الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار مدارس

رسالة غريبة من طالب بـ مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا.. وجعت الشعب المصرى

السبت 13/يناير/2024 - 02:54 م
مدرسة المتفوقين للعلوم
مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا

ما بين مشاعر متضاربة، وأفكار ليلية بـ مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، مصحوبة بالكثير من ذكريات عام واثنين وثلاثة.. أتذكر أول ليلة تركت فيها منزلنا ودخلت هذا المكان لأول وهلة، عندها شعرت بوحدة شديدة.. أول يوم بدون دفء امي ونصائح أبي.. أشعر بالفضول لمعرفة ما ينتظرني في حياتي الجديدة التي اخترتها بنفسي.. هل كان القرار الصائب أم اخطأت !!!، شعرت بإنعزال تام وبرغبة جامحة أن يعود والدي ليأخذني وأعود معه لمنزلنا !

 

 

عائلتى الجديدة بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا أفضل مما توقعت

 

مرت الأيام الأولي ثقيلة بـ مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، طرقات المشرف علي باب غرفتي وصوته وهو يسعي جاهدًا أن يجعلنا نستيقط، طابور الإفطار الطويل ! إحساسي وأنا أمر علي الغرف التي تجاور غرفتي لأتعرف علي عائلتي الجديدة، لأجد بها عائلة أفضل مما توقعت، فهذا هو زميلي الذي اختلفت معه في الكابستون، وذلك الزميل الذي اصطدمت به في طابور الطعام، أما هذا فقد تشاجرنا لإثبت له أني أفكر أفضل منه وأنا العبقري الوحيد في تلك المدرسة، لقد اصبحنا فيما بعد أعز أصدقاء، وعلمت أننا نفس العقلية والأفكار، اتذكر الآن أول أسبوعين في السمر كامب، وظني أنني سأكون طوال دراستي سعيدًا، كما كنت بهما.

 

 

الحصول على المركز الثانى فى أول مسابقة 

 

أتذكر أول مشروع لي، ذلك التيم الذي لم أكن أرغب في العمل معه، وغضبي عند سخرية زميلي من فكرتي، ثم سخريتي من فكرته لنشارك سوا في أول مسابقة عندما دمجنا الفكرتين لنحصل علي مركز ثاني !! وصورتنا سويا ونحن نشعر بالانجاز والسعادة!

 

 

ما كل هذا الضغط الذي نعيش فيه ؟!.. سهر ليلا..  برزينتيشن يوميا.. مناهج طويلة لا حد لها.. مراجع ثقيلة، مواقع إلكترونية غير محدودة..  شرح زميلي الذي في بدايته لم يحسن التحدث ويرتبك أمامنا ثم أصبح أكثر الزملاء قدرة علي الشرح عندما تحدي خجله ولعثمته !! وهناك من بعيد مدرس يقف وسط الفصل ليتابع ويوجه !!

 

 

ذكريات امتحان الجورنال.. واشتياقى لأكل أمي

 

في وسط امتحان الجورنال أسرح لحظة.. اشتاق لأكل أمي !.. لقالب شيكولاته يحضره أبي مجانا !! سؤال كونيكشن صعب ! لا أفهمه حتي اتمكن من الإجابة ولكن نتيجته ازرق Blue !! وهذا سؤال في منتهي البساطة اكيد سأحصل علي بلو لأجد جرين تذكرني بلعبة المزرعة السعيدة ❗..سهرات المُذاكرة، المناقشات الحادة بيننا عندما اشرح وزميلي يقاطعني !!

 

طلاب الدفعات الأكبر ينقلون خبرتهم

 

زيارات المدرسة من طلاب الدفعات الأكبر وهم ينقلون لنا خبرتهم وكيف نصل لاحلامنا مثلهم !!... المسافة تبتعد بيني وبين زملاء الإعدادية الذين تركتهم في محافظتي ! مسافة فكرية.. اهتمامات تختلف ومدارك تتوسع.. فرحتي الشديدة حينما أقابل زميل من مدرسة متفوقين أخري في إيڤينت أو بروجرام، حتي إذا كان أول لقاء بيننا، بمجرد معرفتي بأنه " ستيمر" فقد أصبح صديقي منذ زمن، مروره بكل ما مررت به جعله قريب من نفسي منذ اللحظة الأولى.

 

 

أول إمتحان في الميدتيرم

 

أول إمتحان لي في الميد تيرم وخروجي مبتسم من شدة الارتباك ورد فعلي عندنا وجدت أن جميع أصدقائي علي وجوههم تلك الابتسامة العجيبة، لتتعالي ضحكات الصدمة والبحث من جديد عن طريقة جديدة للمذاكرة والبحث ليصل كل واحد منا لاكتشاف الطريقة المثلي التي تناسبه والتي تختلف بالتأكيد من شخص لآخر.

 

كتابة أول بورتفوليو

 

كتابة أول بورتفوليو وزميلي في الصف الثالث ( الكاب اسيستانت)  بيهاي ليت high light علي نص البرتفوليو للمرة ربما الخامسة أو السادسة وليلة التسليم وبيقولي عدل (( العك )) ده !!!.. اليوم أنا من أعدل ال"عك " في بورتفوليو سنيورز ٢٦ !!!.. time flies

 

التحضير لامتحان البراكتيكال


وسط التحضير لـ امتحان البراكتيكال! صوت زميلي وهو بيقول" هنرفع البوستر امتي احنا متأخرييييين !!! تسليمه بعد بُكرة يا جدعان وأنا لسه ورايا كتابة اجزاء كتير فيه !!

 

 

تجربة البروتوتايب الجديد وكسره فجأة في التيست بلان الأخير

 

قبل الاكزيبشن بيومين واحنا متجمعين في أوضة واحدة عشان نجرب "البروتوتايب" الجديد بتاعنا بعد ما اتكسر فجأة في التيست بلان الأخير !!.. ايه ده فلان أهله جابوا له أكل بيتي يا شباب.. ايه ده فيه كيكة بالشوكولاته وكله يسيب اللي في ايده عشان نلحق معلقة أو قطمة كيك من أيد والدة أي حد فينا بتفكرني بوالدتي.

 

أول برزينيشن في الكابستون وانا ناسي حروف الانجلش كلها من رهبة الكلام قصاد دكاترة الجامعة، وفرحتي لما كنت بجاوب علي اسأله المقيمين وابدأ افتكر الكلام اللي كنت فاكر من خوفي اني نسيته، وفرحتي وانا بتصور مع دفعتي في نهاية كل كابستون.. أخيرًا المشروع خلص !! وراجع شايل البرتوتايب وكأنه ابني الصغير !

 

لحظات مرضي وصاحبي بيعمل لي كمادات عشان السخونه تنزل، وانا بلعب كورة وصاحبي بيقع من خبطة جامدة فبشيله علي كتفي عشان مش قادر يمشي، عن خوفنا علي بعض.. وعن الإجازات المرضية اللي بنلف علي التأمين واحنا تعبانين أو رجلنا مكسورة عشان نطلعها !!! حتي اجازات مستشفيات الحكومية المختومة بختم النسر مش بتشفع لنا وقت الغياب !! وبجد نفسي الكلام ده يتغير !

 

عن فرحتي لزميلي اللي اتقبل في جامعة كان نفسه فيها !!! وعن مواساتي لزميلي اللي اترفض.. واحساسي وانا مستني القبول أو الرفض بتاعي خلال الكام يوم الجايين !!! إدعوا لي

 

حُزنك الشديد لصديقك الذي دفع الغرامة وانتقل للتعليم العام للخوف علي حلمه من ظلم النسبة المرنة!!!، وخوفي من أن يلحق به بقية زملائي، وتفكيري أنا شخصيًا.. إن نفسي ألحق حلمي ذيه بس وأنا في مدرستي.

 

ربما بعد سنوات سأكتب من جديد ذكريات تلك الأعوام الثلاثة والتي لن يفهمها إلا من عاشها.. لا أعلم هل سأكون حققت حلمي أم سيغلبني الحزن، لإنني مرغم أن أكمل دراستي في مجال لا أفضله !!  ولكني وعلي الرغم من كل تلك الصعوبات سعدت بأن أكون أحد المصابين بمتلازمة ستيم.. وسأشتاق لها دومًا.