الجمعة 05 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الأزهر

قناة الناس تكشف أسرار أول خطبة جمعة للدكتور أحمد عمر هاشم في سن الحادية عشرة

الإثنين 15/أبريل/2019 - 10:40 ص
الدكتور أحمد عمر
الدكتور أحمد عمر هاشم

في لفتة إنسانية مؤثرة، أذاعت قناة الناس الفضائية مقطعًا حصريًا نادرًا للدكتور الراحل أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الذي وافته المنية اليوم، ظهر خلاله متحدثًا عن واحدة من أبرز المحطات المبكرة في مسيرته الدعوية، حين ألقى أول خطبة جمعة في حياته وهو لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره. المشهد الذي جمع بين البراءة والبلاغة في آن واحد، كشف عن ملامح النبوغ المبكر لعالم جليل سيصبح فيما بعد أحد أبرز رموز الخطابة والدعوة في العالم الإسلامي.

الدكتور أحمد عمر هاشم يتحدث عن اللحظة التي غيّرت مسار حياته

في الفيديو الذي عرضته القناة، تحدث الدكتور أحمد عمر هاشم بصوته الهادئ المعتاد عن تلك اللحظة التي غيّرت مسار حياته، قائلاً إن أول خطبة جمعة له كانت بتكليف مباشر من شيخه العارف بالله الشيخ محمود أبو هاشم، الذي كان يرى فيه ملامح الداعية والعالم منذ الصغر. 

وأضاف أنه كان تلميذًا صغيرًا يجلس إلى جوار الشيخ ليتعلم أصول الخطابة والفقه والحديث، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه شيخه أن يدفعه إلى المنبر، في اختبار مبكر لصوته الدعوي وإيمانه برسالة الخطبة.

ويروي الدكتور أحمد عمر هاشم تفاصيل القصة قائلاً إن أحد أهالي قرية مجاورة جاء يدعو الشيخ محمود أبو هاشم لإلقاء خطبة الجمعة لديهم، لكن الشيخ فاجأ الجميع بقوله: "سأنُيب عني تلميذي هذا"، مشيرًا إلى أحمد عمر هاشم الصغير الذي لم يصدق في البداية أن المهمة قد أوكلت إليه. 

ومع ذلك قبل التحدي، وذهب إلى القرية المجاورة ليقف على المنبر للمرة الأولى في حياته، خطيبًا لا يقرأ من ورقة ولا يعتمد على تحضير مسبق، بل يخطب ارتجالًا بما حفظه من القرآن الكريم وما تعلمه من معاني الوعظ والإرشاد.

ويتابع الراحل الكبير أنه كان يشعر بالخوف والرهبة من الموقف، لكنه استعان بالله وأخذ أحد زملائه معه ليكون عونًا له في حال نسي آية أو ركنًا من أركان الخطبة. 

وبالرغم من حداثة سنه، خرجت كلماته صادقة ومؤثرة، فكان وقعها كبيرًا على المصلين الذين استمعوا إليه بانتباه، وأثنوا على خطبته ثناءً عظيمًا، حتى إنهم طلبوا منه أن يعيدها مرة أخرى في الأسابيع التالية. تلك اللحظة، كما وصفها، كانت نقطة التحول التي جعلته يواصل طريق الدعوة دون انقطاع طوال حياته، معتبرًا أن المنبر هو الموقف الأقرب إلى مقام النبي محمد ﷺ.

وختم الدكتور أحمد عمر هاشم حديثه في المقطع بدعاء مؤثر، قائلاً إن خطبة الجمعة كانت وما زالت بالنسبة له عبادة ورسالة مقدسة، وليست مجرد واجب ديني، مؤكدًا أنه لم ينقطع عن اعتلاء المنبر منذ تلك اللحظة الأولى وحتى آخر أيامه. 

ودعا في نهاية حديثه قائلاً: "اللهم انفعنا وشفعنا واقبلنا يا أرحم الراحمين"، لتكون كلماته الأخيرة في المقطع انعكاسًا لرحلة عمر قضاها في خدمة الدين والعلم ونشر الوسطية الإسلامية.

ويُعد الدكتور أحمد عمر هاشم واحدًا من أبرز علماء الأزهر الشريف في العصر الحديث، وله تاريخ طويل في الدعوة والتعليم، حيث شغل مناصب قيادية عدة داخل المؤسسة الأزهرية، وشارك في نشر الفكر الوسطي المعتدل في مصر والعالم الإسلامي. 

وقد عرف عنه إخلاصه في الخطابة وحكمته في الدعوة، حتى أصبح صوته رمزًا للمنبر الأزهري ووجهًا مضيئًا للعلم الشرعي والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.