مدينة الأبحاث العلمية تقود تحالفًا دوليًا لمواجهة الجفاف وتعزيز الزراعة المستدامة في البحر المتوسط

أخبار مدينة الأبحاث العلمية.. أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تولي اهتمامًا متزايدًا بتعزيز البحث العلمي التطبيقي في مختلف المجالات الحيوية، خاصة تلك التي تسهم في مواجهة التحديات البيئية والمناخية. وأوضح أن هذا الاهتمام يأتي ضمن إستراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي الهادفة إلى دعم الابتكار، وتفعيل دور مدينة الأبحاث العلمية في تنفيذ مشروعات التنمية المستدامة، وتوسيع التعاون الدولي لنقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة.

تعاون دولي مشترك

في إطار هذه الجهود، استقبلت الدكتورة منى عبد اللطيف، مدير مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية (SRTA-City)، وفود الدول المشاركة في المشروع البحثي الدولي الممول من الاتحاد الأوروبي تحت عنوان:
"أنظمة زراعية مبتكرة مرتبطة بتقنيات حصاد المياه لمقاومة الجفاف الشديد في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك الأنواع المقاومة للملوحة والجفاف (WaterMellon)".
ويعد المشروع أحد أهم برامج التعاون الدولي التي تسعى من خلالها مدينة الأبحاث العلمية إلى تطوير حلول علمية وتكنولوجية مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية وتعزيز الأمن الغذائي والمائي في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

ابتكار لمواجهة المناخ

شاركت وفود من إيطاليا والمغرب والجزائر وإسبانيا وتونس والبرتغال وقبرص واليونان ولبنان وتركيا في فعاليات المشروع، الذي يمثل خطوة مهمة في تعزيز العمل الجماعي لمواجهة آثار التغير المناخي. وتسهم مدينة الأبحاث العلمية في تنسيق الجهود بين الدول المشاركة لتطبيق نتائج البحث العلمي في تحسين الزراعة المستدامة وتطوير تقنيات الري المبتكرة القادرة على التكيف مع الجفاف والملوحة.

مركز إقليمي للابتكار

أوضحت الدكتورة منى عبد اللطيف أن مدينة الأبحاث العلمية تلتزم بتعزيز مكانتها كمركز إقليمي ودولي للابتكار والبحث العلمي، من خلال تسخير إمكانياتها البشرية والتقنية المتقدمة لدعم التعاون الدولي في البحث العلمي والابتكار التكنولوجي. وأكدت أن المشروع يأتي ضمن رؤية المدينة لدعم التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي في مصر والمنطقة، عبر تحويل نتائج الأبحاث إلى تطبيقات تكنولوجية ذات قيمة اقتصادية واجتماعية تسهم في بناء مستقبل مستدام.

جهود بحثية متكاملة

من جانبه، أشار الدكتور محمد رشاد، نائب مدير مدينة الأبحاث العلمية للشؤون العلمية والبحثية والباحث الرئيسي للمشروع، إلى أن مواجهة التحديات البيئية العابرة للحدود تتطلب تعاونًا دوليًا واسع النطاق. وأكد أن المدينة تسعى لتعزيز مشاركتها مع شركاء من مختلف دول المتوسط والمؤسسات البحثية العالمية لتحقيق أقصى استفادة من نتائج المشروع، من خلال تبادل الباحثين وتنظيم ورش العمل وتطوير استراتيجيات إقليمية لمواجهة الجفاف.

تطوير الزراعة الجافة

يهدف مشروع WaterMellon إلى تحسين قدرة الزراعة الجافة في منطقة البحر الأبيض المتوسط على الصمود أمام التغيرات المناخية وندرة المياه، وذلك عبر الدمج بين التقنيات التقليدية والحديثة في الزراعة المبتكرة. وتسعى مدينة الأبحاث العلمية إلى دعم هذا التوجه من خلال تدريب المزارعين المحليين، وإدخال سلالات نباتية جديدة مقاومة للملوحة والجفاف، وتوفير حلول علمية منخفضة التكلفة لزيادة الإنتاج وتحسين مستوى معيشة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.

جولة في المزرعة التجريبية

تضمنت فعاليات المشروع جولة ميدانية في المزرعة التجريبية بمدينة الأبحاث العلمية، حيث استمع المشاركون إلى شرح تفصيلي من الدكتور سامي زكي محمد والدكتور محمد حافظ عبد الفتاح حول تطبيق تقنيات الري الحديثة الموفرة للمياه واستخدام الأسمدة العضوية في تعزيز إنتاجية الأراضي الجافة. ويأتي ذلك ضمن جهود المدينة في تحقيق زراعة مستدامة مقاومة للتغيرات المناخية وتطبيق نتائج الأبحاث على أرض الواقع.

ورشة ختامية وتوصيات

واختُتمت الزيارة بورشة عمل مشتركة في مدينة الأبحاث العلمية، جرى خلالها الاتفاق على إعداد خطة تنفيذية لتوسيع نطاق التعاون الدولي في مجالات البحث العلمي الزراعي وبناء قدرات الباحثين والمزارعين في دول المتوسط. كما تم التأكيد على أهمية تطوير نظم زراعية أكثر مرونة وقدرة على الصمود أمام التحديات المناخية المتزايدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي الإقليمي.