السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

إستردوا .. أطباء مصر !

الأحد 09/يونيو/2019 - 06:57 ص

أزمه حقيقيه تواجه وزارة الصحه و مستشفيات مصر سببها حدوث نقص شديد في الأطباء .. لدرجه دفعت الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء نظرا لخطورة الموقف للإجتماع بالوزراء المعنيين بالمشكله وفي مقدمتهم وزيرة الصحه .

إلا أن الاجتماع قد خرج بقرارات وتوصيات أخطر من المشكله نفسها ومن ضمنها، تخريج دفعات استثنائيه من كليات الطب !

وزيادة أعداد المقبولين ! والتوسع في إنشاء كليات الطب الحكوميه والخاصه! وهي قرارات كان لابد من مراجعتها من قبل أساتذه الطب وأقطابه .. لأن دراسة الطب هي الوحيده التي لا يجوز أبدا ( كلفتتها ) لأن ثمنها سيكون أرواحنا !

كما أن دراسة الطب هي دراسه باهظه التكاليف لأنها تعتمد علي وجود مستشفيات كبيرة يقوم علي أساسها إنشاء كلية طب ، لذلك فالتسرع بزيادة كليات طب بدون إعداد سليم سيكون كارثه بكل المقاييس.

و في أمريكا أو إنجلترا يستغرق الطبيب حوالي 12 عام قبل أن يصرح له بفتح عياده وممارسة المهنه بشكل مستقل .أما عندنا فالدراسه مدتها ست سنوات فقط، تم تخفيضها لخمسه !

المهم... إننا حتي لو نفذنا هذه القرارت وخرجنا دفعات استثنائيه وخرجنا طلبة الطب من سنه رابعه أو حتي ثالثه وفتحنا خمسين جامعه خاصه وخرجنا آلاف الأطباء ( إسما فقط ) برضه هيسيبوا وزارة الصحه لرواتبها المتدنيه وبسبب ال ١٨ جنيه بدل العدوى الذي يتقاضاه الأطباء، في مهنة تحيط بها مخاطر العدوى من كل جانب.

كما سيستمر مسلسل نقص أعداد الأطباء في مستشفيات وزارة الصحه ، وستتواصل إستقالاتهم منها دون توقف، وسيبحث الأطباء عن عمل في الخارج ويسافروا للعمل في الخليج ، أو يفتحوا عياداتهم الخاصه كأنصاف أطباء و يبتزوا المرضي . "وكأنك يابوزيد ما غزيت "لأننا لا نعالج المشكله بل نضاعفها، فقد عالجنا الأعراض وتركنا المرض الحقيقي، ويبقي الحل الفعلي للأزمه، هو فتح الباب علي مصراعيه للأطباء الذين تركوا العمل بالوزارة بالمعاش او بالإستقاله، وإعادة التعاقد معهم بعقود سنويه محترمه ومجزيه تليق بخبراتهم الطويله وكفاءتهم .

ونحن أولي بأطباءنا الذين تعلموا جيدا وصرفنا عليهم، وعلمناهم الطب علي أصوله ثم تركناهم لدول اخري تستفيد منهم !

بدلا من ان نبحث الآن عن تخريج أنصاف أطباء بلا كفاءه ناقصين علم وتدريب ومهاره .. وفي النهايه برضه هيسيبوا وزارة الصحه ويمشوا ! يبقي الأفضل نعمل بالمثل القائل ( شراء العبد ولا تربيته ) عفوا. .. شراء الطبيب ولا تخريجه بالاستثنائي !