الجمعة 05 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
شارع الصحافة

مفتي الديار المصرية يؤكد: الإدمان خطر يهدد مستقبل الأجيال ويدعو الشباب للتمسك بالقيم والدين

الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 11:07 م
مفتي الديار المصرية
مفتي الديار المصرية

في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة المصرية لنشر الوعي بين الطلاب وتعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية داخل المجتمع المدرسي، نظمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية ومديرية التربية والتعليم بالقاهرة، ندوة توعوية موسعة بعنوان "الإدمان وارتباطه بانهيار القيم المجتمعية"، حاضر فيها الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية.

مسرح المدرسة الثانوية الفنية 

 جاءت الندوة اليوم الثلاثاء الموافق 7 أكتوبر 2025، على مسرح المدرسة الثانوية الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة – تأسيس عسكري – التابعة لإدارة شرق مدينة نصر التعليمية، وسط حضور لافت من قيادات الوزارة وعدد من الطلاب والمعلمين.

وجاءت الندوة تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة إيمان حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بالوزارة، والدكتورة همت إسماعيل أبو كيلة، وكيل أول الوزارة ومدير المديرية، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى نشر الوعي بين طلاب المدارس بأهمية التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية، والتحذير من مخاطر الإدمان وتأثيره المدمر على الفرد والمجتمع.

 وشهد اللقاء مشاركة 550 طالبًا وطالبة من إدارات وسط القاهرة وشرق مدينة نصر والقاهرة الجديدة ومصر الجديدة، إلى جانب حضور عدد كبير من القيادات التعليمية ومسؤولي الإدارات المختلفة.

بدأت فعاليات اللقاء بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها الطالب محمد عبد الله محمود من مدرسة مجمع الملك فهد، ثم ألقت الدكتورة همت إسماعيل أبو كيلة كلمة ترحيبية أكدت فيها أن استضافة مفتي الديار المصرية تمثل دعمًا حقيقيًا للرسالة التربوية التي تحملها وزارة التعليم، موضحة أن التعليم لا يقتصر على تحصيل العلوم الأكاديمية فقط، بل يمتد ليشمل بناء الشخصية الإنسانية وغرس القيم والمبادئ التي تحفظ المجتمع من الانحراف. 

وأشارت إلى أن الأخلاق هي الركيزة الأساسية لأي نهضة حقيقية، وأن المدارس يجب أن تكون بيئة حاضنة للفكر السليم والسلوك القويم، بما يضمن تخريج أجيال قادرة على مواجهة التحديات بروح من الانتماء والمسؤولية.

كما أعربت الدكتورة إيمان حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية، عن تقديرها العميق لفضيلة الدكتور نظير عياد على جهوده المتواصلة في دعم الوعي الديني والفكري لدى الشباب المصري، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذ أنشطة متنوعة تستهدف بناء وعي طلابي مستنير يوازن بين العلم والدين، ويُرسخ قيم الوسطية والتسامح والتفكير الواعي في مواجهة الانحرافات السلوكية والفكرية التي تهدد المجتمع.

وخلال كلمته في الندوة، وجّه فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، الشكر إلى وزير التربية والتعليم وقيادات المديرية على اهتمامهم الكبير بنشر الوعي بين الطلاب، مشددًا على أن الإدمان يمثل خطرًا حقيقيًا يهدد مستقبل الأجيال، ليس فقط لأنه يدمّر الصحة والعقل، بل لأنه يقضي على منظومة القيم التي يقوم عليها المجتمع. 

وأوضح فضيلته أن الإدمان هو أحد أبواب الشيطان التي تفتح الطريق نحو الانحراف الأخلاقي وتدمير الذات والأسرة، مؤكدًا أن أول ما يضيع في طريق الإدمان هو العقل، وإذا ضاع العقل ضاعت القيم والإنسان معًا.

وأشار مفتي الديار المصرية إلى أن الوقاية من الإدمان تبدأ من =التمسك بالدين والقيم الأخلاقية السليمة، موضحًا أن الإيمان بالله والتربية الدينية الصحيحة هما السلاح الأقوى في مواجهة الانحرافات. كما دعا الشباب إلى استثمار أوقاتهم في العلم والعمل والابتعاد عن رفقاء السوء، مؤكدًا أن الله وهب الإنسان عقلًا ليعمر به الأرض لا ليهدره في طرق الضياع. 

وأضاف أن مسؤولية حماية الشباب من هذه الآفة تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره، داعيًا إلى تعاون المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في بناء منظومة وعي تحصن العقول من السقوط في براثن الإدمان.

وخلال اللقاء، تفاعل الطلاب مع مفتي الجمهورية وطرحوا العديد من الأسئلة حول دور الدين في الوقاية من الإدمان وكيفية تجنب السلوكيات المنحرفة، فأجاب فضيلته موضحًا أن التربية القائمة على الحوار والمودة والقدوة هي الطريق الأمثل لبناء شخصية متزنة وواعية. 

وأكد أن الإدمان لا يقتصر أثره على الفرد فحسب، بل يمتد إلى الأسرة والمجتمع بأسره، فيؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية وغياب الإحساس بالمسؤولية، مشددًا على ضرورة العمل الجاد لمواجهة هذه الظاهرة بكل السبل التربوية والدينية والعلمية.

وفي ختام الندوة، أعربت الدكتورة همت إسماعيل أبو كيلة عن شكرها العميق لفضيلة المفتي على مشاركته الفاعلة في توعية الطلاب، مؤكدة أن مثل هذه الندوات تسهم في بناء جيل واعٍ قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، وتحمي المجتمع من الأخطار التي تهدد تماسكه القيمي. 

وقدمت مديرة المديرية درع مديرية التربية والتعليم بالقاهرة لفضيلة المفتي تقديرًا لدوره المتميز وجهوده في دعم مسيرة التوعية المجتمعية وترسيخ القيم الدينية في نفوس الشباب.

وأكدت في ختام كلمتها أن استمرار التعاون بين وزارة التربية والتعليم ودار الإفتاء المصرية يمثل نموذجًا رائدًا في التكامل بين المؤسسات الدينية والتعليمية من أجل بناء جيل مستنير يؤمن بقيمة الأخلاق، ويعي دوره في حماية وطنه من كل ما يهدد وحدته واستقراره، مشددة على أن القيم والدين هما السلاح الحقيقي في مواجهة الإدمان وانهيار القيم المجتمعية.