طالب جامعة حلوان قصة إبداع فني تتألق في صيانة السيارات

أخبار جامعة حلوان.. في وقت أصبح فيه التعليم الفني مصنعًا حقيقيًا للمواهب، يسطع نجم الطالب عمر أحمد محمد من كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان، كأحد النماذج التي تُجسد روح الإصرار والإبداع في التعليم الفني في مصر. 

يؤكد عمر أن النجاح لا يرتبط بنوع الدراسة، بل بالشغف والسعي نحو التميز، وهو ما تبرزه جامعة حلوان من خلال دعمها الدائم للمبدعين الشباب.

اختيار غير تقليدي

بدأت رحلة الطالب عمر أحمد من المدرسة الفنية المتقدمة بمدينة السادس من أكتوبر، قسم السيارات، حيث اختار التعليم الفني عن قناعة رغم تفوقه في الشهادة الإعدادية بحصوله على 273 من 280 درجة. هذا القرار شكل نقطة تحول في مسيرته، مدفوعًا بحبه لعالم السيارات الذي بدأ منذ الطفولة حين كان يراقب والده يُصلح السيارة بشغف. وقد أكدت جامعة حلوان أن مثل هذه النماذج تثبت أن الطريق إلى النجاح يبدأ من الإيمان بالموهبة.

إنجازات مبكرة مبهرة

لم يكن عمر طالبًا عاديًا، بل كان صاحب فكر وطموح واضحين، إذ شارك في مسابقة المبتكر الصغير وحصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية، ثم فاز بالمركز الأول في مبادرة "ضد التدخين"، كما تألق في مسابقة World Skills ليحقق المركز الثالث على مستوى الجمهورية. وقد أبرزت جامعة حلوان هذه الإنجازات كنموذج لتفوق طلابها في التعليم الفني والابتكار العلمي.

مشروع السيارة الكهربائية

شكل مشروع تحويل سيارة تعمل بالبنزين إلى سيارة كهربائية بالكامل نقطة انطلاق جديدة في مسيرة عمر، حيث نفذ المشروع بالتعاون مع نحو 60 طالبًا من مدارس التعليم الفني على مدار ثمانية أشهر من العمل المتواصل بتكلفة بلغت 150 ألف جنيه. كانت النتيجة سيارة صديقة للبيئة تسير لمسافة 100 كم بتكلفة تشغيل لا تتجاوز 15 جنيهًا ويمكن شحنها من أي مصدر كهرباء. وقد أشادت جامعة حلوان بالمشروع باعتباره خطوة مهمة نحو دعم الابتكار في التعليم الفني وتحقيق التنمية المستدامة في مصر.

تكريم رسمي للإنجاز

نال المشروع تكريمًا رسميًا من مديرية التربية والتعليم بالجيزة، باعتباره أكبر مشروع منفذ على مستوى مدارس التعليم الفني في مصر، وهو ما جعل جامعة حلوان تعتبره من أبرز النماذج التي تعكس قدرات طلابها على تطبيق المعرفة التقنية في مشاريع عملية واقعية.

مركز صيانة مبكر

لم يكتفِ عمر بالنجاح الأكاديمي، بل أسس مركز صيانة سيارات خاص به أثناء دراسته الثانوية، ليصبح من أوائل الشباب الذين جمعوا بين التعليم الفني في جامعة حلوان والتطبيق العملي في مجال السيارات. اليوم، يدير مركزه بنجاح إلى جانب دراسته الجامعية، مواصلًا حلمه بأن يكون صاحب أكبر مركز صيانة سيارات في العالم، وهو ما يدعم رؤية جامعة حلوان في تخريج طلاب رواد في المجالات الصناعية والتكنولوجية.

دعم جامعة حلوان

أكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم المبتكرين والمبدعين من طلابها، مشيرًا إلى أن كلية التكنولوجيا والتعليم تُعد من الكليات الرائدة في احتضان الأفكار الإبداعية. وأضاف أن الطالب عمر أحمد محمد يمثل نموذجًا مشرفًا لطلاب جامعة حلوان القادرين على تحويل الأفكار إلى إنجازات واقعية تُسهم في تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

رؤية الكلية المستقبلية

من جانبه، أوضح الدكتور وائل إبراهيم، عميد كلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان، أن الكلية تدمج بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي لتأهيل الطلاب لسوق العمل، مشيدًا بجهود الطالب عمر أحمد الذي يعكس روح الإبداع التي تميز طلاب جامعة حلوان. وأكد أن الكلية مستمرة في دعم الابتكار في التعليم الفني وتشجيع المشروعات الطلابية التي تعزز قدرات الشباب المصري على المنافسة والإنتاج.

ختام ملهم

قصة الطالب عمر أحمد محمد ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي مثال حي على ما تقدمه جامعة حلوان من دعم شامل للمواهب الشابة في التعليم الفني. ومن خلال هذا النموذج، تواصل جامعة حلوان ترسيخ مكانتها كمنارة للإبداع والتعليم التطبيقي، ومصنع حقيقي للأجيال القادرة على قيادة مستقبل الصناعة والابتكار في مصر.