الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

لماذا؟

ثالوث.. الاستقلال.. الكرامة.. والإنقاذ

الثلاثاء 28/مارس/2023 - 11:52 م
  • ثالوث.. الاستقلال.. الكرامة..  والإنقاذ

نحتفل خلال هذا العام  بثلاثة أحداث أو مناسبات مهمة كان لها بالغ الأثر في تغيير وجه الحياة على أرض المحروسة وتركت بصمتها فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، ما بين نيل الاستقلال وصون الكرامة وإنقاذ الوطن مما كان يحاك ضده، ومن هذه الأحداث ما وقع قبل قرن من الزمان ولم يحضره إلا القليل ممن أمد الله في اعمارهم لأكثر من مائة عام، ومنها ما وقع قبل ٥٠ عاما وعاشه الكثيرون منا، ومنها ما عاصرناه وعشناه جميعا واثرنا فيه وتأثرنا به قبل عشر سنوات.
ويأتي فى مقدمة هذه الأحداث مئوية دستور 1923، والذى صدر في التاسع عشر من ابريل من ذلك العام وهو أول دستور مصرى بعد ثورة 1919، والذى اعترفت فيه بريطانيا بمصر دولة مستقلة ذات سيادة، وتم وضع دستور جديد للبلاد ليحل محل القانون النظامى نمرة 29 لسنة 1913، الذى كان يعد مثل دستور للبلاد، وتكون دستور 1923 من 170 مادة ومن أبرز سماته 
انه خرج دون أثر للدولة الدينية متضمنا مادة واحدة فقط تحمل رقم 149 تقول إن الإسلام هو دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، والشريعة الإسلامية المصدر الرسمى للتشريع.
ظل دستور 1923 معمولا به منذ صدوره وحتى تم إلغاؤه فى الثانى والعشرين من أكتوبر عام 1930 وصدور دستور جديد للبلاد عرف بدستور 1930 واستمر العمل به لمدة خمس سنوات.
والحدث الثاني الذى تحتفى به مصر هذا العام هو مرور ٥٠ عاما على وقوعه وهو العيد الذهبي لنصر اكتوبر المجيدة، ذلك النصر الذي أعاد لمصر والمصريين بل للأمتين العربية والإسلامية العزة والكرامة وانهى أسطورة الجيش الاسرائيلى الذى لا يهزم وقضى على وهم خط بارليف المنيع وغير من مفاهيم الحروب في العصر الحديث، وظهرت خلاله قوة وبسالة الجندي المصري،وكذلك كشف للعالم أجمع مدى تأثير وقدرة العرب على فعل المستحيل حينما تتوحد صفوفهم وتجتمع إرادتهم.
ونأتى للحدث الثالث والأهم من وجهة نظري والذي عشناه جميعا وكان له الفضل بعد إرادة الله سبحانه وتعالى في إنقاذ الدولة المصرية من السقوط وطمس هويتها، بل وساهم بشكل كبير في إنقاذ المنطقة العربية كلها وافشل مخطط الشرق الأوسط الجديد أو ما كانوا يزعمون أنه الربيع العربي.
نعم كانت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ البلاد والعباد من قوى الشر وأهله وأعوانهم فى الداخل والخارج وظهر خلالها معدن الشعب المصري الاصيل حينما خرج بالملايين فى شتى الشوارع والميادين وانحاز لهم ابطال الجيش والشرطة فى مشهد أذهل العالم،وكان شعارهم ونداؤهم واحد " يسقط حكم المرشد" فى إشارة واضحة إلى رفضهم لحكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل وكان لهم ما أرادوا.

الجميل فى هذه الأحداث الثلاثة أنها عبرت بشكل كبير عن ارادة وتلاحم أبناء الشعب المصري وكذلك كشفت عن قوة ومتانة علاقة المصريين بجيشهم العظيم وشىرطتهم الوطنية، وهو ما كان بمثابة كلمة السر فى تحقيق ما يمكن أن نطلق عليه " ثالوث.. نيل الاستقلال وصون الكرامة وإنقاذ الوطن".

[email protected]