السبت 06 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

علاء ثابت يكتب: خطوات مبشرة في التعليم

السبت 06/ديسمبر/2025 - 02:26 م

كان لقاءً ثريًا للغاية حول خطط وقرارات تتعلق بأهم عناصر مستقبل مصر، جمعني مع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، والدكتور علي شمس الدين رئيس جامعة بنها الأسبق ورئيس الملتقى الدولي للتعليم "إيدو جيت". تطرق اللقاء إلى أهم مشكلات التعليم في مصر، وكيفية تجاوزها وتطويره، باعتباره أحد أهم أعمدة بناء مستقبلنا.

استمر الحوار لأكثر من ساعتين، ولا يمكنني استعراض كل ما تناوله من قضايا وخطط في مقال واحد، لذلك سأكتفي بعرض ما اتخذته الوزارة في خطتها العاجلة قصيرة الأمد المتعلقة بتحسين مناخ اليوم الدراسي وانضباطه، وأترك استعراض الخطط المتوسطة وبعيدة المدى لمقال آخر.

توقفت أمام عدد من المعلومات والأرقام المهمة، من أبرز ما يميز عمله أنه يتابع كل ما يحدث ويُكتب، كما يرصد معدلات حضور الطلاب في المدارس كان قد تراجع إلى 15% فقط، لكنه تجاوز الآن 87% بفضل عدة قرارات، منها إعادة نظام الاختبارات الشهرية والأنشطة، وحل مشكلة النقص الشديد في أعداد المعلمين، وعدم توافر فصول ومقاعد دراسية كافية.

كيف تمكنت وزارة التعليم في هذا الوقت القصير من توفير فصول ومقاعد ومعلمين، وإعادة نظام الاختبارات والواجبات والأنشطة؟ قال الوزير إن جولاته الميدانية في المدارس، ولقاءاته مع مديريها ومعلميها، أسفرت عن التوصل إلى عدد من الحلول العاجلة. فقد وجدنا غرفتين في كل مدرسة مخصصتين لكنترول الامتحانات ومناهل المعرفة، وجرى تحويلهما إلى فصلين دراسيين. ونظرًا لوجود 22 ألف مبنى دراسي، فقد وفرنا 44 ألف فصل جديد، وجهزنا مقاعد تستوعب جميع الطلاب.

كما جرى تعيين معلمين جدد، وسد العجز في جميع المواد الأساسية، مما أعاد للمدرسة جانبًا كبيرًا من فعاليتها، فارتفع انتظام الطلاب وحضورهم من 15% إلى 87%، ونأمل في الوصول إلى الحد الأقصى، خاصة مع المنشآت الجديدة التي ستنهي تمامًا نظام الفترتين، ليعود اليوم الدراسي الكامل، ويتسع للمزيد من الأنشطة وتنمية المهارات.

كثافة في الفصول ما زالت مرتفعة

ويعترف وزير التعليم بأن الكثافة في الفصول ما زالت مرتفعة، إذ بلغت 50 طالبًا في الفصل، وهذا ما سيجري العمل على تخفيضه بزيادة المباني المدرسية، فضلًا عن توفير المزيد من المعلمين الأكفاء.

أما أهم ما يتحقق بصورة متواصلة فهو تطوير المناهج المدرسية لمواكبة كل جديد، ومضاهاة مثيلاتها في البلدان المتقدمة. كما يجري التوسع في التعليم التقني وتدويله، بوصفه ركيزة للتقدم الصناعي والتكنولوجي، وتلبية احتياجات الصناعات المتقدمة التي بدأت مشروعاتها في التوسع.

ما سمعته من حوارات مع الوزير وأحد أهم خبراء التعليم في العالم أثلج صدري، وجعلني أكثر اطمئنانًا على مستقبل أبنائنا وأحفادنا وبلدنا، فهؤلاء هم صناع مستقبل مصر. ولهذا فإن التعليم هو أهم استثمار، وهذا ما لمسته في الحوار الحماسي حول سبل تطويره ومستقبل وطننا.