سفراء التميز بكلية إعلام جامعة القاهرة.. أفكار إبداعية
في إطار توجه جامعة القاهرة نحو تطوير منظومة التعليم الجامعي وتعزيز الابتكار الأكاديمي، نظّمت كلية الإعلام، اليوم الاثنين الموافق 22 ديسمبر 2025، ملتقى علميًا موسعًا تحت عنوان «سفراء التميز: أفكار إبداعية للتدريس وتقييم الطلاب».
وذلك بقاعة المؤتمرات بالكلية، برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف الأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوي، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة ومديرة المشروع، والأستاذة الدكتورة ليلى عبد المجيد، المدير الأكاديمي لوحدة ضمان الجودة والمدير التنفيذي للمشروع.
وجاء الملتقى في إطار مشروع دعم وتنمية المهارات المهنية والعملية لطلاب كلية الإعلام، وبتنظيم وحدة ضمان الجودة والاعتماد، وبدعم من وحدة إدارة مشروعات تطوير التعليم العالي، ليعكس حرص الكلية على تبني الأساليب التعليمية الحديثة، وربط العملية التعليمية باحتياجات سوق العمل والتحولات الرقمية المتسارعة.
ابتكار في التدريس وتقييم الطلاب
شهد الملتقى تكريم عدد من أساتذة الكلية المشاركين في مسابقة الأساليب المبتكرة للتدريس والتقييم، والتي سبقها تقدم أكثر من 17 مشروعًا تعليميًا مبتكرًا من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، تضمنت أفكارًا غير تقليدية لتطوير طرق التدريس، وتعزيز مشاركة الطلاب في العملية التعليمية، وتحسين آليات التقييم بما يركز على المهارات العملية والمهنية.
وتم إخضاع هذه المشروعات للتحكيم العلمي، واختيار أفضل خمس مشاركات، وسط إشادة واسعة بمستوى الأفكار المطروحة وقيمتها المعرفية والتطبيقية.
لجنة تحكيم تؤكد دور الطالب في صناعة المعرفة
وأكد الأستاذ الدكتور عصام نصر، الأستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون ورئيس لجنة التحكيم، في كلمته خلال الملتقى، أن المشروعات المقدمة تعكس وعيًا متقدمًا بدور عضو هيئة التدريس في التحول من التلقين إلى التفاعل، مشددًا على أن قاعة الدراسة لم تعد مجرد مكان لتلقي المعرفة، بل أصبحت فضاءً لمشاركة الطالب في إنتاجها وصياغتها.
وضمت لجنة التحكيم نخبة من أساتذة الكلية، هم الأستاذة الدكتورة حنان جنيد، عميد الكلية السابق، والأستاذة الدكتورة أمل دراز، والأستاذة الدكتورة هناء فاروق، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.
عميدة الكلية: الابتكار ركيزة أساسية لتطوير التعليم الجامعي
من جانبها، أكدت الأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوي، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن الكلية تولي اهتمامًا بالغًا بتطوير أساليب التدريس والتقييم، ودعم الابتكار الأكاديمي، بما يسهم في رفع جودة العملية التعليمية وبناء قدرات الطلاب وفق متطلبات العصر الرقمي.
وأوضحت أن هذا الملتقى يأتي ضمن خطة الكلية لتشجيع أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة على تبني أساليب حديثة في التعليم والتقييم، بما ينسجم مع رؤية جامعة القاهرة لتحديث منظومة التعليم العالي، وربطها بالتحولات التكنولوجية المتسارعة.
وأضافت أن إدارة الكلية حريصة على تحويل الأفكار والمشروعات المتميزة إلى ممارسات فعلية داخل القاعات الدراسية، مؤكدة توفير كافة التسهيلات والإمكانات لدعم معمل الذكاء الاصطناعي بالكلية، وتفعيل دوره في تطبيق الأساليب المبتكرة التي قدمها الأساتذة، بما يضمن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في العملية التعليمية.
ليلى عبد المجيد: الكلية نموذج للريادة الأكاديمية
بدورها، أوضحت الأستاذة الدكتورة ليلى عبد المجيد، الأستاذ بقسم الصحافة والمدير الأكاديمي لوحدة ضمان الجودة، أن المسابقة تمثل نموذجًا رائدًا لتشجيع الابتكار الأكاديمي داخل كلية الإعلام، وتعكس ريادتها وحرصها الدائم على تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، بما ينعكس إيجابًا على مخرجات التعليم.
وأشارت إلى أن المشروعات المتقدمة كشفت عن مستوى رفيع من الوعي الأكاديمي والمهني، وقدرة الأساتذة على توظيف التقنيات الحديثة في التدريس والتقييم، مؤكدة أن جميع المشروعات المقدمة، سواء الفائزة أو المشاركة، تعكس التزام الكلية بمواكبة التطورات المتلاحقة في مجالات الإعلام والاتصال.
إنجازات عام كامل من التطوير
وقدمت الدكتورة ليلى عبد المجيد عرضًا تفصيليًا لأبرز إنجازات المشروع خلال عام كامل، موضحة أن تقدم الكلية للمشروع جاء بعد حصولها على الاعتماد المحلي من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم عام 2017 وتجديده عام 2023، إلى جانب الاعتماد الدولي من الهيئة الألمانية AQAS عام 2023، بما يعكس إدراك الكلية لأهمية دعم المهارات المهنية والعملية للطلاب، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030.
وأوضحت أن المشروع استهدف تطوير أساليب وأدوات العملية التعليمية، ورفع كفاءة المقررات الدراسية، خاصة ما يتعلق بالمهارات العملية، إلى جانب إعداد دراسة علمية حول وظائف المستقبل، وتطوير توصيف البرامج التعليمية وفق الجدارات والمعايير الأكاديمية المحدثة.
تطوير التدريب العملي والشراكات المهنية
كما شمل المشروع تنفيذ اختبارات قبلية لقياس فاعلية أساليب التدريس الحالية، تمهيدًا لتطبيق الأساليب المبتكرة وإجراء اختبارات بعدية لقياس الأثر، إلى جانب إعداد دليل خاص للتقييم المستمر للتدريب العملي والميداني، وتنظيم ملتقيات موسعة شارك فيها أساتذة وخبراء وممثلو سوق العمل والطلاب والخريجون، لمناقشة تطوير البرامج والمقررات والتدريب الميداني.
وشهدت الكلية أيضًا تنظيم ملتقيي توظيف ناجحين، والتوسع في عقد بروتوكولات تعاون مع مؤسسات إعلامية وإنتاجية لتوفير فرص تدريب مستمرة للطلاب، فضلًا عن تنفيذ ورش عمل لتطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس بإجمالي 18 ساعة تدريبية، والتخطيط لبرامج تدريبية مخصصة للهيئة المعاونة.
«سفراء التميز» كتاب يوثق التجربة
وفي إطار توثيق التجارب التعليمية الرائدة، قامت الكلية بطباعة كتاب بعنوان «سفراء التميز»، يتضمن عرضًا تفصيليًا لكافة المشروعات المقدمة في المسابقة، بهدف تعميم الاستفادة ونقل الخبرات الناجحة في مجال الأساليب المبتكرة للتدريس والتقييم، وذلك تحت إشراف الأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوي، وإعداد وتنفيذ الأستاذة الدكتورة ليلى عبد المجيد.
الفائزون والمشاركون
أسفرت نتائج المسابقة عن فوز الدكتورة سهر أحمد، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون، بالمركز الأول، تلاها الدكتور محمد وليد بركات، المدرس بقسم الصحافة، في المركز الثاني، ثم الأستاذة المساعدة الدكتورة أريج فخر الدين في المركز الثالث، بينما جاء المركز الرابع مناصفة لكل من الدكتور هاني محمد علي والدكتورة هالة السيد.
كما شارك في المسابقة عدد كبير من أساتذة الكلية من مختلف الأقسام العلمية، في تأكيد جديد على روح التعاون والإبداع الأكاديمي داخل كلية الإعلام.
واختُتم الملتقى بالتقاط صور تذكارية للمشاركين، في أجواء عكست اعتزاز الكلية بجهود أبنائها، وتطلعها إلى مستقبل تعليمي أكثر ابتكارًا وتميزًا بكلية الإعلام – جامعة القاهرة.


