الكبرى ما ينقله ابن كثير في البداية و النهاية (ج13) ما نصه : ( ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة وأحاطتْ التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنِّبال مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى أُصِيبَتْ جَارِيَةٌ كَانَتْ تَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ وَتُضْحِكُهُ جَاءَهَا سَهْمٌ  مِنْ بَعْضِ الشَّبَابِيكِ فَقَتَلَهَا فَانْزَعَجَ الْخَلِيفَةُ مِنْ ذَلِكَ وَفَزِعَ فَزَعًا شَدِيدًا ) الخليفة انتفض منزعجاً لموت جارية له كانت تلاعبه و ترقص بين يديه و التتار على باب قصره و الدواعش يقدسونه و يجعلونه خلفيةً لرسولنا الكريم (صلى الله عليه و آله و سلم ) فأين المستعصم من رسول الله محمد ؟ هل الاخلاق واحدة ؟ هل المنهج واحد ؟ فالعقل و كل المنصفين لا يتشرفون بهكذا خليفة خائن للأمانة و منتهك لتعاليم السماء  و حقوق و اموال المسلمين و يقولون عنه الدواعش خليفة رسول الله ؟ فمَنْ اولى و أحق بأن يكون خليفة رسول الله أهم الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم ) ام المستعصم العباسي ؟ و هل الزهد و التقوى و الايمان تكمن في الرقص و الغناء و ملاعبة الجواري و ليالي الانس الحمراء ؟ هل هذه المفاسد و المحرمات من اخلاق محمد و خلفائه الراشدين ؟ فهل يرضى او يتشرف ابو حنيفة و ابن حنبل و مالك و الشافعي ( رضي الله عنهم ) بقبائح و منكرات هذا الخليفة ؟ وقد علق رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته (36) من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري بتاريخ 22/4/2017 قائلاً : (( كما يحصل الآن من جرائم ، أحاطت جيوش التتار بقصر الخلافة ، ولم ينزعج الخليفة ، لكنه انزعج بإصابة الراقصة بسهم فقتلت على أثرها ، أقول: مثلما يحصل الآن ، سبيت الجوامع والمساجد والحسينيات و التكيات ومراكز العبادة ومواقعها في كل مكان ، جريمة من داعش ومن التكفير وأئمة المارقة )) .