الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
كواليس

"زكي رستم" الباشا الذي لم يقبل أي دعوة للسهر ولا يدعو أحداً

الثلاثاء 12/يناير/2021 - 10:55 م
السبورة

اشتهر الفنان الراحل زكي رستم بالوحدة والانطواء، فلم يكن يقبل أي دعوة للسهر ولا يدعو أحداً، كان الفن عنده هو البلاتوه الذي تنقطع صلته به تماماً لحظة خروجه منه.

من أجل ذلك لم يكن لديه أصدقاء سوى سليمان نجيب، وعبد الوارث عسر. كان يسكن بمفرده في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو بالقاهرة، ولم يكن يؤنس وحدته سوى خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من 30 عاماً وكلبه الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.


عانى في أوائل الستينيات من ضعف السمع، وأعتقد في البداية أنه مجرد عارض سيزول مع الأيام، وأنه بحفظه جيداً دوره وقراءته شفاه الممثلين أمامه قد يحل المشكلة. لكن هذا لم يحدث.

في آخر أفلامه كان قد فقد حاسة السمع تماماً، فكان ينسى جملاً في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، خصوصاً أن السماعات كانت ما زالت بأسلاكها وبطاريتها ظاهرة للعيان إلى جانب أنها تقيد من طريقته في الاندماج.

رغم ذلك أدى الدور على أحسن ما يكون. وعندما راح المخرج يوجهه أو يعطيه ملاحظاته كان لا يسمعها، ما أحزنه كثيراً. حتى إنه في إحدى المرات بكى في الأستوديو من هذا الموقف.

ذلك دفعه إلى اعتزال التمثيل نهائياً عام 1968، والابتعاد عن الناس بعد فقدانه حاسة السمع تدريجياً، وكان يقضي معظم وقته في القراءة ولعب البلياردو، بعدما قدَّم أكثر من 240 فيلماً.