الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

أستاذ "مستطاع" ومدرس المرسيدس

الخميس 20/يونيو/2019 - 06:02 م

نجح مدرس موكب سيارات المرسيدس فى صنع لقطة موسم امتحانات الثانوية العامة لهذا العام بمقطع فيديو قصير ..انحنى لذكاء الرجل الذى عرف من اين تؤكل الكتف وكيف يركب ترند الموسم بلقطة مختلفة بعد ان تم هرس مشاهد التزاحم على مقار الدروس الخصوصية اوفيديوهات مراجعات الاستاد او معلمى الاراجوز والبهلوان والتلقين على طريقة اغانى المهرجانات

من الواضح أن مدرس الفلسفة اياه اكثرهم ذكاء لإنه لم يسعى فقط الى الترويج لبضاعته اوالشهرة اومزيد من الربح من وراء الفيديو الذى تم نشره بمعرفته ..بل تعمد صفع المجتمع ووزارة التعليم وكل الفتايين من خبراء التعليم والتطوير من خلال سلسلة رسائل حملها الفيديو .

مدرس الفلسفة واحد من آلاف المعلمين الذين استقالوا من وظائفهم كمدرسين نظاميين سواء فى المدارس الحكومية اوالخاصة بسبب ضعف المرتبات ونظم وقواعد التعليم الغبية ، اوهؤلاء الذين فشلوا فى التعيين أساسا فطرقوا باب العمل الحر وسناتر الدروس الخصوصية مستغلين منظومة الفشل التى تسمى مجازا التعليم المصرى.

مشاهد فيلم البيضة والحجر التى رصدت قصة مدرس الفلسفة الذى جسد شخصيته احمد زكى من غرفة السطوح إلى قصور الكبار تبادرت إلى ذهنى فورا وانا اتابع موكب سيارات مدرس الثانوى المتجه لقاعة افراح لتلقين الآلاف من طلاب الثانوية طريقة الإجابة على أسئلة امتحان الثانوية العامة بغض النظر فهموا ماسيكتبونه ام لا.

مدرس المرسيدس ليس سوى شخص أخر أدرك أن الفهلوة والدجل وتشغيل الدماغ هى الطريقة المثلى للنجاح فى مجتمع المظاهر والعك ..هو شخص قرأ المشهدبصورة صحيحة ..دولة تضحك على مواطنيها بمنظومة ليس لهاهدف واضح اومحدد من وراء ماتقدمه من خدمات تعليمية..طالب وولى أمر كل مايريده هو الحصول على درجة تمنحه شهادة لزوم التعليق على الحيطة والوجاهة الاجتماعية أوالبحث عن أى شغلانة " يمثل فيها انه بيشتغل" ويعانى طوال الشهر من ضيق العيش.. معلم صدمه الواقع سواء عندماوجد أن كل مادرسه فى الكلية من طرق تربوية ليس لها علاقة بماهو مطلوب منه اوعندما ادرك إن كل طرق العيش المستور مغلقة امامه سواء التعين فى مدرسةحكومية او اعتاد أن يدور كعب داير كل سنة بحثا عن عقد سنوى بملاليم فى مدارس خاصة ودولية مش عايزة منه اكثر من أن يكون" خيال ماتة" فى الفصل لزوم اشتغالةاولياء الامور والنصب على وزارة التعليم .

امام كل هذا اختار الأذكياء منهم طريق العمل الحر ليصبح هناك اقتصاد موازى ضخم لاتعلم الدولة عنه شىء من وراء الدروس الخصوصية واشياء أخرى

كثير منهم معلمون متميزون لكنهم فهموا قواعد اللعبة واصبح شغلهم الشاغل هو تلقين الطالب طريقة الإجابة على الامتحان سواء تم ذلك بطرق مشروعة تعتمد على خبرتهم فى توقع الأسئلة ..اوبطرق غير مشروعة عن طريق مافيا فساد وشبكة مصالح فى المديريات التعليمية يتم من خلالها صنع هؤلاء والترويج لهم من خلال امتحانات سنوات النقل المسربة والتى لاتحظى بأية رقابة اوضمانات تمنع تسريبها .

الخطير أن بيزنس التعليم لم يعد منحصرا فى تلك النوعية فقط وإنما ظهرت أشكال اخطر من هؤلاءمثل هؤلاء إللى استغلوا قوانين مهترأة وحلم الطالب الفاشل فى الالتحاق بالثانوية ففتحوا مدارس وهمية غير معترف بها بالتواطؤ مع موظفين فى ديوان الوزارة

اوهؤلاء الذين تخطوا تلك المرحلة ووسعوا شبكة علاقتهم وباتوايبيعون شهادات الثانوية السودانية والليبية لأبناء القرى والمحافظات بمبالغ لاتزيد عن ٥٠ الف جنيه وهو مبلغ يساوى تقريبا مايدفعه ولى أمر الطالب فى الثانوية العام فى الدروس الخصزصية ..كل هؤلاءظهروا لأن الجميع متواطئ ..الدولة مش مستعدة تدفع اكثر لتطوير التعليم.. وولى الأمر والطالب مش عايزين غير الشهادة ..والمعلم عارف ان أى تطوير مش هيكون ورائه أى تحسين لوضعه المعيشى وبالتالى يبقى الوضع على ماهو عليه .

باختصار نحن لانريد غير الفهلوة والدجل وإن حد يضحك علينا ويخدعنا بقول مانريد ان نسمعه فقط كما فعل استاذ مستطاع مدرس الفلسفة الشريف لما مالقاش إللى يأكله فى فيلم البيضة والحجر.