جودة المنظومة التعليمية والأمن المعرفى القومى
الخميس 28/أغسطس/2014 - 10:43 م
جودة المنظومة التعليمية والأمن المعرفى القومى
إذا أرادت أمة البقاء فعليها بالتعليم ، وإذا أرادت أمة التخطيط للمستقبل فعليها بالتعليم ، وإذا أرادت أمة التنمية فعليها بالتعليم ، وإذا أرادت أمه التقدم فلا سبيل لها إلا التعليم ،وإذا أرادت أمة بناء السلام فطريقها الأوضح هو التعليم .
أدركت شعوب العالم المتقدم أهمية الأمن المعرفى من أجل الأمن القومى للأفراد، والمؤسسات . وأعدت خُططها الإستراتيجية من أجل تحقيق هذا الهدف، وهو ربط التعليم بعمليات التنمية المستدامة فى كافة المجالات الاقتصادية ، والصناعية ، والزراعية ، والتجارية ، والفنية ،والثقافية، والتعليمية .
ومن ثم فإذا كانت المعرفة قوة ، فإن حكمة توظيف المعرفة من خلال التعليم هى ضمان الحفاظ على هذه القوة مدى الحياة .
واليوم فى عصر المعرفة، وإدارة المعرفة أضحى وضوح الهدف من منظومة التعليم فى تخريج مواطن يمتلك مهارات حياتية متعددة، وبينية تخدم كافة مسارات التنمية المستدامة المتعددة بعقول قادرة على الإبداع ، وتخطى الصعاب، والتحديات ، وتمتلك رؤى تنظيمية لتشكيل المستقبل .
ومنظومة التعليم بداية من مرحلة رياض الأطفال حتى التوظيف بعد الجامعة معنية بإعداد المواطن العالمى وليس فقط المواطن المحلى ، بل مواطن شبكى يستطيع التواصل المحلى، والإقليمى، والدولى بوسائل واستراتيجيات متعددة ، وبينية، وتقنية يخدم من خلالها التنمية المحلية لمجتمعه من خلال تحقيق منتجات متميزة لها الريادة فى السوق المحلى، والعالمى، وتحقق ميزة تنافسية على الصعيد الدولى .
فجودة منظومة التعليم تكمن فى تميز المنتج التعليمى الذى يصب فى سوق العمل ،والذى ينافس السوق المحلية ،والدولية بجدارته الأدائية التى تنطوى على مثلث المعرفة، والمهارة، والخبرة . فلا معرفة جوفاء بدون تحويلها إلى ممارسات، وأداءات ، ولا يمكن اكتساب الخبرات بدون ممارسات متميزة، وقدرة على توظيف المعارف المكتسبة ،والمتعلمة فى الواقع الحياتى .
كاتب المقال
د/فاطمة الزهراء سالم محمود
أستاذ أصول التربية المساعد والسياسات التعليمية
كلية التربية –جامعة عين شمس
عضولجنة التعليم بالمجلس الأعلى للثقافة
[email protected]
