الثلاثاء 30 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار التعليم

مطالبات بتنفيذ القرار بعد مرور 3 سنوات على صدوره

حملة الماجستير والدكتوراه بين قرار صدر وتنفيذ غاب.. دموع العلم المؤجل

الإثنين 29/ديسمبر/2025 - 10:00 م
الدكتور مصطفى مدبولى
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزارء

شهدت الأيام الماضية تزايدًا في مطالبات عدد كبير من الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه بسرعة تنفيذ القرار الجمهوري رقم 1974 لسنة 2021، الخاص بالاستفادة من الكفاءات العلمية داخل الجهاز الإداري للدولة، في ظل مرور أكثر من ثلاث سنوات على صدوره دون إعلان نتائج واضحة للتنفيذ

في مشهد إنساني مؤلم، تتواصل خلال الأيام الماضية رسائل استغاثة من مئات الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه، رسائل تختلط فيها مرارة الانتظار بأمل لم ينكسر، لشباب اختاروا طريق العلم، وأنفقوا فيه أعمارهم، قبل أن يجدوا أنفسهم خارج حسابات الواقع الوظيفي.

حملة الماجستير والدكتوراه ليسوا أرقامًا في كشوف، ولا عبئًا على الدولة، بل ثروة بشرية حقيقية تمتلك من المعرفة والخبرة ما يؤهلها للمساهمة الفاعلة في بناء الوطن. سنوات من البحث والدراسة والتخصص، انتهت بواقع صادم، حيث يعمل كثيرون منهم في وظائف لا تمت لتخصصاتهم بصلة، ليس تقليلًا من قيمة أي عمل شريف، وإنما لأن إهدار العلم إهدار لطاقة وطنية نادرة

وظائف 

تنشر السبورة وظائف جامعية من المعيد الى الاستاذ بمختلف الجامعات المصرية والعربية والافريقية والعالمية للاطلاع عليها أضغط هنا 

جذور الأزمة 

وتعود جذور الأزمة إلى صدور القرار الجمهوري رقم 1974 لسنة 2021، الخاص بالاستفادة من الحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه داخل الجهاز الإداري للدولة، وهو القرار الذي أعاد الأمل لآلاف الشباب، باعتباره خطوة جادة نحو تمكين الكفاءات العلمية وترجمة قيمة العلم إلى سياسات تشغيل عادلة

قرار حملة الماجستير والدكتوراه فى مصر 

 

وتنفيذًا للقرار الجمهوري، أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارًا بتشكيل لجنة وزارية عليا لدراسة آليات الاستفادة من هذه الكفاءات، إلا أنه، وحتى الآن، لم تُعلن أي نتائج رسمية عن أعمال اللجنة، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات، وهو ما خلق حالة واسعة من الإحباط والقلق بين المنتظرين، في ظل غياب جدول زمني واضح أو بيانات رسمية تشرح ما تم إنجازه

قرار حملة الماجستير والدكتوراه فى مصر 

الأكثر إيلامًا أن كثيرًا من هؤلاء الشباب كبروا بلا واسطة، واجتهدوا بلا محسوبية، وما زالوا، رغم قسوة الواقع، يؤمنون بأن الدولة لا تتخلى عن أبنائها، وأن العدالة قد تتأخر لكنها لا تغيب. فهم لا يطالبون بامتيازات استثنائية، ولا يبحثون عن مجاملات، بل ينادون فقط بتنفيذ قرار رسمي قائم، ومبادرة رئاسية انتظرها الآلاف باعتبارها فرصة حقيقية للإنصاف.

ويبقى للإعلام دور محوري في نقل هذه الأصوات الصامتة، والدفاع عن حق العلم في أن يتحول إلى عمل، فالأوطان لا تُبنى إلا بالعقول، ولا تُكرم المعرفة إلا حين تجد طريقها إلى مواقع التأثير وخدمة المجتمع

 تمكين الكفاءات العلمية

وأكد عدد من حملة الماجستير والدكتوراه أن القرار مثّل عند صدوره خطوة مهمة نحو تمكين الكفاءات العلمية والاستفادة من الخبرات البحثية المتخصصة في مختلف القطاعات، خاصة مع إعلان تشكيل لجنة وزارية عليا بقرار من رئيس مجلس الوزراء لدراسة آليات التنفيذ وتحديد مجالات الاستفادة من هذه الكوادر.

وأوضحوا أن غياب أي بيانات رسمية أو مؤشرات زمنية حول نتائج أعمال اللجنة، حتى الآن، تسبب في حالة من القلق والإحباط، لا سيما في ظل استمرار عمل كثير منهم في وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية أو مجالات تخصصهم.

وأشار عدد من المتضررين إلى أن سنوات طويلة من الدراسة والبحث العلمي لم تنعكس على أوضاعهم الوظيفية، رغم حاجة العديد من الجهات الحكومية إلى كوادر مؤهلة علميًا في مجالات التخطيط، والإدارة، والبحث، والتطوير، والتعليم، وغيرها من القطاعات الحيوية.

وشددوا على أن مطالبهم لا تتعلق بالحصول على مزايا خاصة أو استثناءات، وإنما تقتصر على تفعيل قرار رسمي قائم، وتنفيذ ما ورد به من إتاحة فرص حقيقية للاستفادة من حملة الماجستير والدكتوراه داخل مؤسسات الدولة، وفق معايير واضحة وعادلة.

وتأتي هذه المطالبات في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى ربط التعليم العالي بسوق العمل، وتعظيم الاستفادة من رأس المال البشري، باعتباره أحد أهم عناصر التنمية المستدامة.

ويرى متابعون أن حسم هذا الملف يتطلب إعلانًا رسميًا يوضح ما تم إنجازه، والخطوات المقبلة، وجدولًا زمنيًا محددًا للتنفيذ، بما يسهم في إنهاء حالة الجدل، ويعيد الثقة لدى آلاف الباحثين عن دور يتناسب مع مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم البحثية.