الأربعاء 17 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الجامعات

"الهوية الثقافية و الحضارية".. ندوة بألسن عين شمس

الإثنين 27/مارس/2017 - 10:43 م
السبورة

"حتمية التصدي بكل حزم و قوة لتشويه الأثار و وضع تماثيل في منتهى القبح لا تمت إلى حضارتنا بأى صله في بعض الميادين العامة ؛ مما أوجب على الدولة أن تتدخل على الفور و تجرم من يصنع تلك التشوهات في الأثار ؛ و من يصنع تلك التماثيل المشوهة لا يدرك حجم الكارثة التى يقوم بعملها ؛ حيث أن كل الأعمال التى تترك في الفراغات العامة ستكون ميراث للأجيال القادمة والتى ستشكل وجدانهم الثقافي و الحضاري في المستقبل" ... بتلك الكلمات افتتح المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري ندوة بعنوان "الهوية الثقافية و الحضارية" ضمن فعاليات الإسبوع الثقافي الذى أطلقته لجنة العلاقات الثقافية الخارجية بمجلس كلية الألسن بجامعة عين شمس تحت رعاية أ.د.منى فؤاد عميد الكلية ، أ.د.نهلة غريب وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا و البحوث بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ، وبحضور أ.عبد الجواد أبو كب رئيس تحرير بوابة روز اليوسف أ.د.عبد المعطي سالم وكيل الكلية لشئون التعليم و الطلاب ، أ.د.سلوى رشاد وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع و تنمية البيئة ، أ.د.عاطف بهجات رئيس لجنة العلاقات الثقافية و الخارجية بالكلية.
 بينما أكد أ.عبد الجواد أبو كب رئيس تحرير بوابة روز اليوسف على أن ألسن عين شمس في العامين الأخيرين بذلت جهدًا كبيرًا في تغيير المنتج وهو "الطالب" ، حيث لم تكتف الكلية بتدريس مناهج اللغة فقط، ولكنها أيضًا أرادت تخريج طالب يعي الثقافة قبل اللغة ، مضيفًا أن الألسن أيضًا تحتفظ برونقها الذي أنشأت من أجله وأنشأت عليه، على الرغم من وجود كليات و معاهد شبيهه لها .
 و تابع المهندس محمد أبو سعدة حديثه مؤكدًا على وجود مأساة في الحفاظ على التراث العربي بسبب الصراعات و الحروب السياسية ؛ فتوجد دول فقدت حضارتها مثل سوريا التى فقدت ذاكرتها التراثية ، كذلك اليمن و العراق التى اختفت هويتهما الثقافية بسبب ما تشهدانه من صراعات دامية .
 و أكد على أن مصر لم تفقد هويتها الثقافية و التراثية حتى يومنا هذا ؛ ولكنها وضعت نصب عينيها هدف إعادة بناء هويتها و الحفاظ على تراثها الثقافي ، مشيرًا إلى أن العادات و التقاليد و نوعية الملابس و الأفراح كلها تندرج تحت مصطلح الهوية المصرية ؛ موضحًا أن الدولة لديها أرشيف موثق عن حضارتنا و هويتنا الثقافية بحيث يحول بينها و بين تلاشي تراثنا التاريخي عبر مرور الزمان .
 و أضاف أن قضية الهوية الثقافية تمثل تراثًا لابد من وجود مباني تمثله مثل ما تركه لنا أبائنا و أجدادنا من مباني تتمثل في القاهرة الفاطمية و ثقافة العمران في هذا الوقت ، و أيضًا تجربة الخديوي إسماعيل في قلب القاهرة و ما تركه لنا من تراث معماري مميز نفتخر به ؛ حيث جعل من القاهرة أجمل عواصم العالم في أربعينيات القرن الماضي ؛ و تعتبر تلك المباني إرث حضاري و ثقافي يجب أن نسعي إلى المحافظة عليه ليصل إلى الأجيال القادمة ليستلهموا منه قوتهم الثقافية و الحضارية و يتبلور ذلك الزخم الحضاري في مخيلتهم لينتج إبداعًا جديدًا يتوافق مع عصرهم .
 و إستطرد قائلًا أن الدولة تسعى بكل جهودها فى الوقت الحالى لإعادة الجمال لمناطق القاهرة الفاطمية و الساحات الموجودة بها ؛ بهدف ترك ما ورثناه عن أبائنا و أجدادنا للأجيال القادمة بدون تشويه ليستكملوا مسيرتهم و هم مزودين بذاكرة حضارية و ثقافية نابعه عن فنون أجدادهم ؛ بما يؤصل مبدأ التواصل بين الأجيال فى مصر ، مشيرًا إلى أن عدم أرشفة أى معبد أو مكان أثرى يؤدي إلى فقدانه عاجلًا أو أجلًا ؛ لافتًا إلى أن الهوية يتم فقدها بالنزاع الذي يكون أبعد من التراث .
 و شدد على ان الدولة تتحمل مسئولية تغيير وعي المواطنين و رفع ثقافتهم لأن الثقافة عبارة عن معارف متراكمة و حياة متكاملة تضم عادات و سلوكيات و وعي بكافة مناحي الحياة ، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة التى تسهم فى رصد و معالجة أى مفاهيم دخيلة تشكل خطرًا على هوية و وجدان و ثقافة المواطن المصري .
 و تابع حديثه مؤكدًا على أن الدولة عندما وضعت إستراتيجية 2030 منحت الثقافة الأولوية الأولي في إنشاء المدن الجديدة و إعادة رسم الخريطة المرورية للبلاد كافة بالتعاون مع المهندسين المعماريين المتخصصين في الجوانب الجمالية بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري ، مشيرًا إلى أن إستراتيجية 2030 إرتكزت على تنمية وعي المواطن لتذوق الثقافه و المعارف العامة قبل إستقبالها في مخزونه الفكري ، كما شدد على ضرورة إنماء ثقافة الإختلاف بين المواطنين المصريين ؛ من خلال التعود علىالإختلاف و ليس الخلاف ؛ فلابد في النهاية الإتفاق بشكل عام لتكوين صورة واحدة لتراثنا الحضاري الذي هو ملك للإنسانية كلها و ليس فقط أبنائنا من الاجيال القادمة فقط.