كن جميلًا ترَ الوجود جميلًا .. خطبة الجمعة اليوم رسالة روحية لتعزيز الأخلاق
خطبة الجمعة.. حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم الموافق 21 نوفمبر 2025، بعنوان “كن جميلًا ترَ الوجود جميلًا”، في إطار خطة الوزارة لنشر قيم التسامح وتصحيح المفاهيم الأخلاقية والسلوكية داخل المجتمع.
خطبة الجمعة
وتهدف خطبة الجمعة إلى التأكيد على أهمية تهذيب النفس، وتحسين الطباع، وإرساء مبادئ الذوق الرفيع في التعامل مع الآخرين، مع التركيز على احترام الاختلاف باعتباره أساسًا للاستقرار الاجتماعي وركيزة للتعايش بين الناس.
وتأتي خطبة الجمعة ضمن سلسلة موضوعات حملة “صحح مفاهيمك” التي أطلقتها وزارة الأوقاف، حيث تتناول الخطبة الثانية لهذا الأسبوع موضوع “حرمة التعدي على الجار” تأكيدًا على مكانة الجوار في الدين وأثره في بناء مجتمع متماسك.
وتوضح خطبة الجمعة في جزئها الأول أن مفهوم الجمال في الإسلام لا يقتصر على المظهر الخارجي أو الزينة الظاهرة، بل يمتد ليشمل جمال الروح ونقاء السلوك وحسن المعاملة. فالجمال الحقيقي، كما جاء في الخطبة، يكمن في رحابة الصدر، ولين الجانب، وحسن الظن بالناس، والابتعاد عن تتبع الأخطاء والعثرات.
وتطرح الخطبة تساؤلات تأملية تفتح أمام المصليين باب التفكير في كيفية تهذيب النفس ورفع مستوى التعامل الإنساني، مؤكدة أن الجمال الأخلاقي يزداد بزيادة الصبر وضبط الانفعال والقدرة على الصفح، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “وإنك لعلى خلق عظيم”.
وترسخ الخطبة قيم التواصل الإيجابي بين الناس، حيث تدعو إلى بناء جسور المودة والرحمة وتجنب التباعد والتخاصم، وتوضح أن الجمال يبدأ من طريقة التعامل مع الجار والزميل وكل من يختلف معنا في الرأي أو الفكر.
وتشدد على أن الاختلاف سنة كونية، وأن تحويله إلى خلاف أو خصام ينتج عن غياب الرفق وعدم إدراك أهمية الكلمة الطيبة. وتؤكد الخطبة أن التعاون، والمبادرة بالخير، وتقديم العون للآخرين هي مفاتيح أساسية لرؤية الوجود بصورة أكثر جمالًا وتوازنًا.
أما في الخطبة الثانية، فتتوقف وزارة الأوقاف عند موضوع في غاية الأهمية وهو “حرمة التعدي على الجار”، حيث تؤكد أن علاقة الجوار ليست علاقة اجتماعية عابرة، وإنما رابطة مقدسة تعبّر عن مدى صدق الإيمان واستقامة السلوك.
وتوضح الخطبة أن الجوار الصالح يحقق السكينة، ويزيد الترابط، ويجعل المجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا، وأن احترام الجار وكف الأذى عنه من المبادئ الأساسية التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها قوله: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.
وتحذر الخطبة من صور إيذاء الجيران سواء بإزعاجهم أو التعدي على خصوصياتهم أو كشف سترهم أو التشهير بهم، داعية إلى نشر ثقافة الاحترام المتبادل وغرس هذه القيم في نفوس الأبناء منذ الصغر.
وتشجع الخطبة على تفقد الجيران والسؤال عنهم، ومشاركتهم في مناسباتهم، ومساعدتهم عند الحاجة، لأنه كما ورد في الحديث النبوي الشريف: “سل جيرانك، فإن قالوا: إنك محسن فأنت محسن”.
وفي ختام الخطبة تؤكد وزارة الأوقاف أن الالتزام بقيم الجمال والأخلاق وحسن الجوار يمثل أساسًا لبناء مجتمع متكامل تسوده المودة والرحمة. كما تدعو المصلين إلى استحضار هذه القيم في حياتهم اليومية، وتطبيقها على أرض الواقع، حتى ينعكس أثرها على سلوكهم وأسرهم ومجتمعهم، داعية الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء.
