بين الإهمال والقمامة والتخلي.. لماذا تتزايد أعداد الكلاب الضالة في مصر؟

انتشرت  الكلاب الضالة في الفترة الأخيرة بشكل كبير محققة أضرار تخطت كونها مجرد حيوانات متجولة، وهو ما أثارالخوف  داخل البيوت المصرية، بعد ازدياد الأصابات والشكاوي على نطاق واسع، مما أدى لتطرق الجهات المعنية للقيام بدراسات بحثية عن سبب انتشارها.

أسباب انتشار الكلاب الضالة

بحسب آخر الإحصاءات، تراوح عدد الكلاب الضالة في مصر بين 15 و40 مليون كلب، وفي هذا السياق، أكد الدكتور بخيت عبد الناصر، طبيب بيطري بسوهاج، أن تراكم القمامة داخل المجمعات السكنية يُعد من أبرز العوامل التي تغذي انتشار الكلاب الضالة، إذ إن الكلاب التي تعتمد على القمامة كمصدر غذاء تتحول بطبيعتها إلى كلاب شاردة.

أسباب عقر الكلاب لأصحابها

وأضاف عبد الناصر أن من أكثر الأسباب شيوعًا لعقر الكلاب لأصحابها هو تعرض الكلب المنزلي لعضة من كلب ضال مصاب، مشيرًا إلى أنه عندما يُترك هذا الكلب دون علاج أو تطعيم بعد العضة، تنتقل العدوى داخله تدريجيًا إلى أن تتطور حالته بشكل كامل وتظهر عليه السلوكيات العدوانية، مما يزيد احتمالية مهاجمته لأصحابه أو المحيطين به.

انخفاض في معدلات الإصابات

وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت انخفاضًا في معدلات الإصابات، بفضل الحملات البيطرية والتوعوية التي تنفذها الجهات المعنية، إضافة إلى ارتفاع وعي المواطنين ومربي الحيوانات بخطورة التعامل غير الآمن مع الكلاب الضالة، مما ساعد في تقليل الحوادث بشكل واضح.

شكاوي السكان من الكلاب الضالة

ووفقًا للتطورات الأخيرة قالت سلوى عامر، إحدى سكان منطقة فيصل أنها  تشعر بالقلق كلما خرج أطفالها من المنزل، قائلة: "بصراحة بقيت أخاف أسيب أولادي ينزلوا لوحدهم.. الكلاب في كل الشوارع".

ومن جانبها، أوضحت أمينة منصور، جارة سلوى وأم لثلاثة أطفال، أن الوضع أصبح غير محتمل، مضيفة: "إحنا بقينا نمشي وإحنا ماسكين حجر.. مش عشان نأذيهم، بس عشان نحمي نفسنا لو قربوا مننا"، مشيرة أن تزايد شكاوى الأهالي يعكس حجم الأزمة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى منظومة فعالة لنظافة الشوارع.

وفي المنطقة ذاتها، أعرب محمد عبد العظيم عن قلقه على أطفاله بسبب انتشار الكلاب الضالة بالقرب من المدارس، وقال: "أكتر حاجة مرعبة إن العيال الصغيرين بيروحوا المدرسة الصبح بدري.. والكلاب ساعات بتكون واقفة قدام البوابة، وإحنا بنبقى واقفين قلقانين عليهم".

كما أوضح يوسف إبراهيم أن عددًا من أطفال المنطقة تعرضوا لمطاردات مفاجئة من الكلاب، ما تسبب لهم في حالة من الذعر، مضيفًا: "ابني الصغير مبقاش عايز ينزل يلعب تحت البيت.. بقى يخاف من أي كلب يشوفه، حتى لو بعيد عنه".

وقال الطفل آدم محمود: "أنا بقيت بمشي بسرعة عشان الكلاب متشوفنيش، ومرة كلب جري ورايا.. ومن يومها وأنا بخاف أنزل لوحدي".

مواجهة الحكومة للكلاب الضالة

ولمواجهة الأزمة، أصدرت الحكومة قانونًا ينظم حيازة الكلاب، يشمل إلزام المالكين بتطعيمها ضد السعار وتحديد أنواع السلالات المسموح بتربيتها، إلى جانب تشديد العقوبات على من يُطلق كلبًا قد يعرّض المواطنين للخطر. 

وفي بعض المناطق، جرى تجميع الكلاب عالية الخطورة ونقلها إلى ملاجئ أو مناطق بعيدة عن الكتل السكنية لحين استكمال إجراءات التطعيم.

حملات توعوية لتحذير المواطنين

كما نظمت الدولة حملات توعية في المدارس والمناطق السكنية لتحذير المواطنين من خطورة التعامل الخاطئ مع الكلاب الضالة، ووجّهت إرشادات منها تجنب إطعام هذه الكلاب لتقليل جذبها إلى الأحياء السكنية، وإبلاغ الجهات المختصة بوجود أي كلب ضال، فضلًا عن وضع خطط مستدامة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات البيطرية.

تهديدات ومخاطر الكلاب الضالة على الإنسان

ويترتب على مشكلة الكلاب الضالة مخاطر صحية عديدة، أبرزها السعار الذي قد يهدد حياة المصابين، إلى جانب نقل الطفيليات والالتهابات الجلدية وغيرها من الأمراض التي تؤثر بشدة على الأطفال وذوي المناعة الضعيفة، فضلًا عن الأثر النفسي الذي تتركه هذه الحوادث.

تهديدات ومخاطر الكلاب الضالة على البيئة

ولا يقتصر الضرر على الإنسان فحسب، بل يمتد ليشمل البيئة؛ حيث تهدد الكلاب الضالة التنوع البيولوجي من خلال افتراس الحيوانات الصغيرة والطيور وإتلاف النباتات، كما تسبب خسائر اقتصادية نتيجة الهجوم على الماشية والأراضي الزراعية، إضافة إلى تلويث مصادر المياه بفضلاتها، مما يؤدي إلى تدهور البيئة الحضرية.

طرق مواجهة الولايات المتحدة لمشكلة الكلاب الضالة

وعلى الصعيد الدولي، تتبنى الولايات المتحدة أساليب متنوعة للتعامل مع الكلاب الضالة، منها نقلها إلى الملاجئ لحين تبنّيها، أو اللجوء إلى القتل الرحيم للكلاب التي لا تجد من يتبناها في ظل امتلاء الملاجئ. 

كما توجد جهات تتولى إعادة الكلاب الضائعة لأصحابها مجانًا، إلى جانب حملات التطعيم التي تسهم في الحد من المخاطر.