الجمعة 05 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

التوتر المزمن.. تأثيره على جسمك وعقلك أسرع مما تتخيل

الخميس 27/نوفمبر/2025 - 02:00 ص
الشيخوخة
الشيخوخة

أصبح التوتر المزمن اليوم أحد أخطر المخاطر الصحية التي يواجهها الإنسان، حيث لم يعد مجرد شعور بالضغط النفسي أو القلق، بل تحول إلى تهديد حقيقي للجسم والعقل. 

وارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول بشكل مستمر يمكن أن يؤدي إلى تلف الحمض النووي، زيادة الدهون الحشوية، وتسريع الشيخوخة الخلوية. 

التوتر المزمن.. تأثيره على جسمك وعقلك أسرع مما تتخيل

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون ضغوطًا مستمرة يظهر لديهم علامات الشيخوخة والإرهاق المبكر، حتى لو كانوا يتمتعون بصحة ظاهرية جيدة.

والعيش في أوقات ضغط مستمر يتطلب وعيًا أكبر بالصحة النفسية.

و يرى خبراء الصحة أن تجاهل التوتر المستمر واعتباره جزءًا طبيعيًا من الحياة يمثل خطورة كبيرة، لأنه أحد أهم عوامل الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. 

ومن الطرق الفعالة لتقليل التوتر: ممارسة الرياضة بانتظام، التأمل، تمارين التنفس العميق، والحفاظ على نمط حياة متوازن يشمل النوم الجيد والتغذية السليمة.

الشيخوخة الخلوية المبكرة

أحد أخطر تأثيرات التوتر المزمن على الجسم هو تسريع الشيخوخة الخلوية. عندما يبقى الجسم في حالة تأهب مستمر، يزداد الإجهاد التأكسدي الذي يهاجم الحمض النووي، ويضعف آليات الإصلاح داخل الخلية. 

وهذا يؤدي إلى تقصير التيلومير، وهي الحماية النهائية للكروموسومات، ومع تقصيرها تفقد الخلايا قدرتها على الانقسام بشكل طبيعي، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة ويُسرع علامات التقدم في السن.

تراكم الدهون الحشوية ومخاطرها الصحي

ارتفاع الكورتيزول المستمر يعيد توزيع الدهون في الجسم بحيث تتراكم الدهون الحشوية حول البطن، وهي الأخطر بين أنواع الدهون لأنها نشطة أيضيًا وتزيد من مقاومة الإنسولين وأمراض القلب. 

والدراسات الحديثة تشير أيضًا إلى أن تراكم الدهون الحشوية مرتبط بانخفاض حجم الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن الذاكرة واتخاذ القرار، مما يزيد من التأثيرات السلبية للتوتر على كل من الجسم والعقل.

تأثير التوتر المزمن على الدماغ والذاكرة

التوتر المزمن لا يقتصر تأثيره على الدهون والخلايا فحسب، بل يصل إلى الدماغ نفسه، مؤثرًا على الحصين والقشرة الجبهية، المسؤولة عن التركيز والتخطيط والذاكرة قصيرة المدى. 

وارتفاع الكورتيزول لفترات طويلة يقلل من قدرة الدماغ على معالجة المعلومات، ويضعف اتخاذ القرارات اليومية، ويزيد احتمالية النسيان والأخطاء البسيطة، ما يجعل السيطرة على التوتر أمرًا حيويًا للحفاظ على الأداء الذهني والجسدي معًا.