التعليم والقرارات غير المدروسة
الأحد 05/أبريل/2015 - 01:00 ص
تواجه المنظومة التعليمية في الوقت الراهن عشوائية متخمة في القرارات الغير مبنية على أسس علمية، ودراسات ميدانية مستفضية ترصد معها الفجوات المستعصية ،والاحتياجات الرئيسة لكل قطاع على حدى . إذ كيف التعميم على كافة قطاعات المجتمع الريفى والحضرى نفس القرار دون دراسة لطبيعة كل قطاع، واحتياجاته الأساسية من التعليم والأمن والصحة والغذاء .
على سبيل المثال لا الحصر أليست محافظات الوجه القبلى بحاجة إلى خارطة تعليمية مستقلة عن محافظات الوجه البحرى .؟!!!
أليست بحاجة إلى رصد عدد الأميين والمهمشين من التعليم ، والأسر الفقيرة ورعايتهم بشكل ملموس وبرنامج طويل الأجل ؟!!!!!!
ف
قبل تعميم اللغات والتكنولوجيا والأدوات والاستعانة بالخبرات الأجنبية من باب أولى ننزل إلى الميدان ،ونرصد حالة التعليم في كل محافظة على حدى، ونرصد المشكلات، ونضع خطة علاج تنفيذية منفصلة عن المحافظات الأخرى كى تتساوى المحافظة مع بقية المحافظات . أما التخطيط العام والتعميم المطلق للقرارات التعليمية على كافة المحافظات هو استهلاك للوقت دون إنجاز أو تحقيق أى تقدم في جسد منظومة التعليم .
والسؤال هل نحن نعمل من أجل رصد الوثائق والتقارير والخطط الاستراتيجية ؟ أم نعمل من أجل قياس الإنجازات وتحقيق التقدم الملموس والقضاء على الفقر بكافة أنماطه المادى والفكرى والثقافى والحضارى .
هل سنظل نعد الخطط الاستراتيجية ذات ال15 وال20 وال30 سنة دونما إنجازات ملموسة في كل قطاع على حدى ؟
لماذا لا ننفذ فكرة من الألف للياء ونرى نتيجتها الحقيقية على أرض الواقع من تقدم وتعليم وتنوير حقيقى ورعاية خدمية وصحية ، وليس فحسب في الكتب والمقالات والمؤتمرات والتقارير والخطط الاستراتيجية والوثائق الورقية .
أين الواقع الفعلى في منظومة التعليم ؟ أين الإنجازات الواقعية بعيداً عن الورق والوثائق ؟
أين المسابقات بين المحافظات في محو الأمية والقضاء على الفقر ؟ أين التصنيف بين كل محافظة على أساس العمل والإنجاز والقضاء على التخلف الحضارى ، والعمل الدائم ومسابقات الحفاظ على البيئة والنظافة والصحة ؟
كل هذا ليس بحاجة إلى ندوات ولا مؤتمرات ولا خطط استراتيجية بقدر ما هو بحاجة إلى مشاهدة حقيقية وتجسيد في الواقع الفعلى.
ونتمنى ألا تهبط علينا كل يوم قرارات تعليمية دون دراسة حقيقية للميدان والواقع الحقيقى لكل محافظة على حدى . لأن ذلك يجعل التعليم في وضع كارثى دوماَ .
* كاتب المقال
د/فاطمة الزهراء سالم محمود مصطفى
أستاذ أصول التربية المساعد والسياسات التعليمية
كلية التربية جامعة عين شمس
عضو لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثفافة
[email protected]
