الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

لماذا لا تكون متعة التعلم هي الرابط الأقوى بين الطالب والمدرسة بدلا من التقييم

الخميس 30/أكتوبر/2025 - 05:23 م

 بين التقييم والموهبة.. يقف الطالب حائرا أين يجد الطالب نفسه؟

 

لماذا يكون التقييم الرابط الوحيد والسبب الرئيسي لربط الطالب بالمدرسة؟
 

أليس من الأفضل و الأجدر أن يكون الرابط هو متعة التعلم؟ فعندما يتأكد ويشعر الطالب بأن المدرسة هي المكان الذي يفهم فيه ويلعب ويحقق متعه التعلم ويكتشف من خلاله، يصبح حضور الطالب هو رغبة لا إلزاما. 
إن التعليم  عمليه نفسيه أيضا لا عقليه فقط فالتعليم القائم على الفهم يجعل الطالب أكثر ارتباطا بالدرس والمعلم والمعلومة، لأن المعرفة  الكامله الحقيقيه حين تُقدم بروح الشغف والطموح والنشاط  لا تحتاج إلى تقييم حتى تُثبت.

إن ترسيخ وتثبيت وتحقيق  المعلومة في ذهن الطالب لا يتحقق بكثرة الاختبارات وفقط لا، بل بالتكرار الذكي والمراجعة المستمرة الحقيقيه والممتعة والتطبيق العملي داخل الحصة والتفاعل مع المعلم  فالتعلم ليس مجرد استدعاء للمعلومة وقت الامتحان اين روح المنافسه والإبداع، التعليم هو بناء متدرج للفهم، يجعل الطالب قادرا على التفكير والتحليل والمنطق ومن ثم  إذا شعر الطالب أن المدرسة تقدم له فهما حقيقيا وتحقيق واقعى للتعلم  سيذهب إليها بشغف لأنه يستفيد  ولأنه يحقق التعلم ويُطوّر نفسه يوما بعد يوم.

ايضا جدير بالذكر  لماذا  اذا لا يكون الرابط بين الطالب والمدرسة هو الأنشطة المدرسيه المتنوعه  التي تفرغ طاقته وتوجهها نحو الإبداع والموهبة ؟  


فالأنشطة المدرسية والرياضية والفنية  والمسرح ليست ترفا، بل وسيلة لتفريغ الضغوط النفسية  بين الطلبه  التي تؤدي أحيانا إلى العنف داخل المدارس.


عندما يجد الطالب مساحة يعبر فنيه راقيه يعبر  فيها عن ذاته من خلال المسرح أو ما يتقنه من  الرياضة أو الموسيقى، يتحول من متلقٍ جامد للماده العلميه فقط إلى مشارك فعّال، يرى في المدرسة بيته الثانيىالذي يحبه  لا سجنه الأول.

ثم جدير ايضا بالذكر لماذا لا يكون الرابط هو اكتشاف الموهوبين مثلا لتخريج كوادر فى كل المجالات  وتعزيز المهارات الفردية؟ 


فكل طالب يحمل صغير كان أو كبير  داخله طاقة خاصة تحتاج فقط إلى من يكتشفها وينميها ونخرج جيل ملهم واثق من نفسه موجود لدينا هذا الكنز المفقود وهو  المراكز الاستكشافية  لماذا لا يتم تفعيلها كما يجب واستغلالها والمكتبات يمكن أن تكون نوافذ  علميه ومرجعيات حقيقية لعرض قدرات الطلاب وتنمية حب القرائه وتقدم  المعرفة لديهم. الاهتمام بالموهوبين لا يخلق فقط جيلا مبدعا بل جيلا مثقفآ واعيا، بل جيلا واثقا يرى في التعليم نجاته ويعرف قدره وفيه طريقا لتحقيق ذاته لا مجرد درجات على ورقة.

 

إن كثرة التقييمات أفقدت للطالب وللمعلم قيمه التقييم قيمته الأساسية، وصار مجرد رقم لا يعكس مدى وقيمه الجهد الحقيقي. 


الحصص يا فندم لا تتعدى الساعه الان ربع فهى قصيرة لا تحتمل هذا الكم من الاختبارات المراهقه للجميع، مما يرهق الطالب نفسيا واجتماعيا فصار طول الوقت فى سباق ويحول العملية التعليمية إلى مارثون مرهق بدل أن تكون رحلة ممتعة صار العكس التكرار المنظم للمعلومة بطريقه سهله والمراجعة الذكية كفيلان بترسيخها بطريقه سلسه  في العقل والذاكرة أكثر من أي تقييم ئ.

نحن ندرك  ونعلم جيدًا جهد الوزير ونوايا الوزارة الطيبة، وحرصها على تحسين ووجود الطالب وجودة التعليم، لكن نجاح أي منظومة يعتمد على عده أطراف لابد من راحه الجميع

فن التقنين  هو النجاه

واختيار الأنسب لراحة الطالب والمعلم والجميع، التعليم لا يُقاس بعدد الاختبارات وكثرتها بل بالنواتج التعلم بل بمدى حب الطالب للتعلم وحرصه عليه. وإذا وُجد الشغف فى شي الا وحققه على أكمل وجه وكما ينبغى، سيتحقق النجاح دون خوف  ولا إرهاق بلا داعى من نتيجة أو تقييم.