السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
ثقافة وفن

جوجل يحتفى بذكرى ميلاد الفنان الراحل فريد الاطرش.. طرد من سوريا بسبب مقاومة والده للاحتلال الفرنسى.. عانى الامرين ليصبح مطربا مشهورا.. توفى عن عمر يناهز الـ 64 عاما

الإثنين 19/أكتوبر/2020 - 10:09 ص
السبورة

احتفى محرك البحث الشهير جوجل، بذكرى ميلاد الفنان الكبير فريد الأطرش الـ110، إذ ولد فريد الأطرش عام 1910 فى بلدة القريا فى جبل الدروز.


وقد عانى فريد الأطرش حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الأطرش وعائلة الأطرش فى الجبل الذى قاتل ضد ظلم الفرنسيين فى جبل الدروز بسوريا.


نشأة فريد الأطرش
عاش فريد الأطرش فى القاهرة فى حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان، والتحق فريد الأطرش بإحدى المدارس الفرنسية (الخرنفش)،  حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت "كوسا" بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا.

ذات يوم زار المدرسة هنرى هوواين فأعجب بغناء فريد الأطرش وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة. التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.

نفد المال الذى كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء فى روض الفرح لأن العمل فى الأديرة لم يعد يكفى، ووافق فريد وفؤاد على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.

جوجل يحتفى بفريد الأطرش
حرصت والدته على بقاء فريد الأطرش فى المدرسة غير أن زكى باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى، وعزف فريد فى المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد فى تلك اللحظة.

إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذى طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود.

أقام زكى باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار، أطل فريد الأطرش تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح فى طلته الأولى.

بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابنى التى ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا فى إقناعها بأن يغنى بمفرده. ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء.

 

بدايات فريد الأطرش

 

بدأ العمل فى محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه فى المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد.

ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة فى الإسبوع فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت.

غنى أغنية الليالى والموال لينتصر أخيرا ويبدأ فى تسجيل أغنياته المستقلة. سجل أغنيته الأولى (يا ريتنى طير لأطير حواليك) كلمات وألحان الملحن الفلسطينى يحيى اللبابيدى فأصبح يغنى فى الإذاعة مرتين فى الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.

استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوى ويعقوب طاطيوس وغيرهم وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (يا بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور.

 

عادات فريد الأطرش
عرف فريد الأطرش عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان اتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وعرف أيضا حبه للخيل.

ذات يوم وفيما كان فى ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم فى الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان فى حادث سيارة فترك موت أخته أثرا عميقا فى قلبه وخيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه.

 

مرض فريد الأطرش


تعرض إلى ذبحة صدرية وبقى سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل. وبينما كان يكد فى عمله سقط من جديد واعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن فى الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه لأن قلبه يتربص به، وهكذا بعد كل ما ذاقه من تجارب وما صادف من عقبات عرف حقيقة لايتطرق إليها شك وهى أن البقاء للأصح.

توفى فى مستشفى الحايك فى بيروت إثر أزمة قلبية وذلك عام 1974 عن عمر ناهز 64 سنة. لقب بـ"ملك العود" و"موسيقار الأزمان "

 

أفلام فريد الأطرش


اشترك فريد الأطرش فى 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا، وقد أنتجت هذه الأفلام فى الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975.

أشهر الأفلام على الإطلاق والذى جنى أرباحا طائلة هو فيلم حبيب العمر، لأنه مثل قصة حب حقيقية. أما فيلم عهد الهوى المقتبس عن الكسندر توماس الصغير عن روايته غادة الكاميليا.

وهذه الرواية لها قصة، ففى العشرينات من القرن الماضي، قام يوسف بيك وهبى بعرض مسرحية حول مادة الرواية، وشاركته البطولة الفنانة روز اليوسف واسمها مرجريت أما اسمه أرمان، وكان هذا العرض قد أثار ضجة كبيرة وأرباح طائلة وهو من أوائل العروض المسرحية الكبيرة ليوسف وهبي.

وبعد سنوات طويلة، قام يوسف وهبى بإقناع فريد الأطرش بدور أرمان ومريم فخر الدين بدور مرجريت أما يوسف وهبه نفسه فأكتفى بدور الأب.

وكان فريد الأطرش يختار القصص بعناية، وبالذات القصص التى تتقاطع ولو قليلا مع قصة حياته. ففيلم عهد الهوى هذا، يمثل فقدان الحبيب بعد أن غفر له كل زلاته أو حتى كبائره، وخداع الآخرين له.. وفيلم حكاية العمر كله، وهو من الأفلام المهمة لفريد، فيمثل ضياع العمر بالنسبة له، وعدم جدوى فائدة البحث عن الحبيب بعد ذلك.

أما فيلم ودعت حبك والذى أثار ضجة كبيرة حين عرضه، بسبب وفاة البطل فى النهاية، فلم يقنع المتفرجين سوى خروج فريد فاتحا الستار ليقول للمتفرجين ها أنا ذا لم أمت.