الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

د. حسن خطاب والخروج بالجامعة إلى المجتمع

السبت 27/نوفمبر/2021 - 10:32 م

أشعر بالتقصير في الكتابة عن بعض الشخصيات على الرغم من أن الكتابة عنها واجب تكريما لها لما تبذله من فكر وعطاء، وهذا حق تلك الشخصيات علينا لنقدم النموذج والقدوة والتحية لأمثال هؤلاء العلماء العاملين، ولعل هذا ما دفعني اليوم للكتابة عن واحد من هؤلاء العلماء الأجلاء المخلصين النبلاء الذين أدركوا معني الرسالة التي يحملونها والعلم الذي وهبه الله إياهم، وهو الدكتور حسن السيد حامد خطاب، وكيل كلية الآداب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بجامعة المنوفية تلك الجامعة التي لم أدخلها سوى مرة واحدة مع أخي وصديقي الراحل الدكتور الأمير صحصاح حين بدأ حياته الأكاديمية في قسم الإعلام بها والذي أسسه أستاذنا الدكتور عبد الخالق جبه، وترأسه أستاذنا الدكتور عبدالجواد سعيد عميد كلية الإعلام بجامعة المنوفية والذي بدأ حياته الأكاديمية معنا في قسم الإعلام العريق بجامعة سوهاج.


الدكتور خطاب أستاذ الدراسات الإسلامية وابن جامعة الأزهر الذي كان خير رسول للأزهر في جامعة المنوفية، استطاع أن يغير مفهوم منصب الوكيل لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، حيث إن الصورة الذهنية في معظم الجامعات أن هذا الموقع الذي استحدث في مطلع تسعينيات القرن الماضي ما هو إلا منصب شرفي لزيادة عدد الوكلاء من اثنين إلى ثلاثة، وما يقوم به الدكتور خطاب يذكرني بأستاذنا الكبير الدكتور عبد الله التطاوي الذي تولى هذا الموقع نائباً لرئيس جامعة القاهرة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة فيجعل منه قاطرة لربط الجامعة ربطاً حقيقياً ببيئتها الخارجية، مشتبكاً بقوة مع قضايا المجتمع الفكرية والثقافية والاجتماعية والبيئية.


استطاع الدكتور خطاب أن يستفيد من منظومة قيادة الجامعة التي يسرت العمل بحرية بعيداً عن الحساسيات، برئاسة الدكتور عادل مبارك، ونائبته لشئون التعليم والطلاب، الدكتورة نانسي أسعد والمشرف على قطاع خدمة المجتمع الدكتور عبدالرحمن الباجوري، وعميد كلية الآداب، الدكتور أسامه مدني، فرسم خارطة طريق لأنشطة حقيقية لا تجعل يوماً يمر دون ورشة عمل أو ندوة فكرية أو نشاط ميداني يربط كلية الآداب وطلابها بالمجتمع، ولم يكتف بأساتذة الجامعة وكوادرها في أنشطته بل نقل نجوم الفكر والدعوة والفتوى من القاهرة إلى الجامعة، ومنهم فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة، ونائب رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد محمود أبو هاشم، والمستشار العلمي لفضيلة المفتي الدكتور مجدي عاشور، وثلة من أعلام الدعوة من دار الإفتاء والأزهر الشريف، لمناقشات فكرية راقية مع الطلاب لمواكبة كل ما يستجد ومعالجة كل مفهوم خاطئ قد يتسلل هنا أو هناك.


أتابع باهتمام وإعجاب ذلك النشاط المتواصل للدكتور خطاب، فمن قوافل محو الأمية بكل قسم من أقسام الكلية بالتعاون مع الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار ليخرج الطلاب للقيام بواجبهم نحو مجتمعهم، إلى ندوات وحملات لمواجهة تلك الآفة التي تنهش في شبابنا وهي أفة المخدرات فأطلق حملة " أنت أقوى من المخدرات، إلى الأسبوع البيئي تحت "شعار مجتمع صحي ووطن آمن" والذي تضمن سلسة ندوات توعوية تعالج مشكلات اجتماعية واقتصادية وثقافية، منها العنف الأسري والعنف ضد المرأة والتوعية بمرض السرطان وبمحو الامية وتنظيم النسل والزيادة السكانية.


ومن الموضوعات بالغة الأهمية لتأهيل شباب الجامعة لبناء مستقبلهم وأسرهم جاءت ندوة: الإرشادات الطبية للمقبلين على الزواج لتحقيق غاية المشرع الحكيم في ديمومة الحياة الآمنة المستقرة بين الزوجين، ووضعت الندوة خارطة طريق للمقبلين على الزواج وناقشت الطموحات التي يأمل كل طرف تحقيقها من خلال الزواج، وتقديم المعلومات المهمة لكل واحد من الخاطبين قبل الزواج من الطرف الآخر، وكذلك تصحيح المفاهيم الخاصة المتعلقة بالزواج قبله أو أثناء العلاقة الزوجية.


ولم يترك الدكتور خطاب ذكرى مولد الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، تمر دون عمل يحيي الذكرى في نفوس طلابه بندوة حملت عنوان: "أثر الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم"، حاضر فيها الداعية الأزهري الدكتور الشحات السيد العزازي، وإيماناً من الدكتور خطاب بأن الوعي الصحيح يساعد في استقرار المجتمع جاءت ندوة "تصحيح المفاهيم الدينية والتي حاضر فيها الدكتور عمرو مصطفى الورداني، أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء المصرية.. والذي أكد أن تصحيح المفاهيم الخطأ من الركائز الأساسية لبناء المجتمع وتطوره وتحقيق التنمية المستدامة، وأن بناء الوعي وتصحيح المفاهيم من الأولويات التي يجب أن تلتزم بهم الشعوب لمواصلة تقدمها.


هذا جزء يسير مما استطعت رصده ومتابعته من أنشطة نفذها الدكتور حسن خطاب خلال الفترة القصيرة المنقضية من عمر الفصل الدراسي الأول لهذا العام، فتحية لهذا العالم الجليل العالم العامل، وكم أتطلع لخروج من يتولون مثل موقعه في جميع الكليات بجامعاتنا ليكونوا جزءًا من بيئتهم ومجتمعهم، ليشعر المجتمع بدور الجامعة كمشعل نور وخير وتقدم واستقرار وبناء، ومنارة من منارات بناء مصر الجديدة.