الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
من هنا وهناك

القطاعات العلمية المختلفة.. هدف آخر للأخبار الكاذبة

السبت 20/مارس/2021 - 08:30 م
ارشيفية
ارشيفية

لم تقتصر الأخبار الكاذبة يومًا على الأخبار السياسية أو الأحداث الاجتماعية أو الشخصيات المشهورة في القطاعات المختلفة، ولكنها تمتدّ لتشمل العلوم بمختلف قطاعاتها، سواء فضاء أو صحة أو تكنولوجيا وغيرها.


في مقال بعنوان "محاربة الأخبار العلمية الكاذبة" في مجلة ريسيرتش إنفورميشن (Research Information)، يقول إيان موس، الرئيس التنفيذي لشركة STM  المختصة  في نشر الأبحاث العلمية المحكمة، "إذا أردنا حماية نزاهة العلم وسمعة جميع العاملين في هذا المجال الحيوي، يجب علينا جميعًا تحمّل مسؤولية أكبر لاكتشاف المعلومات العلمية الخاطئة واستخدام معرفتنا وسلطتنا لتصحيحها".


وأضاف، أن مشكلة الزيادة في العلوم المزيفة (pseudoscience) تفاقمت بسبب ظهور ما يسمى بـ"المجلات المفترسة" التي تقدم للباحثين طريقًا مختصرًا للنشر مقابل مبلغ من المال. لا تستخدم هذه المجلات أيًا من الضمانات التحريرية التي يتمتع بها الناشرون الشرعيون، مما يؤدي إلى أن المقالات غالبًا ما تكون غير دقيقة وأحيانًا احتيالية. وفي كثير من الحالات، يُخدع الباحثون للاعتقاد بأن عملهم سيخضع لمراجعة الأقران بشكل صحيح، في حين أنه في الواقع لن يحدث.


تلعب STM نفسها دورًا نشطًا في مبادرة "فكّر، تحقق، تقدَّم" (Think.Check.Submit) التي تهدف إلى تعزيز النزاهة وبناء الثقة في البحوث والمنشورات من خلال مساعدة الباحثين على تحديد المجلات والناشرين الموثوق بهم. وقد يكون من السهل إلقاء اللوم على عدد قليل من العلماء المضللين، إلا أن انتشار الأخبار المزيفة يرجع حقًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة السيئة.


الأخبار الكاذبة تغزو كافة القطاعات العلمية 
تتبع "مسبار" العديد من الادعاءات المتعلقة بمجالات عدة في العلوم، سواء في الصحة أو الفضاء أو التكنولوجيا، وتحقّق من صحتها فوجدها زائفة أو مضللة، أدناه بعض من تلك الادعاءات:
تداولت صفحاتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ متكررٍ، خبرًا مفاده اكتشاف مجموعة من العلماء في السعودية ومصر ومناطق أخرى حول العالم، هياكل عظمية ضخمة تعود إلى قوم عاد الذين ذُكروا في القرآن، وهو ادعاء وجده "مسبار" زائفًا، بل يمكن اعتباره خرافة لشدّة تصديق الناس له، إذ تعود هذه الهياكل إلى تصاميم شاركت في مسابقة تصميم إبداعي عبر موقع Worth1000.com الذي أُغلق وصار جزءاً من موقع blog.designcrowd.com. 


كما تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورةً لخبرٍ مفاده توقّعات بنهاية العالم؛ نتيجة اصطدام كوكب نيبيرو بكوكب الأرض. وعند تتبع الادعاء وجد "مسبار" أنه خرافة وجرى تداولها في سنواتٍ سابقة. وكانت وكالة الفضاء العالمية، ناسا، نفت وجود كوكب يُدعى نيبيرو، إذ قالت عام 2012 إنّه لا أساس واقعي أو علمي لوجوده. 


أخبار الفضاء: بين كواكب تصطدم بالأرض وأخرى ملائمة للبشر 
تعتبر أخبار الفضاء مادة دسمة للادعاءات الزائفة والمضللة، فلا يكاد  يمر شهر دون أن تنتشر أخبار الفضاء هنا وهناك في الفضاء الالكتروني، إذ انتشرت العديد من الأخبار حول كواكب وكويكبات تقترب من الأرض مع احتمالية اصطدامها به، منها خبرعن كشف وكالة "ناسا" الفضائية عن كويكب ضخم يسمّى "OR2" 1998، وهو ما وجده "مسبار" زائفًا.


كما فنّد "مسبار" خبرًا انتشر في شهر يونيو/حزيران 2020 عن توجّه كويكب بحجم أعلى ناطحة سحاب في مدينة نيويورك، مبنى "إمباير ستيت"، نحو الكرة الأرضية، وخبرًا آخر مفاده أن وكالة الفضاء الأميركية ناسا، تعيش حالة رعب، بسبب احتمالية اصطدام خمسة كويكبات بالأرض خلال الفترة القادمة، ما سيسبب ضرراً كبيراً للكوكب، وتبيّن أن جميعها أخبار زائفة. 


وحول الكواكب الشبيهة بالأرض التي يمكن العيش عليها، انتشر خبر ادعى أن كوكبًا يُدعى "كيبلر 22B " شبيه بالكرة الأرضية، حيث يوجد خارج المجموعة الشمسية، ويمتلك غلافًا جويًّا وغاز أكسجين ومياهًا ويابسة. كما ادعت مواقع إلكترونية أنّ علماء الفلك اكتشفوا كواكب ملائمة للحياة أكثر من كوكب الأرض، يصل عددها إلى 24 كوكبًا، وجميعها كانت زائفة وفقًا لتحقق "مسبار".


أكاذيب مستمرة منذ أعوام: شروق الشمس من الغرب وسبات الشمس الكارثي
لا يمكن أن يمرّ عام دون أن يظهر خبر حول شروق الشمس من الغرب، أو سبات الشمس الكارثي، أو ثقب طبقة الأوزون، ووجد "مسبار" أنها جميعًا مفبركة ومضللة، منها انتشار ادعاء عن دخول الشمس فترة ما يُدعى "السبات الكارثي"، ممّا يؤدي إلى حجبها وانخفاض طاقتها الشمسية على السطح.


كما تتداول صفحات إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ عام 2010 وصولًا إلى العام الجاري، خبرًا مفاده أن وكالة ناسا أعلنت عن اقتراب شروق الشمس من الغرب، في سابقة هي الأولى من نوعها، ومعظم هذه الصفحات أضافت إلى المعلومة عند نشرها، نصوصًا دينية لتؤكد أنها علامة من علامات يوم القيامة، ما جعل المشاركات والمشاهدات تبلغ الآلاف.


مخلوقات غريبة وحيوانات قاتلة مكتشفة
تداولت عدة مواقع إخبارية خبرًا مفاده ظهور جراد آكل لحوم مرعب شرقي تركيا، ادّعت فيه عثور القرويّين هناك، أثناء حصادهم، على جراد كبير في المنطقة. وأضاف الخبر أنّ هذا الجراد الضخم يصل طوله 15 سم. تحقق "مسبار" من الخبر المتداول وتبين أن العنوان يحتوي على إثارة كما أنّ المحتوى قديم.


وانتشرت ادعاءات حول مقطع فيديو لكائن غريب يقطع الشارع وسط السيارات، ثم يمر عبر حديقة، مع صوت لهاث واضح مصاحب للمقطع، فيما انتشرت ادعاءات أخرى عن عنكبوت الساعة الرملية القاتل الذى يشبه العقرب، وتبين لـ"مسبار" أن جميعها زائفة.


كما تتناقل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ سنوات، مقطع فيديو تدّعي أنه يُظهر شكل العين بعد تكبيرها باستخدام المجهر، وهو ادعاء مضلل؛ لأنّ مقطع الفيديو الأصلي عبارة عن عمل فني من تصميم  فرانك غازوني، الفنان المتخصص بالأعمال ثلاثية الأبعاد.


المعلومات الصحية المضللة عن كوفيد-19 من الأكثر انتشارًا
منذ عام 2020 وحتى الآن، تعتبر جائحة فايروس كورونا المستجد الحدث الصحي الأبرز، وإحدى أكثر القضايا التي انتشرت حولها الفبركات والقصص المختلقة بداية من الأسباب وصولًا للقاح.


فعن أسباب الوباء، كثرت الأقاويل، منها الادعاء القائل بأن وزير الصحة الفرنسي الأسبق البروفيسور فيليب دوست بلازي، الذي قال إن فايروس كورونا المستجد سلاحٌ بيولوجيٌ ينتشر عبر الهواء وليس بالتلامس. وفي السياق ذاته انتشر ادعاء أنّ الوباء المتفشي  ليس له علاقة بفايروس كورونا المستجد بل هو غاز السارين، وقد انتشر عن طريق الخطأ في مختبرٍ أميركيّ بأفغانستان، وأن هذا الخطأ صحّحته أميركا بأنْ أجبرت الصين على اختراع كذبة "كوفيد-19".


وعند الإعلان عن التوصل إلى لقاح للفايروس، شاعت الكثير من الأخبار الزائفة، منها أنّ لقاح فايزر يحوّل البشر إلى تماسيح، وينبت لحية للنساء كما قال الرئيس البرازيلي، وغيرها الكثير من الادعاءات التي تناولها "مسبار" في مدونة بعنوان "الأخبار الكاذبة حول لقاح كورونا تزعزع الثقة به وتؤخر عودة الحياة لطبيعتها".


وهنا لا بد من الانتباه إلى أن الأخبار المزيفة هي مشكلة منتشرة في جميع القطاعات العلمية المختلفة، وربما يجعل ذلك الغالبية عرضة للخداع بالمعلومات المضللة، لذا لا بد من زيادة الوعي وتغيير أسلوب التفكير.